العلمانية والحل الأعرج
العلمانية تعني إهمال الدين وحصره في المساجد والكنائس حتى ينقرض، وتخلو الساحة للعلماني يشرّع ويفعل ما يشاء، ويقول: ما علمت لكم من إله غيري!
حاكم عربي قيل له ما تقوله يخالف القانون، فضحك وقال: أي قانون؟ أليس ما أقوله هو القانون؟
مثقف غربي يقول: من يتجاهل الله فسيعبد لينين أو ستالين أو هتلر، وأزيد أو أحد تلاميذهم من الجهلة المستبدين..
إن الفصل بين الدين والحياة يفرز نماذج شاذة، متدينا ديانته لا تتجاوز طقوس العبادة، متواكلا جبريا كسولا، ونموذجا دنيويا ماديا استهلاكيا ثائر على القيم يريد إباحة جميع المحرمات واقتلاعها من المجتمع كي لا يعيّر إذا تعاطى محرماً...
تنقل كتب التراث أن الحجاج كان مع والده، وأقبل قاضٍ كبير فقام والد الحجاج يسلّم عليه ويقول أنا ذاهب إلى دمشق، فإذا كان لك حاجة عند الخليفة فطلب أن يعفيه، فقال: سبحان الله ومن يصلح للقضاء سواك. عاد والد الحجاج ليسمع منه مقالة غريبة فيقول: تقوم لهذا الرجل وأنت من ثقيف وهو من تجيب وأنا لو تمكنت لقطعت رأسه ورأس أمثاله، فلما سمع الأب ذلك أصابته الدهشة، وهنا قال الحجاج: هذا القاضي وأمثاله يتحدثون ليل نهار عن عدالة أبي بكر وعمر فيقارن الناس بينهما وبين خلفاء اليوم فيستخفون بهم، فقال الأب: والله إنك لشقي... وكم من أشقياء يطعنون في دين الله وحجتهم ما يفعله فلان أو فلان، وكأن الفساد والظلم خاص بغير العلمانيين، وهم مبرؤون من كل ذلك والناس يسألون: ماذا فعل لينين وستالين وهتلر وموسيليني وكل الطغاة حتى الأمس القريب؟!
وأختم بأن الإنسان من فطرته أن يعبد إلهاً، فإن كان الله تعالى فذاك وإلا فسيعبد (صنماً) من البشر، وما أكثر الأصنام البشرية اليوم؟!!
لاتوجد تعليقات