العيناتي: القارة الأفريقية تعاني الفقر وسوء الإدارة – طرحنا مشروعاً حيوياً سيكون له دور كبير في إنهاء مأساة مجاعة الصومال
أكد رئيس لجنة القارة الأفريقية بجمعية إحياء التراث الإسلامي الداعية جاسم العيناتي أن الجهل والفقر والمرض هي السائدة في أفريقيا، وأضاف أن لجنة القارة الأفريقية هيئة إغاثية إنسانية تعمل على مساعدة المحتاجين والفقراء من المسلمين وغير المسلمين، وأن مشروع الإغاثة يعد من أفضل المشاريع التي تقوم بإغاثة مئات الآلاف من المتضررين في دول عدة في شرق أفريقيا ووسطها وغربها، وتحدث العيناتي في تصريح له عن زيارته الأخيرة للصومال، والمشاريع الطموحة التي تنوي الجمعية تنفيذها هناك لإخراج هذا البلد المنكوب من محنته.
وتحدث العيناتي في حديث الصحفي عن تاريخ بدء نشاطات اللجنة في أفريقيا قائلاً: بدأنا العمل الخيري منذ تأسيس جمعية إحياء التراث الإسلامي عام 1981 وفي أفريقيا عام 1982، أما طموحاتنا فتكون من خلال عمل مشاريع للاكتفاء الذاتي ونشر الثقافة والتعليم والوعي الصحي وذلك لأن الوضع الصحي في أفريقيا ما زال في حاجة إلى جهد أكبر من المنظمات الإسلامية العاملة هناك وأكثرها عربية، فهناك مليون طفل يموتون كل عام في أفريقيا من مرض الملاريا، وهناك مجال للوقاية من هذا المرض من خلال التحصين والتغذية الصحية وتحسين صحة البيئة ورفع المستوى الاقتصادي والاجتماعي والتربوي وتوفير المياه الصالحة للشرب، وخلق فرص التكامل الاقتصادي من خلال المشاريع الخدمية والفنية للارتقاء بنشر الوعي الثقافي والإداري مما يحول المجتمع الأفريقي من مجتمع استهلاكي إلى مجتمع إنتاجي، بالإضافة إلى تعليم المرأة المسلمة فنيا ومهنيا.
وفيما يتعلق بأبرز المشكلات التي تعانيها أفريقيا قال العيناتي: تعاني الدول الأفريقية الفقر وسوء الإدارة والجهل وانتشار الأوبئة والأمراض السارية، كما تعاني الدول الأفريقية عموماً عن انخفاض مستويات المعيشة إذ تواجه أغلب دولها مشكلات اقتصادية معقدة أثرت على النواحي الاجتماعية والسياسية فيها؛ حيث انخفاض مستوى الدخل السنوي، وازدياد نسبة الأمية؛ ولذلك لابد أن تنشط المنظمات الإسلامية في جانب العمل الاجتماعي والخدمات الاجتماعية من أجل تطوير واقع المسلمين هناك.
وعن الإغاثة التي تقدمها اللجنة للمتضررين في القارة الأفريقية قال العيناتي: عندما ضربت موجة الجفاف والقحط القرن الأفريقي تعرض السكان هناك لمجاعة حقيقية ولاسيما في المثلث الحدودي الذي يجمع بين غرب الصومال وشرق كينيا والجنوب الغربي من أثيوبيا، وهي مناطق جافة رعوية يمثل المسلمون فيها أغلب السكان، وقد قامت لجنة القارة الأفريقية بإرسال دفعات من المساعدات بالتعاون مع الهيئات والجمعيات الإسلامية، حيث وزعت الأغذية على المحتاجين والمتضررين من دون تمييز واشتملت على الأرز والسكر والزيت وحليب الأطفال المجفف، وتوجد أعداد كبيرة منهم يهددهم شبح الموت جوعا في كينيا والصومال وأثيوبيا وجيبوتي وأيضا في النيجر وقد تم تقديم المساعدات العاجلة للمسلمين هناك.
مشاريع حيوية
وعن دور الجمعية في أفريقيا وما تقدمه من مشاريع إغاثية وبناء مراكز قال العيناتي: قامت لجنة القارة الأفريقية بجمعية إحياء التراث الإسلامي بتقديم العديد من المشاريع المتنوعة لجميع أنحاء أفريقيا دون تمييز، ومنها: بناء أكثر من 1476 مسجدا و147 مركزا إسلاميا يتضمن مسجدا ومدرسة وبئر ماء ومرافق أخرى، كما تم إنشاء 5 معاهد كبيرة لتدريب الدعاة و310 مدرسة و أكثر من 30 مسكنا وقفيا و37 دكانا وقفيا و13 مطحنة فضلاً عن إنشاء 28 دارا للأيتام تقوم بكفالتهم وتربيتهم، وفي الجانب الصحي فقد تم بناء 4 مستشفيات و35 مركزا صحيا في دول أفريقية مختلفة.
وأكد العيناتي أن الإغاثة التي تقدمها الجمعية تقدم لجميع المحتاجين دون تمييز، مفندا المزاعم التي يروجها أعداء الإسلام بأن المسلمين لا يساعدون غيرهم في أوقات الكوارث، وفي هذا الصدد قال العنياتي: المسلمون وغير المسلمين يستفيدون من مشاريعنا باستثناء المساجد طبعا وفي الأزمات توزع المساعدات على الفقراء دون النظر إلى ديانتهم وبوصفها عملا إنسانيا، وكما قال [: «وفي كل كبد رطبة أجر»، مشيرا إلى أن أهم الدول التي تقدم لها اللجنة المساعدات حاليا هي كينيا والصومال و25 دولة افريقية أخرى.
محاربة الإرهاب
وفيما يتعلق بمواجهة محاولات خصوم الإسلام إلصاق تهم الإرهاب بالعمل الإسلامي الخيري، قال العيناتي: نواجههم من خلال توضيح جهود اللجنة في محاربة التطرف والإرهاب والتعاون مع الحكومات والإدارات الحكومية والتسامح مع الديانات الأخرى، ونقول لهم: إن الإسلام في اسمه هو السلام وليس الإرهاب، واللوبي اليهودي يرى أن العمل الخيري في أفريقيا ضد مخططاتهم على المدى البعيد.
وعن تجاوب الحكومات الأفريقية مع الأعمال الخيرية المقدمة لبلدانهم قال العيناتي: الحكومات ترحب بنا وتشكرنا على ما نقدمه لهم وترى أننا نسهم في تأدية واجبات وقضاء حاجات تعجز هي عن توفيرها كالتعليم والإغاثة، وبعض تلك الحكومات تقوم بالتحقق من أعمالنا نتيجة ضغوط عليهم، وهذه التحقيقات والحمد لله برأت ساحة العمل الخيري لدينا وأثبتت أنه ليس لنا أي علاقة بالإرهاب وأعمالنا إنسانية فقط.
الدعوة
وحول مجال الدعوة وتوصيل رسالة الإسلام إلى من لم تصله قال العيناتي: قال تعالى على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم واصفا الدعوة: {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعنِ}، وعلى هذا الأساس لا تزال لجنة القارة الأفريقية تسيّر القوافل الدعوية في القرى والأماكن النائية التي يعم فيها الجهل وبسبب جولات الدعاة الدعوية اعتنق الكثير الإسلام على أيديهم، وقد استعان الدعاة في غانا بالإذاعة المحلية لنشر الدعوة في القرى النائية والتعريف بالإسلام.
نداء الإنسانية
وعن زيارته الأخيرة للصومال وأهدافها قال العيناتي: استجابة لنداء الإنسانية الذي انطلق من الصومال التي أصابتها مجاعة شديدة بسبب الجفاف الأخير الذي ضرب أجزاء كبيرة من القرن الأفريقي، ومراعاة للأخوة الإسلامية بين الشعبين الكويتي والصومالي بادرنا بتشكيل وفد كويتي من جمعية إحياء التراث الإسلامي ممثلة بلجنتها في القارة الأفريقية وبرفقة بعض كبار المتبرعين بزيارة ميدانية إلى ولاية (بونت لاند) الصومالية لتفقد مخيمات اللاجئين هناك، والذين قدموا من كل أنحاء الصومال بحثا عن لقمة عيش ومكان مستقر وآمن، وأشار إلى أن عدد النازحين هناك بلغ 17 ألف أسرة، أي ما يقارب 80 ألف نازح، بينما يصل عدد اللاجئين القدامى إلى حوالي 400 ألف لاجئ موزعين على 60 مخيما في جميع أقاليم ولاية (بونت لاند) الصومالية، وأشار العيناتي إلى أن الوفد الذي كان معه في زيارته الأخيرة إلى الصومال ضم كلا من عادل الذكير وعبدالمحسن السريع، وكان هدف الزيارة تقييم الوضع الإنساني الذي يعيشه النازحون بسبب الجفاف واللاجئون لمعرفة احتياجاتهم وكيفية إغاثتهم ومساعدتهم بالإضافة إلى زيارة المشاريع التنموية التي نفذتها جمعية إحياء التراث الإسلامي، وقد قام الوفد الكويتي بتوزيع الإغاثات العاجلة على النازحين المتضررين من الجفاف.
وقال أيضا: إن الإغاثة شملت مدينة بوصاصو، حيث تمت إغاثة ألف أسرة وحصلت كل أسرة على المعونة التي خصصت لها، أما مدينة قرطو فقد تم فيها توزيع إغاثة عاجلة على 500 أسرة وتم توزيع الإغاثة على ألف أسرة في مدينة جروي وهي العاصمة الإقليمية لولاية بونت لاند، وشملت المعونة الدقيق، والسكر، والحليب، والزيت والتمر، وقد استفاد من هذه المساعدات ما يقارب 2500 أسرة بمعدل 15 ألف نازح ولاجئ ممن تضرروا من الجفاف الذي ضرب الصومال مؤخرا.
المشروع الستراتيجي
وقال الشيخ جاسم العيناتي: إن لجنة القارة الأفريقية قد طرحت مشروعا حيويا واستراتيجيا مهما سيكون له دور كبير في إنهاء مأساة المجاعة بشكل كبير وعلى مدى بعيد وهو حفر العديد من الآبار الارتوازية العميقة في أماكن الجفاف لتوفير المياه الصالحة للشرب، فضلاً عن نقل المياه من أقرب المناطق حاجة في الصومال، وتبلغ تكلفة البئر الواحدة 25 ألف دينار، وإننا نسعى لحفر 100 بئر في المرحلة الأولى وقد بدأنا فعليا بحفر هذه الآبار، وقال أيضا: إن حكومة بونت لاند التي نسقنا معها في أعمال الإغاثة المقدمة مع هيئة بونت لاند للرعاية الاجتماعية تقدمت بالشكر للكويت حكومة وشعبا على ما قدموه من مساعدات وإغاثات عاجلة للشعب الصومالي المنكوب في ولاية بونت لاند بصفة خاصة التي نزحت إليها أعداد كبيرة ممن تضرروا بالجفاف الذي ضرب الصومال، كما عبروا عن شكرهم الخاص لجمعية إحياء التراث الإسلامي ممثلة بلجنة القارة الأفريقية والوفد الذي قام بتوزيع هذه الإغاثات وتولى تنفيذها وتقسيمها وإيصالها إلى المستحقين من النازحين.
وفي ختام تصريحه قدم الشيخ جاسم العيناتي الشكر لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد والحكومة على دفاعها عن العمل الخيري والإشراف عليه وتشجيعه، وهذا ليس غريبا على أهل الكويت الذين نشؤوا وترعرعوا على حب الخير.
لاتوجد تعليقات