رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د. محمد احمد لوح 19 ديسمبر، 2018 0 تعليق

العمل الإسلامي أهدافه ومقتضياته

كتب د. محمد أحمد لوح

المراد بالعمل الإسلامي هو كل جهد يبذله الداعية أو المعلم في سبيل التبشير بالإسلام وتبليغ رسالته، ومن أهدافه: تحقيق العبودية لله -تعالى- في الأرض، وبيان الحد الفاصل بين الحق والباطل في قضايا الاعتقاد والعبادة والسلوك، ورفع راية الإسلام وترسيخ دعائم شريعته على كل أرض تفضل الله -تعالى- على أهلها بقبول هذا الدين، وتصفية التراث الإسلامي المكتوب مما علق به من الفكر الدخيل، وتربية جيل واع وإرشاده إلى أحسن السبل وأقوم المناهج -منهج القرآن والسنة بفهم سلف الأمة-، وجمع كلمة المسلمين على كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - على فهم السلف الصالح.

تحقيق العبودية لله -تعالى

من مقتضيات تحقيق هذا الهدف ما يلي:

1- تعليم الناس حقوق الله -تعالى- على عباده وتربيتهم على محبته وطاعته.

2-  تعليمهم حقوق المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وتربيتهم على محبته المحبة الصحيحة واتخاذه القدوة في كل صغيرة وكبيرة من شؤون الدين.

3- بيان ما يضاد ذلك من الشرك وذرائعه والبدعة ووسائلها، والتحذير منه.

 الحد الفاصل بين الحق والباطل

من مقتضيات تحقيق هذا الهدف ما يلي:

1- تعليم النشء وتربيته تربية إسلامية تناسب سنه.

2- تفقيه الشباب بدينهم وتعريفهم بقضايا أمتهم.

3- توعية الناس توعية عامة بما هو ضروري من أمور الدين.

 رفع راية الإسلام

من مقتضيات تحقيق هذا الهدف ما يلي:

1-  ترسيخ محاسن الإسلام في نفوس أفراد الأمة.

2- تنبيه الناس إلى عدالة الإسلام في أحكامه ومراعاته لمصالح الخلق دون تمييز.

 تصفية التراث الإسلامي

من مقتضيات تحقيق هذا الهدف ما يلي:

1- تكوين جيل من طلاب العلم القادرين على التخصص في العلوم الشرعية الدقيقة.

2- تفريغ عدد من الباحثين المحترفين للقيام بتحقيق التراث وغربلته وتصفيته.

3- قيام مؤسسات علمية تعنى بالعقيدة الإسلامية والفقه والحديث وأصولهما والبحوث التاريخية ونحوها، بقصد التأصيل والتوضيح والبيان، وإبعاد كل دخيل مناف أفرزته تراث الأمم المخالف لمبادئ الإسلام، وفي مجال التصفية الفكرية ينبغي أن نعلم أن التصور الإسلامي لن يخلص من التشويه والانحراف والمسخ إلا حين ننفي عنه جملة كل ما أطلق عليه اسم الفلسفة الإسلامية، وكل مباحث علم الكلام، وكل ما ثار من الجدل بين الفرق الإسلامية المختلفة في شتى العصور، ثم نعود إلى القرآن الكريم، والسنة الصحيحة على فهم السلف الصالح.

والمراد: إبعاد الباطل وإبقاء الحق من مقالات الفرق، ثم نعود إلى ما ثبت في الكتاب والسنة الصحيحة.

تربية جيل واع

من مقتضيات تحقيق هذا الهدف ما يلي:

1- تكوين جيل من الشباب المثقفين الواعين لقضاياهم ومتطلبات الدين والحياة.

إن تغيير أوضاع الأمة في مفاهيم كثير من الشباب -بل ومن الدعاة أيضا- يفتقر إلى تأصيل شرعي تتوازن فيه المصالح والمفاسد ساعة الإقدام أو الإحجام، وهذا الافتخار عائد إلى قصور في فهم الواقع المعاش، وخلل في فهم مقاصد الإسلام من عملية التغيير ذاتها، وأحسب أن قصة عبد الله بن حذافة - رضي الله عنه - أفضل ما يمكن إيراده عند مناقشة هذه الظاهرة لدى هؤلاء الشباب؛ فإنه - رضي الله عنه - بكى من غير جزع حين قرر الملك الروماني إلقاءه في قدر يغلي بزيت متمنيا أن لو كانت له أكثر من نفس تعذب في سبيل الله، ولكنه في الوقت ذاته رضي بتقبيل رأس الملك بعد أن اشترط عليه إطلاق أسرى المسلمين، ولقد مدح  عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- صنيعه هذا، وكافأه بتقبيل رأسه؛ حيث قال: حق على كل مسلم أن يقبل رأس عبد الله بن حذافة، وأنا أبدأ، فقام فقبل رأسه. (انظر تفسير ابن كثير).

     هذا الموقف من عبد الله بن حذافة - رضي الله عنه - بكل ما فيه من إخلاص، وصدق وتضحية يبرز لنا من جانب آخر قدراً عاليا من فقهه في حمل الرسالة الإسلامية؛ فلم تكن الدعوة في ذهنه تعني فقط إجادة الموت في سبيل الله، ولكن أيضا تعني إجادة الحياة في سبيل الله، وغياب هذا النوع من الفقه يعني خللا في العمل الإسلامي.

2- الاقتراب من جيل الشباب وفهم مشكلاتهم ومن ثم رسم العلاج المناسب لها.

3- إيجاد برامج عملية فعالة لاستيعاب طاقاتهم وصرفها فيما يعود عليهم بالنفع.

4- تعليم الشباب سبل هندسة الوقت وكيفية الاستفادة منه دون كلل أو ملل.

5- تعليمهم طريقة التفكير المتقن وطريقة ضبط الجهود والحركات بضوابط الشرع؛ لأن فقدان الضوابط الشرعية في الفهم، والتلقي، والعمل، يؤدي جزما إلى القصور والخلل.

     والنهوض لن يكون إلا وفق الأسس والقواعد الشرعية، المبنية على الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح، والحاملون للإسلام لا ينقصهم -في الغالب- الصدق والإخلاص، وإنما يحتاجون إلى العلم الدقيق بمحكمات الشرع وأصوله، ليتسنى لهم تنزيلها على مقتضيات العصر-؛ ولذا كان التحدي الكبير الذي تواجهه الصحوة الإسلامية هو بناء الإنسان المفكر.

إننا نعاني أدواء عديدة نتيجة تأثرنا بالبيئة التي نعيش فيها وآثارها التي تتحكم غالبا في اهتمامات الإنسان وتقولب أطروحاته، ومن ملامح تلك الآثار على سبيل المثال:

- قصور بيّن في طريقة التفكير.

- قصور في نوعية المسائل التي يفكر فيها الإنسان، ويشغل نفسه بها.

- قصور في طريقة بحث الأفكار ومناقشتها مع الآخرين.

- قصور في توظيف الأفكار في ميادين العمل والبناء.

 جمع كلمة المسلمين

من مقتضيات تحقيق هذا الهدف ما يلي:

     إن الفرد المنعزل لا يستطيع أن يرسل الخير إلى غيره، بل لابد أن يكون عمله في صورة فريق عمل منسجم يؤدي نشاطا مشتركا ويتحرك بتوازن دقيق بين الروح الفردية والروح الجماعية؛ فيكون عمله في إطار من «الفرد للمجموع والمجموع للفرد» وتقوم اسراتيجيته على أساس من «روح الفريق والمبادرات الذاتية».

وحتى يتحقق ذلك لا بد من:

1- دعوة المسلمين جميعهم إلى العودة إلى الكتاب والسنة باعتبارهما رمز وحدة الأمة.

2- تشجيع البحوث الهادفة إلى بيان أسباب الخلاف وأسس الوحدة الإسلامية.

3- بناء العمل الإسلامي على أساس من الإنصاف ونبذ الخلافات الشخصية.

4- تربية الشباب على الولاء للحق من أي مصدر أتى، وعدم بناء الولاء والبراء على الأشخاص والمجموعات.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك