رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د. أمير الحداد 16 يوليو، 2013 0 تعليق

العليـــم

- هل تعرف أكثر أسماء الله تعالى وروداً في القرآن الكريم؟!

لم يمكث طويلاً.

- أظن (الرحيم).

- لقد ورد اسم (الرحيم) مئة وخمس عشرة مرة، وورد اسم (العليم) بتصريفاته (عليم، عليما، لعليم) مئة وأربعاً وخمسين مرة، وتجاوز (العليم) باقترانه بأسماء أخرى من أسماء الله الحسنى، اسم الله (العزيز).

- ماذا تعني بهذه العبارة الأخيرة؟

أظهر صاحبي حماساً أكثر مني في تتبع الأسماء الحسنى إحصائياً وما اقترن منها بعضها ببعضها الآخر.

- أعني أن اسم الله (العزيز) اقترن بثمانية أسماء أخرى، واسم الله (العليم) اقترن بعشرة أسماء أخرى، ستة منها تأتي قبله، وهي: (السميع، العزيز، الخلاق، الفتاح، الشاكر، الواسع)، وأربعة بعده، وهي: (الحكيم، الحليم. القدير، الخبير)، وبالطبع أكثر اسم اقترن بـ(العليم) هو؟

قالها متأكداً..

- (السميع) صح؟

- نعم، فقد اقترن ست عشرة مرة في آيات تبين إحاطة علم الله وسماعه بكل شيء.

     {وَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ(} (يونس: 65)، وقوله سبحانه: {قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}(الأنبياء: 4)، وقوله سبحانه: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }(فصلت: 36)، وما أكثر ما ورد علم الله به فهو أنه (بكل شيء عليم)، مثل قوله سبحانه: {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }(البقرة: 231)، و{وَما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ}(البقرة: 273)، و{وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}(التوبة: 115)، وكذلك يبين الله عز وجل استغراق علم ما ظهر وما بطن: {ومن كفر فلا يحزنك كفره إلينا مرجعهم فننبئهم بما عملوا إن الله عليم بذات الصدور}(لقمان: 23).

- هل تلاحظ الآيات التي اقترن اسم الله (القدير) بـ(العليم)؟

- هات الآيات.

مرر صاحبي أصابعه بخفة على أزرار الحاسوب، فظهرت الآيات على الشاشة: أربع آيات.

-{وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ ۚ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَىٰ أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ}(النحل: 70)، و{أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا ۖ وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا ۚ إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ}(الشورى: 50)، و{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ}(الروم: 54)، و{أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ ۚ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا}(فاطر: 44).

ومن تدبر هذه الآيات عرف مناسبة ورود (القدرة) بعد (العلم)؛ فهو سبحانه العالم بالخلق والقادر على كل شيء في هذا الخلق.. سبحانه.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك