رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د. أمير الحداد 2 نوفمبر، 2014 0 تعليق

الفتاح العليم

- بعض الأحيان أسأل نفسي عن معاني الأسماء الحسنى فلا أعرف إجابة، مثلا (المقيت) أو (الفتاح) أو (المبين).

- ولكن يجب عليك أن تسأل أو تبحث عن المعنى في المصادر الموثوقة، ولا ينبغي أن تترك اسما من الأسماء الحسنى دون أن تعرف معناه لغة وشرعا، وكيف ورد في كتاب الله أو سنة النبي  صلى الله عليه وسلم .

     كنت وصاحبي في فترة بعد العصر نحتسي الشاي، اعتاد صاحبي أن يحضر الماء الساخن في إبريق، ثم يقدم لنا صندوقا يحتوي كثيرا من أنواع الشاي: أخضر، الإنجليزي، مع الزنجبيل والعسل، مع الليمون، وغيره، وما عليك إلا أن تختار المذاق الذي تريده وتغمسه في الماء الساخن، فتحصل على شاي بالنكهة التي تحب.

رجوعا إلى موضوعنا.

- مثلا (الفتاح)، أعلم أنه من أسماء الله الحسنى ولكن لا أستطيع أن أضع المعنى في كلمات محددة.

- (الفتاح)، يقال في اللغة للقاضي: الفتاح، والحاكم: الفتاح وفي حق الله عز وجل.. (الفتاح) الذي يحكم بين عباده ويقضي بينهم حكما عدلا نافذا، ولذلك ورد اسم الله (الفتاح) مرة واحدة في كتاب الله واقترن بـ(العليم)، وذلك في قوله عز وجل: {قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ} (سبأ:26).

هذه أول مرة أعرف المعنى بكلمات محددة، وورد في كتاب الله عز وجل: {فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا وَنَجِّنِي وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} (الشعراء:118)، أي أحكم بيني وبينهم حكما، وأقضي قضاء نافذا في الدنيا، تنجني به ومن آمن معي.

وكذلك ورد في سورة الأنفال: {أن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح}، أي أن تطلبوا الحكم بهلاك الظالم منا أو منكم فقد جاءكم الحكم والقضاء النافذ، أي الحكم بهلاك الظالم، وهو ما أصابهم يوم بدر.

- اتضح المعنى، أظن أن أهل اليمن يسمون القاضي: الفتاح.

- لا أعلم، ولكن اسم الله (الفتاح) اقترن بـ(العليم)، وذلك أن حكمه وقضاءه النافذ مبني على علم مطلق، وهذا مقتضى الحكم بالعدل، أن يكون من يقضي على علم تام بكل شيء، ولذلك ناسب اقتران (الفتاح) بـ(العليم)، والفتّاح من أبنية المبالغة بأن حكمه لا مرد له وقضاءه لا رجعة فيه، وفي الآية التي اقترن فيها الاسمان: (الفتاح العليم)، وعيد لمن خالف هدي النبي صلى الله عليه وسلم وأعرض عن التوحيد بأن العاقبة أن يجمع الله الأولين والآخرين والصالحين والمذنبين، ويقضي بين الجميع قضاء نافذا (بالحق)، ويأمر بأهل الإيمان إلى الجنة وبأهل الكفر إلى النار. {فريق في الجنة وفريق في السعير}.

وماذا عن المعاني الأخرى (فتح)، التي هي عكس (أغلق)، مثل قول الله تعالى: {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا ۖ وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (فاطر:2)، ومثل قولنا في دعاء دخول المسجد: «اللهم افتح لي أبواب رحمتك» (مسلم).

- هذه المعاني صحيحة في فعل (فتح)، ولكنها لا تؤدي إلى المعنى نفسه الذي ورد لاسم الله (الفتاح)، هذا الاسم من الأسماء الحسنى لم يرد إلا مرة واحدة في كتاب الله عز وجل، بالمعنى الذي ذكرت لك، ولذلك نقول إن معنى (الفتاح)، لله عز وجل بمعنى الذي يقضي، ويحكم حكما نافذا وقضاء عدلا -سبحانه وتعالى- وسيكون ذلك واقعا مشاهدا وأمرا واقعا، يوم القيامة دون ريب.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك