رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: فوزية المحمد 17 مايو، 2011 0 تعليق

العناد كيف يتعاطى معه الزوجان؟- نجاح الحياة الزوجية يتطلب قدراً من التفاهم والتسامح والتجاوز عن الهفوات


نجاح الحياة الزوجية يتطلب قدراً من التفاهم والتسامح والتجاوز عن الهفوات، والتغاضي عن الزلات والتعالي على الأنانية والعناد وتصيُّد الأخطاء. خطورة عناد الزوجة قد يبدأ بمشكلة صغيرة تتطور مع العلاج السلبي لها إلى مشكلات قد تنتهي بالطلاق؛ إذ تشير الأبحاث الاجتماعية إلى أن العناد بين الزوجين أحد الأسباب الرئيسة لتفاقم المشكلات بينهما، وأنه يلقي بظلال نفسية وتربوية وانفعالية على الزوجين، وقد تمتد إلى أولادهم، وعناد الزوجة وتصلّب رأيها شكوى يعانيها بعض الأزواج مما يدفع بالحياة الزوجية في كثير من الأحيان إلى طريق شائك. تُرى لماذا تلجأ بعض الزوجات إلى العناد؟ هل لتستمد منه قوتها أم هو تجسيد لضعفها ودلالها؟! التحقيق التالي يكشف لنا الكثير عن دوافع هذا السلوك ونتائجه، ويرسم لنا خارطة طريق زوجية لتفادي سلبيات العلاقات الزوجية.

يوغر الصدور ويمزق الصداقات

- قالت في البداية إيمان الحبيب الباحثة الاجتماعية: إن أخطر نكبة قد تصيب الحياة الزوجية تتمثَّل في تضارب آراء الزوجين وتناقضها وبحالة تصلب متبادل بينهما مع ما يصحب ذلك من استفزاز وتحد لن يسفر إلا عن مزيد من التوتر والمشكلات الكفيلة بتحويل أجمل حب إلى سراب وذكريات مرة، فليست الكرامة في العناد المتواصل وليس الحفاظ على الكبرياء والأنفة في التعنت والتمسك المجنون، وليس الإنسان معصوماً من الخطأ مهما ارتقى مستواه الفكري ونضج وعيه، فالتشبث برأي خاطئ والعناد فيه، قد يؤدي إلى متاعب كبيرة وخاصة حين يفتقد الفهم الشامل لمعنى كلمة الكرامة. العناد موقف وقتي، فهو موقف نفسي، وهو ليس رأياً، بل مخالفة لوجه المخالفة وبقصدها، فالمعاند يريد أن يغيظ الطرف الآخر ويثير أعصابه ويعبر له عن كراهيته له، فإذا كانت الموافقة هي أم الحب، فإن المعاندة هي أم البغض.. والعناد يدل على الحماقة، أو محاولة جذب الانتباه والحصول على الاهتمام، وهنا يدل على مركب نقص، والزواج الناجح يقوم على التضحيات المتبادلة والاحترام والتفاهم والاتفاق.. خصلة واحدة ذميمة تنفي كل تلك الخصال الكريمة وتمحوها من الوجود كما يمحو الظلام النور، ألا وهي خصلة (العناد) فهو ضد الاحترام والتفاهم والتضحيات المتبادلة والاتفاق.

طرد المودة والرحمة

       فحين يدخل العناد بين الزوجين ينسف الاحترام المتبادل والتفاهم والاتفاق ويحيل الحياة الزوجية إلى جحيم، فالعناد ينكد على الزوج ويجعل عيشته سوداء ويعكر مزاجه دائماً ويوتر أعصابه باستمرار، العناد المتكرر من الزوجة أو الزوج يجعل الراحة معدومة في البيت، والحياة جحيماً لا يطاق.. وما لم يتعسف الزوج في استخدام حقه فإن مخالفة الزوجة لأمره نوع من العناد العملي؛ فإذا نهاها عن أمرٍ لا يرضاه وأصرت على ارتكابه فهذا العناد بعينه، وإن طلب منها ألا تلبس ذلك اللباس لأنه لا يعجبه فأصرت على لبسه فهي تعانده وتقف ضده (تعصيه)، وقد قالت الأعرابية توصي ابنتها ليلة زفافها: «كوني له أمة يكن لك عبداً، ولا تفشي له سراً ولا تعصي له أمراً؛ فإنك إن أفشيت سره لم تأمني غدره، وإن عصيت أمره أوغرت صدره..».

أقرب طريق لدمار الحياة الزوجية

-الدكتور عبدالله الخليفي، إخصائي نفسي، يقول: نجاح الحياة الزوجية يتطلب قدراً من التفاهم والتسامح والتجاوز عن الهفوات، والتغاضي عن الزلات والتعالي على الأنانية والعناد وتصيّد الأخطاء.

      ويضيف: عناد الزوجة قد يبدأ بمشكلة صغيرة تتطور مع العلاج السلبي لها إلى مشكلات قد تنتهي بالطلاق؛ إذ تشير الأبحاث الاجتماعية إلى أن العناد بين الزوجين أحد الأسباب الرئيسة لتفاقم المشكلات بينهما، وأنه يلقي بظلال نفسية وتربوية وانفعالية على الزوجين، وقد تمتد إلى أولادهم. ويعد عناد الزوجة أول مؤشرات عدم قدرتها على التوافق والتكيّف مع الظروف المحيطة بها وهو قد يكون مؤشراً لضعفها وقد يكون ستاراً زائفاً تدّعي من خلاله القوة لتداري ضعفها. ويشير علماء النفس إلى أن العناد صفة موجودة في الرجل والمرأة لكنه أكثر وضوحاً عند المرأة، فهو سلاحها الوحيد الذي تدافع به عن نفسها أمام ما تعده قوة للرجل واستبداداً لا قبل لها بمواجهته، فتلجأ إلى الرفض السلبي لما تراه لا يتوافق مع أسلوبها ومشاعرها، فيترجمه الزوج على أنه عناد وتبدأ المشكلات. وقد يكون عناد الزوجة سمة أصيلة فيها -وهو أصعب أنواع العناد- استمدته من مراحل حياتها الأولى نتيجة تربية غير سوية، بتلبية كل مطالبها تحت سيف العناد فتشب معتقدة أن العناد أسلوب ناجح لتحقيق المطالب، أو أنها نشأت في بيت تتحكم فيه الأم وتسيّر دفته، فتحاول أن تحذو الحذو نفسه في بيتها ومع زوجها. وهناك عناد اكتسبته الزوجة من أسلوب العقاب القاسي في الصغر فأكسبها صرامة وعناداً وإصراراً أو خضوعاً واستسلاماً في الكبر.

سلاح المرأة الوحيد

-الدكتور أيمن ناجي استشاري نفسي يقول: إن العناد صفة موجودة في الرجل والمرأة لكنه أكثر وضوحاً عند المرأة، فهو السلاح الوحيد الذي تدافع به عن نفسها أمام قوة الرجل واستبداده بالرأي أحياناً، ولأنها مخلوق ضعيف لا يقوى على الصراع «الخشن» تلجأ إلى الرفض السلبي لما تراه لا يتوافق مع أسلوبها ومشاعرها، فيترجمه الزوج على أنه عناد وتبدأ المشكلات. ويرى أن عناد المرأة أخطر أسرار جاذبيتها، وتستخدمه بدرجات متفاوتة لإثبات وجودها أو لتلفت النظر إليها، والرجال يحبون عناد المرأة الممزوج بالدلال فقط، ويضيف: إن عناد الزوجة قد يكون طبعاً يصل بجذوره إلى مراحل حياتها الأولى نتيجة تربية غير سوية، فالطفلة قد تتشبث برأيها فيبتسم الوالدان وينفذان ما تريد، ثم يتطور الأمر إلى أن تصبح شابة ليتحول بعد ذلك إلى سلوك يومي يرافقها في زواجها ويمثِّل نوعاً من التمرد.

       وقد يأتي العناد من قبل الزوجة لعدم التكيف مع الزوج والشعور باختلاف الطباع، فيكون العناد صورة من صور التعبير عن رفض الزوجة سلوك زوجها، وكذا تعبيرا عن عدم انسجامها معه في حياتهما الزوجية. ومن ناحية أخرى فإن تسلط الزوج وعدم استشارته للزوجة وتحقير رأيها أحياناً والاستهزاء بها قد تدفعها إلى طريق العناد.

طرق العلاج

       ويتم علاج عناد الزوجة أولاً بتجنب الأسباب المؤدية للعناد، وإذا كان العناد طبعا فيها فليصبر الزوج ويحاول قدر المستطاع تجنب مواطن النزاع حتى تتخلص من هذه الصفة، ولتقليص العناد وتذويبه لدى الزوجة ينصح الدكتور أيمن الزوج بالآتي:

- أن يمنح الزوجة مزيداً من الحب والاهتمام والتقدير والاحترام.

- أن يتصرف بذكاء وهدوء عند عناد الزوجة ويحاول امتصاص غضبها وتأجيل موضوع النقاش إلى وقت مناسب يسهل فيه إقناعها إذا كانت مخطئة.

- التعود على أسلوب الحوار واحترام الرأي الآخر ونسيان المواقف السلبية السابقة والتعامل بروح التسامح، والتنازلات مطلوبة بين الزوجين حتى تسير الحياة في أمان واستقرار.

        هناك جانب إيجابي في عناد الزوجة؛ حيث يدفع الزوج للعمل والنشاط والتفوق والبحث عن مجالات جديدة لزيادة الدخل، وأحياناً يكون العناد رغبة من الزوجة في السيطرة مما يتعارض مع رغبة الزوج، وفي هذه الحالة عليه توضيح الأمور لها قبل أن تستحيل الحياة بينهما ويتحول منزل الزوجية إلى حلبة صراع.

         لا تظهرا صراعكما أمام الأبناء، ولا تحاولا إشعارهم بأي خلل أسري، ولا تناقشا مشكلاتكما أمام الأقارب والأهل؛ مما قد يزيد من حدة التوتر والخلاف.

همسة في أذن الزوجة العنيدة

          اعلمي أنك بعنادك قد تهدمين بيتك، فالزوج قد ينفد صبره ويركب رأسه وتجنين من وراء عنادك ما تكرهين، ثم إن عناد زوجك وعدم طاعته لا يقره شرع ولا دين ولا عُرف؛ فقد جعل الله سبحانه وتعالى للرجل القوامة على المرأة، وفرض عليها طاعته، قال [: «إذا صلَّت المرأة خمسها وصامت شهرها وحصنت فرجها وأطاعت بعلها – زوجها – دخلت من أي أبواب الجنة شاءت»، وعن حصين بن محصن أن عمة له أتت النبي [ في حاجة ففرغت من حاجتها، فقال لها: «أذات زوج أنت؟» قالت: نعم، قال: «كيف أنت له؟» قالت: ما آلوه إلا ما عجزت عنه، قال: «فانظري أين أنت منه؛ فإنه جنتك ونارك»، وعن معاذ بن جبل ] قال: قال رسول الله [: «لو كنت آمراً بشراً أن يسجد لبشر، لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها، والذي نفسي بيده لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها»، ولست أدري ماذا يضير المرأة إن هي أطاعت زوجها ونفذت رغبته؟! أتظن أن في ذلك انتقاصاً من قدرها؟! كلا والله.. فما كانت الطاعة يوماً انتقاصاً من قدر الإنسان، فقد شاءت إرادة الله سبحانه وتعالى أن تسير الحياة وفق قوانين ونواميس ونظم، فلابد من رئيس ومرؤوس وتابع ومتبوع، فالزوج رئيس الأسرة ولا يعني هذا تسلطه أو تجبره أو ظلمه للمرأة، ولكن يعني أنه موجه لدفة الأسرة، ومتحمل للتبعات والمسؤوليات، واعلمي أن طاعتك لزوجك تنعكس آثارها عليك بحب زوجك وإجلالك وعلو قدرك عنده، ثم رضا الله عز وجل عنك وهو خير ما يكسب المرء في الدنيا.

أقصر الطرق المؤدية للطلاق

-الدكتور سيد محمود استشاري نفسي يقول: الخلاف بين الرجل والمرأة مستمر، فالمرأة والرجل هما الصديقان اللدودان، والخلافات الزوجية أمر واقع فطالما هناك زواج فهناك خلاف، وأغلب الخلافات والاختلافات سببها العناد بين الزوجين، وأسباب العناد كثيرة ومتعددة فقد يكون عناد الزوجة بسبب عدم قدرتها على التكيف مع الزوج نظراً لاختلاف الطباع، فيكون العناد صورة من صور التعبير عن رفض الزوجة سلوك زوجها، وعدم انسجامها معه في حياتهما الزوجية، وقد يؤدي تسلط الزوج وتحقيره لرأي زوجته والاستهزاء إلى عنادها خصوصاً وأن هناك رجالاً كثيرين ضيقو الأفق يعدون المرأة مخلوقاً من الدرجة الثانية، فيرفضون رأيها ومشورتها، وهي أفكار حمقاء ومتخلفة وبعيدة عن فكر الإسلام، وقد يؤدي العناد إلى الطلاق في بعض الأحيان، وقد حذرت الدراسة الأزواج من خطر العناد والتصلب في مواقف العلاقة الزوجية، وأضافت الدراسة أن المجادلات الساخنة التي تدور بين الزوج والزوجة، قد تؤدي أحياناً إلى تمسك أحد الطرفين بموقف عنيد، يُوصل الأمور إلى نقطة عدم العودة، وتكون نتيجة المحاورة عقيمة، ولا فائدة منها، بل أكثر من ذلك، فقد تتعقد الأمور -إذا ظل العناد سيد الموقف- ويحدث الصدام الذي غالباً ما يؤدي إلى الطلاق. العناد نتيجة منطقية لما أسمته الدراسة بالكذب المقصود، وكذلك هو نتيجة للرغبة في إثبات الذات وإظهار المثالية، في مواقف لا تتطلب أي مثالية.

إثبات الشخصية

ويضيف د. سيد: العناد موقف يوجد عند المرأة التي لا تثق بنفسها، وتحاول إثبات ذاتها وشخصيتها عن طريقه، وفي هذه الحالة، فإن أي جدل صغير ربما يحثّ المرأة على العناد، لإثبات شخصيتها أمام الزوج، ويحدث هذا بكثرة عند المرأة التي لا يُعطي زوجُها قيمةً لشخصيتها، ولا يُظهر لها الاحترام الكافي بوصفها امرأة؛ فيبقى العناد الوسيلة الوحيدة لديها لإثبات شخصيتها للزوج.

       وأوضحت الدراسة أن مثل هذا الأسلوب، غير سوي جداً؛ لأن العناد لا يُفيد مع من لا يعرفون تقدير الآخرين واحترامهم، وقالت الدراسة أيضاً إن العناد عند المرأة ضعيفة الثقة بنفسها، يتحوَّل إلى عادة غير مقصودة، أي إن الزوجة التي لا تحظى باحترام زوجها، تلجأ إلى العناد بشكل لا شعوري؛ لاعتقادها أنه الطريق الوحيد لمواجهة استهزاء الزوج بشخصيتها، فبدلاً من تحسُن الأمور، يبدأ الرجل في التمرد أكثر فأكثر، والنتيجة قد تكون مأساوية.

الاعتراف بالخطأ

       وشعور المرأة خصوصاً بالدونية، يشجِّعها على اللجوء إلى أساليب عدة، للتخلص من هذا الشعور، تجاه الآخرين بالدرجة الأولى، أما تجاه نفسها وزوجها فإنها تلجأ إلى العناد؛ لإقناع الذات بأن الخطأ الموجود فيها، أمرٌ مسوغ، واعتماداً على ذلك فإن العناد قد يتحول إلى أسلوب لتسويغ الخطأ، ولكن السؤال هنا هو: هل يمكن تسويغ الخطأ بإقناع الآخرين أنه صواب؟ الخطأ خطأ، والتسويغ الوحيد له هو الاعتراف به، وعدم تكراره؛ لأن العناد لا يمحو الخطأ. إن الاعتراف بالخطأ، من شِيَم الشجعان، فالمرأة الشجاعة هي التي تستطيع الاعتراف بالخطأ، وتعتذر وتتعهد بعدم تكراره، هذا يعني أن المعترفة بالخطأ لا تخشى شيئاً، ولا لزوم عندها للأخذ والعطاء والدخول في مناقشات عقيمة، تؤدي إلى زيادة العناد في الموقف، إلى أن يتحول العناد ذاته إلى قشة يابسة، تنكسر تماماً بظهور الحقيقة، لا فائدة إذاً من استبدال الاعتراف بالخطأ بالعناد، ومن يفعلْ ذلك يندمْ في النهاية.

أغلى نصيحة

         ويؤكد د. سيد محمود أن النصيحة الأغلى للرجال إعطاء قيمة أكبر للزوجات، وإظهار قدر كاف من الاحترام لشخصياتهن، ويضيف أن 70% من المشكلات الزوجية، تأتي بسبب العناد، ولاسيما عناد المرأة المحرومة من احترام زوجها لها ولشخصيتها. أن عناد المرأة يعني بالنسبة للرجل: التحدي، والرجل لا يقبل عادة تحدي المرأة له، بينما عناد الرجل لا يعد تحدياً بالنسبة للمرأة؛ لأن الرجل لا يحتاج إلى ذلك، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أنه المخلوق الأقوى. وحذَّر الدكتور سيّد محمود الأزواج من أن العناد لا يُولِّد سوى مزيد من العناد، فإن أخطأ أحد الزوجين، فينبغي الاعتراف بالخطأ، فغالبية الناس يسامحون من يعترفون بأخطائهم، ويؤكد أن العلاقات البشرية مليئة بالأخطاء والهفوات ولاسيما عندما يتعايش شخصان من بيئتين مختلفتين تحت سقف واحد كما بين الأزواج، ولأن العلاقة بين الزوجين من أسمى وأقوى العلاقات البشرية، ولأن المودة من أهم الأسس، فلا فارق فيمن يبدأ بالاعتذار أو من المخطئ عند الخطأ طالما أن هناك محبة ورغبة في استمرار الحياة الزوجية.. ويشير إلى أن كثيراً من الرجال يعدون الاعتذار بعد العتاب تقليلاً من الكرامة والقدر أمام الزوجة وهذا خطأ، إلا أن أوجه الاعتذار المختلفة وأشكاله كفيلة بتوفير الصفاء بين الزوجين والتراضي من دون أن يشعر أحد الطرفين بأنه أقدم على ما ينقص من شأنه وقدره أو بانتصار الطرف الآخر؛ فالعناد والكبرياء من أهم أسباب دمار وخراب البيوت.

التراضي بين الزوجين

ويقول: إن الاعتذار المباشر هو أفضل وأقصر الطرق للتراضي بين الزوجين وما من عيب في ذلك إذا ما شعر أحد الطرفين بأنه أخطأ في حق الآخر وسارع ليبادر بالأسف عما بدر منه خاصة إذا كان في تصرفه إهانة أو تقليل من قدر الآخر، فكلمة «آسف» أو «سامحيني» ليست بالصعبة أو المستحيلة، ولا تعني أن صاحبها قلَّل من قدر نفسه أو قدَّم تنازلاً كبيراً، كما أنها ليست انتصاراً للطرف الآخر كما يعدها البعض. وأوضح أن هناك دلالات وأشكالاً مختلفة غير مباشرة، فإذا وجدت زوجك يحدثك عن برنامج معين أو يعلق علي ما تشاهدون أو أمور تتعلق بالعمل أو الأبناء فهذه بداية لما بعد الخصام.. أجيبي عليه وكأن شيئاً لم يكن، وكثير من الرجال يفضل إنهاء موقف الخصام بمزحة ما أو تعليق ساخر حتى تضحك الزوجة، وينتهي الأمر وكأن شيئاً لم يكن، فالابتسامة تزيل الكثير بين الزوجين.

         وأخيراً يرى د. سيد محمود أن الحياة الزوجية مؤسسة مشتركة وغالبا ما تكون باختيارهما وعلى الزوجين فعل المستحيل لنجاح تلك الشراكة، فأحياناً تكون الخلافات بهارات الحياة الزوجية وبعد الصلح تصبح علاقة الزوجين أكثر قوةً وحباً مما كانت عليه.

        ولأن المرأة هي الأكثر عناداً دائماً ينصح أساتذة الطب النفسي الزوج بالقيام بخطوات بسيطة لاحتواء عنادها وتحويله إلى تصرف إيجابي كالآتي: أن يمنح الزوجة مزيداً من الحب والاهتمام والتقدير والاحترام، وأن يتصرف بذكاء وهدوء عند عناد الزوجة ويحاول امتصاص غضبها وتأجيل موضوع النقاش إلى وقت مناسب يسهل فيه إقناعها إذا كانت مخطئة، والتعود على أسلوب الحوار واحترام الرأي الآخر، ونسيان المواقف السلبية السابقة والتعامل بروح التسامح، والتنازلات مطلوبة بين الزوجين حتى تسير الحياة في أمان واستقرار.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك