الفاتحة: وقفات تربوية عند آيات ربانية2/2
نستكمل ما بدأناه في الحلقة السابقة من الوقفات التربوية في سورة الفاتحة
حوار بين العبد وربه
ونعلم أن الفاتحة حوار بين العبد وربه، فيبدأ الدعاء بالثناء على الله في قوله تعالى: {الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين} والدعاء مجملاً {اهدنا الصراط المستقيم...}، ثم الدعاء مبيناً {صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين..} وكذلك التربية حوار بين المربي والمربَّى، فالطلب يبدأ بذكر نعم الله على المربي من قدرات، ثم ذكر الطلب مجملاً ثم مبيناً.
فلا بد من تنبيه الأبناء إلى أنهم يدعون ربهم في الفاتحة ويحاورونه؛ للحديث القدسي: «قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل»، فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين، قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال العبد الرحمن الرحيم، قال الله تعالى: أثنى علي عبدي، وإذا قال العبد: مالك يوم الدين، قال الله تعالى: مجدني عبدي، وإذا قال العبد: إياك نعبد وإياك نستعين، قال الله تعالى: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل، وإذا قال العبد: اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين، قال الله تعالى: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل».
وفاتحة الكتاب فيها نحمد الله على ألوهيته وعلى ربوبيته وعلى رحمانيته وعلى ملكه:
أما الألوهية فهو المعبود المستحق لإفراده بالعبادة؛ لما اتصف به من صفات الألوهية.
وعلى ربوبيته: فهو المربي لجميع العالمين بنعمه.
وعلى رحمانيته: فرحمته الواسعة وسعت كل شي، فللمتقين الرحمة المطلقة، ولمن عداهم نصيب منها.
وكذلك نحمد الله على ملكه، ومن آثار ذلك أنه يأمر وينهي ويثيب ويعاقب؛ فدور المربي هنا إعلام الأبناء بصفات الألوهية والربوبية والرحمة والملك، فمن خلال الحوار المعد مسبقاً نربي الأبناء على حب الله تعالى.
لماذا نحب الرب؟ لأنه المربي لجميع العالمين وهم من سوى الله:
· بخلقه لهم.
· إعداده الآلات لهم:
1. آلات الإدراك (السمع والبصر والفؤاد).
2. آلات الفعل (الأيدي والأرجل).
والثناء على الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا وأفعاله الحكيمة، والحمد يتضمن مدح المحمود بصفات كماله ونعوت جلاله مع محبته والرضا عنه والخضوع له.
وإثبات كل كمال الرب تعالى: فعلاً ووصفاً واسماً، وتنزيهه عن كل سوء وعيب فعلاً ووصفاً واسماً.
ويأتي دور المربي بإعلام الأبناء بصفات الكمال ونفي ضدها من خلال الحوار المعد مسبقاً.
الله رب العالمين خالقنا، وأدواتنا الطريق، أما الوالد فهو سبب وجود الأبناء، يدرب الأبناء على استخدام الآلات، يهيئ لهم سبل العيش الطيب.
وتربية الله تعالى لخلقه نوعان:
تربية عامة، وهي خلقه للمخلوقين ورزقهم وهدايتهم لما فيه مصالحهم التي فيها بقاؤهم في الدنيا، وكذلك تربية كل الآباء لأبنائهم تربية خاصة وهي تربيته لأوليائه، فيربيهم بالإيمان ويوفقهم له ويكمله لهم، ويدفع عنهم العوائق والعلائق الحائلة بينهم، وهذا التوفيق لكل خير والعصمة عن كل شر، ومثلها تربية الصالحين لأبنائهم.
1. الجنين: كثرة ذكر الله والقراءة عليه والدعاء له.
2. رضيع (0 - 2): ترديد الفاتحة والأذكار والأذان والإشارة إلى الله في السماء.
تنبيه المربى إلى نعم الله عليه مع تكرار الرجاء «الرحمن الرحيم».
من عمر 3 – 10 وصف مبسط للجنة.
من عمر 11 – 14 وصف أوسع.
من 15 إلى 30 الحور العين – الذهب – الحرير.
40 فما فوق لا يفنى شبابه.
1. من 3 – 10 تحذير غير مباشر.
2. من 2 - 14 وصف مبسط للنار وعذاب السارق والكاذب.
3. من 14 – 22 عذاب شارب الخمر والزاني وصحبة السوء.
4. من 4 – 23 فما فوق التخويف من عاقبة الظلم – أكل الربا – أكل مال اليتيم.
الحب {الحمد لله رب العالمين}.
الرجاء {الرحمن الرحيم}.
الخوف {مالك يوم الدين}.
وكذلك التربية لا تجدي بدون حب متبادل بين المربي والمربى.
ترغيب المربى بالوسائل والغايات.
ترهيب المربى من العلائق والنتائج.
كيف نحقق {إياك نعبد}؟
الإخلاص هو: نسيان رؤية الخلق بدوام النظر إلى الخالق.
المتابعة هي: اقتفاء أثر الرسول[.
كيف يأتي الإخلاص؟
بحب الله تعالى وبتعلم أسماء الله الحسنى وصفاته العلا وأفعاله الحكيمة.
بحب النبي[ ودراسة سيرته[.
كيف يتعلم أبناؤنا الإخلاص والمتابعة؟
1. بالدعاء.
2. بترديد أذكار الأحوال بصوت مرتفع.
3. بالقدوة.
4. بتبادل المشاركة في المسؤوليات.
5. بالنصيحة.
· النظرات الماتعة في سورة الفاتحة (مرزوق الزهراني).
· بدائع التفسير (ابن القيم).
· تحفة المودود في أحكام المولود (ابن القيم).
· تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن (السعدي).
· مدارج السالكين في منازل إياك نعبد وإياك نستعين (ابن القيم).
لاتوجد تعليقات