رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د.بسام خضر الشطي 3 أبريل، 2011 0 تعليق

الفاتيكان والتحركات الغامضة


       دولة الفاتيكان تنعم بوضع دولي لا مثيل له في العالم، وقد تم إنشاؤها في 11/2/1929 بناء على معاهدة (لاتران) التي حددت مكانها ومساحتها في الهكتارات الأربعة وأربعين على أحد تلال روما السبعة والمسمى «فاتيكانوس».

       الفاتيكان لا ينطبق عليه مسمى دولة وإنما وضع يسمح للمؤسسة الكنسية بالتدخل في الشؤون الدولية دون اعتراض أحد والجميع يغضون الطرف.

       وله اسم آخر: الكرسي الرسولي أو البابوي؛ نسبة إلى بولس الرسول، ويترأس إدارة الشؤون الدينية المتعلقة بالكنيسة الكاثوليكية في العالم نسبة إلى وثيقة مزورة تمت في عام 754 وتسمى هبة قسطنطين، وأول من تسلم هذه الهبة سيلفستر الأول عام 335م أي بعد تأليه السيد المسيح بعشرة أعوام- تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا- وتكون له الأولوية على البطرياركات الشرقية كلها وتوسعت لتصبح كل الكنائس الكاثوليكية وأصبح منصبا سياسيا، ودينيا ويستقبل الثروات ورؤساء الدول ومجالس الشيوخ وله حاشية وطاقم ضيافة وحرس وحقوق فخرية وتبجيلية إمبراطورية مع ارتداء التاج والرداء القرمزي والهيلمان والبذخ وهذا أبعد ما يكون عن تعاليم السيد المسيح.

        أول من كشف تزوير هبة قسطنطين (لونزو فاللا) وذلك عام 1442 واعترفت الكنيسة بهذا التزوير في القرن التاسع عشر ولكنها لم تتنازل عما استولت عليه، وتواصل الصراع البابوي للحفاظ على السلطتين حتى توحدت ايطاليا وتم إنشاء مدينة الفاتيكان بعدها.. وليست هذه الوحيدة المزورة بل طال وثائق القرارات، وكشف حجم الفساد في تلك المؤسسة وهذا ليس بسر بل كشف فضائح كثيرة نشرت حول الصرح الفاتيكاني.

        وفي عصر الظلمات في القرن السابع عشر حاربت الكنيسة العلم ومنعت التعليم إلا على الكنسيين بل منعت حتى قراءة الإنجيل وكانت محاكم التفتيش والحروب الصليبية والحروب الدينية التي وجهت إلى المسلمين والنصارى المنشقين على كاثوليكية روما فتم حرق الناس أحياء وحرق المكتبات والكتب ولاسيما في عام 1492م الذي يطلقون عليه عام الخلاص الذي تخلص فيه التطرف الكنسي من المسلمين في إسبانيا ومحارق البروتستانت في فرنسا وأوروبا، وحرق ثمانية قرون من الثقافة الإسلامية وكتب الترجمة التي قام بها المسلمون من اليونانية التي تمثل القاعدة الثقافية التي قامت عليها أوروبا الهمجية آنذاك.

       وفي عام 1685- 1815 تركزت الجهود لمحاربة القهر والطغيان الكنسي الذي فقدت فيه الأخلاق والمعاداة والقتل والتشديد واكتشفوا عمليات التغيير وأخطاء الترجمة والتناقضات الواردة في الأناجيل، ومنها موعد ميلاد اليسوع ومكانه واختلاف مدة تبشيره وعدد الحواريين ويوم موعد صلبه -كما يزعمون- وبعثه والأساطير والخرافات التي ملئ بها التاريخ الكنسي لإعادة صياغته، حتى أثبتوا أن هناك نسبة عالية من الأقوال المنسوبة لعيسى لم يتفوه بها ونسب مرتفعة من الأعمال المنسوبة إليه لم يقم بها، وهذا ما ذكره ريشار سيمون في «تاريخ نقد العصر القديم 1678» وتاريخ نقد العهد الجديد 1689 والموسوعة الفرنسية التي أطاحت بالأفكار النصرانية التي لا يقبلها عقل ولا منطق، وتصدعت الثقة حتى انتشر الإلحاد بين طبقة المثقفين ومدرسة ترفض الفكر الكنسي.

       وانعقد مجمع الفاتيكان الأول 1869 للاحتجاج على تقليص الممالك البابوية وإدانة الأخطاء العصرية والتقدم العلمي والمطالبة بالحريات وعصمة البابا.

        والمجمع الثاني 1963 فرفعوا عملية الفداء وعقيدة المخلص الأول للبشرية ومحاصرة الإلحاد وتجديد الخطاب الديني ونشر الإنجيل واقتلاع اليسار ولاهوت التحرر واقتلاع الإسلام، والآن بدؤوا يضغطون على المسلمين بما يسمى بالتسامح الديني وعمل مراكز للوسطية والسماح بالتعددية وقبول النصرانية كدور للعبادة ومناهج وبرامج وسفارات والمشاركة في معارض الكتاب، بل السماح بدخولها في جميع الأنشطة الخيرية في بلاد المسلمين، وطالبوا بعمل تفسير وتعديل للقرآن والتخلي عن مضمون الكراهية ضد اليهود والنصارى بزعمهم.. والمشاركة في القداس السنوي والطقوس الدينية المختلفة.

        فما أحوجنا أن ننتبه إلى خطرهم واختراقهم في بلدان المسلمين، فكيف لهيئة دينية أن تنشر سفاراتها على هذا الأساس في بلداننا والتدخل في الشؤون السياسية والاجتماعية والاقتصادية والدينية في بلادنا؟!

نسأل الله السلامة والمعافاة في الدين والدنيا والآخرة والثبات على الإسلام.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك