رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د. أمير الحداد 13 مايو، 2014 0 تعليق

العليم الخبير

     ورد اسم الله (الخبير) بتصريفاته خمساً وأربعين (45) مرة في كتاب الله، واقترن بـ(البصير) خمس مرات، فهو سبحانه (الخبير البصير)، واقترن بـ(اللطيف) خمس مرات، فهو سبحانه (الحكيم الخبير)، واقترن بـ(العليم) أربع مرات، فهو سبحانه (العليم الخبير)، وانفرد سبعا وعشرين (27) مرة في مثل قوله تعالى: {وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} (التغابن: 8)، و{واللّهُ خبِيرٌ بِما تعْملُون} (المنافقون: 11)، و{إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما يَصْنَعُونَ} (النور: 30)، و{إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ} (النمل: 88)، و{وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} (فاطر: 14)، و{إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا}(الأحزاب: 2)، و{وَكَفَىٰ بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا}(الفرقان: 58).

- لنتدبر الآيات التي ورد فيها (العليم الخبير)!

     كنت وصاحبي في طريقنا إلى المشفى؛ حيث يرقد (بو مساعد) أحد رواد المسجد الذي لا تكاد تفوته صلاة جماعة، فقد غاب عن صلوات العشاء، والفجر، والعصر، ثم أخبرنا الإمام أنه يرقد في المشفى إثر ألم في الصدر، اشتبهوا أنه جلطة خفيفة مرت بسلام، ولكنهم آثروا إبقاءه لإتمام الفحوصات المطلوبة.

- الآيات الأربع التي ورد فيها (العليم الخبير) هي:

{وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَىٰ بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ ۖ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَٰذَا ۖ قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ}(التحريم: 3).

     {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرً}(النساء: 35). {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}(لقمان: 34).{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}(الحجرات: 13).

توقعنا أن تكون الطريق سالكة، اضطررنا لتخفيف سرعتنا حتى توقفنا تماما نتيجة حادث سير (سألنا الله ألا يكون أحد أصيب بأذى) كانت مركبة إسعاف وإطفاء الحريق، فضلا عن نجدة المرور نراها عن بعد.

- لماذا تقدم (العليم) على (الخبير)؟

- كما في (السميع العليم)، ففي اللغة (الخبير) من يعلم الأمور على حقيقتها، فهو سبحانه (يعلم) كل شيء، كما هو (يخبر) كل شيء، أي: يعلم حقيقته؛ فالعلم يسبق الخبرة، كما السمع يسبق العلم.

- وماذا عن المعاني في كتب التفسير؟

بفضل الله كانت المكتبة الشاملة محمولة في هاتفي، الزين؛ ضغطت على الشاشة.

- آية النساء: {إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} أي: إنه سبحانه عليم بما أراد الحكمان من إصلاح بين الزوجين أو غيره.

بل سبحانه (خبير) بما يريده الحكمان على حقيقته، فهو خبير بحقيقة نواياها وعزمهما ومرادها، وفي ذلك نذير للحكمين بأن يصلحا باطنهما كما هو ظاهر أمرهما، حتى يكتب الله الإصلاح على أيديهم، فإن هما فعلا ذلك نالا الإحسان على إحسانهما.

وفي آية الحجرات أيها الناس إن الله ذو علم بإيمانكم خبير بحقيقة تقواكم، فهو -عز وجل- يكرمكم وفق علمه وخبرته بكم، ليس بزعمكم ودعاواكم، وفي ذلك حث للخلق جميعا بالتزام حقيقة التقوى؛ لأنهم يتعامون مع (العليم الخبير).

     وفي آية لقمان يختم الله الآية التي ذكر فيها ما استأثر بعلمه دون خلقه بأنه -عز وجل- (عليم خبير)، فلاشك أن الذي لديه علم الساعة ونزول الغيث وما في الأرحام ورزق الناس ومماتهم، لاشك أنه (عليم خبير) سبحانه وتعالى، وهذه المذكورات جزء يسير من علمه وخبراته.

إن الإيمان بأن الله هو (العليم الخبير) يدفع العبد إلى إصلاح ظاهره وباطنه، عمله ونيته، عبادته وعقيدته، معاملاته وأخلاقه؛ لأن (العليم الخبير) مطلع عليهم وخبير بكل شيء سبحانه وتعالى.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك