رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفجر برس 3 سبتمبر، 2013 0 تعليق

الغنوشي يقدم تنازلات «مؤلمة» لإنقاذ تونس.. والمعارضة تقول «بياع أوهام»

قدّم زعيم حركة النهضة الإسلامية الحاكمة في تونس راشد الغنوشي، مزيدا من التنازلات التي وصفها أنصاره في حزبه والتحالف الحاكم بالمؤلمة، ومن ضمنها دعوته الرئيس منصف المرزوقي، إلى الاستقالة من رئاسة الجمهورية إذا كان ينوي الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة، وحل الحكومة والتراجع عن قانون «تحصين الثورة.»
ففي حوار تلفزيوني مع قناة «نسمة» الخاصة، دعا الغنوشي التونسيين إلى «العفو القلبي» مقللا من استخدام الشعارات الدينية، وجاعلا الفرصة تاريخية أمام «الشعب التونسي ليثبت للعالم أن العرب والمسلمين يمكن أن يكونوا ديمقراطيين.»

     وتقدم الغنوشي بمبادرة تقوم على تشكيل حكومة تكنوقراط للإشراف على الانتخابات، على أن تبدأ عملها قبل موعد الانتخابات بشهر.

     وأوضح أن حركة النهضة قبلت مبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل، وهي تنتظر إجراءات انتقال الحكم، لافتا إلى أن حل الحكومة لن يتم بصفة مستعجلة، بل بشرط أن يكون هناك البديل.

     ومن أبرز ما تضمنه الحوار: اعترافه بأنّ حزب «نداء تونس» الذي يتزعمه رئيس الوزراء الانتقالي السابق باجي قايد السبسي يمثل وحزب حركة النهضة أكبر حزبين في البلاد، وعد الغنوشي حزب «نداء تونس» من ضمن «الأحزاب الراغبة في البناء وحماية المسار الانتقالي»، وسبق للغنوشي أن شنّ هجوما على حزب نداء تونس، جاعلا إياه حزب فلول بن علي»، كما كان لافتا أنّ التصريحات كانت لقناة «نسمة» المقربة من حزب «نداء تونس» التي كانت هدفا لهجوم من قبل تيارات إسلامية من ضمنها حركة النهضة؛ بسبب بثها لفيلم إيراني. عد مسيئا للإسلام.

     وفي علامة على انفراط عقد الائتلاف الحاكم، دعا الغنوشي الرئيس المؤقت منصف المرزوقي إلى الاستقالة، في حال أراد الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، واصفا ذلك يضمان حيادية مؤسسات الدولة؛ من أجل توفير ما يمكن من شروط النزاهة للانتخابات المقبلة.

     واستمرت المفاجآت «المتوقعة» من الغنوشي بتأكيده أنّ حركة النهضة قررت عدم النظر في قانون تحصين الثورة في المرحلة الحالية، وسبق للغنوشي وحزبه أن شددا على أن ذلك القانون الذي ترى المعارضة أنه يهدف إلى قطع الطريق أمام باجي قايد السبسي للعودة إلى مناصب الدولة، سيمر مهما كانت الظروف، كما كان لافتا الهجوم الذي شنّه الغنوشي على التيار السلفي الجهادي؛ حيث وصف «عقيدته بالفاسدة ومضرة بالإسلام»، وسبق للغنوشي أنه يرى أن «شباب هذا التيار» يذكره بشبابه الشخصي «عندما يتذكر حماستهم»، كما كان لافتا تذكير الغنوشي التونسيين بأنّ بلادهم تعد من أوائل الدول في التاريخ التي أرست برلمانا منذ عهد قرطاج وحربها مع روما، وأضاف أيضا أنّ تونس أول دولة في العالم ألغت العبودية، كما أنها حررت المرأة منذ عقود، وسبق للغنوشي أنه ذكر أنّ أول عهد لتونس بالدساتير كان بفضل الإسلام.
ويرى مراقبون في مواقف الغنوشي «الجديدة» انقلابا جذريا في المواقف تتطلب «أن نشاهدها على أرض الواقع» مثلما عد القيادي في حركة «نداء تونس» الأزهر العكرمي، الذي أضاف أنّ «الغنوشي الذي شاهدته هذه الليلة يبدو أنه غادر السودان وذهب إلى تركيا»!!.

     أما «الجبهة الشعبية» المعارضة التي تقف وراء «اعتصام الرحيل» الذي ينادي بحل الحكومة والمجلس التأسيسي، فقد رأت مبدئيا أنّ الكلمة ليست مخيبة للآمال، لكنها قللت من أهمية التنازلات جاعلة - على لسان أحد القياديين في تصريحات إذاعية - أنّ الغنوشي «قدّم وردة لحزب نداء تونس وباع الوهم للبقية».

     ويرى مراقبون أنّ مواقف الغنوشي الجديدة هي نتيجة طبيعية للظرف الدولي، وكذلك بحكم الضربة التي تلقاها الائتلاف الحاكم، بعد أن قرر رئيس المجلس التأسيسي مصطفى بن جعفر - زعيم حزب «التكتل من أجل العمل والحريات» بصفة منفردة - تعليق أعماله، مما يدفع إلى توازنات وتحالفات جديدة في البلاد

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك