رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: وائل رمضان 15 يوليو، 2024 0 تعليق

العلا قات الاجتماعية  الإنسانية في الإسلام

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} (الحجرات: 13) قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى»  

نظّم الإسلام العلاقات الاجتماعيّة والإنسانية في المجتمع المسلم، ووضع لها أُسسًا ومبادئ تضمن التّراحم والتّكافل والسّلام والمحبّة بين النّاس، وجعل فيها النّاس إخوةً حتّى ولو لم تربطهم قرابةٌ أو معرفة، ومما يميز الشريعة الإسلامية في هذا الباب أنها ربطت العلاقات الاجتماعية في الدنيا بالثواب والعقاب في الآخرة؛ فهي تحمل المؤمن على المراقبة الذاتية في تكوين علاقاته، فيدرك ما فيها من بُعد إيماني وما يترتب عليها في الآخرة من جزاء، كما أن مراعاة هذه الضوابط تقوي صف المؤمنين، وتحمي الأمة من الفرقة والشتات، ومن هنا جاء هذا الملف ليبين أهمية العلاقات الاجتماعية والإنسانية في الإسلام وتنوعها، والضوابط التي وضعها الإسلام للحفاظ على المجتمع من الفرقة والنزاع والاختلاف.

أولاً: أهمية بناء العلاقات الاجتماعية في الإسلام

    العلاقات الاجتماعية هي الروابط والآثار المتبادلة التي تنشأ نتيجة اجتماع الناس وتبادل مشاعرهم واحتكاكهم ببعضهم، ومن تفاعلهم في بوتقة المجتمع، وقد بيَّن الله -عز وجل- أن العلاقة بين البشر تقوم على أساس التعارف والتكامل، وأن ميزان الأفضلية هو التقوى والعمل الصالح، قال الله -تعالى-: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} (الحجرات: 13). ومن هنا يقرر ابن خلدون أن الإنسان مدني بالطبع، وهذا يعني أنه لا يمكن للفرد أن يعيش حياته بعيدًا عن البشر، فلا يتم وجوده إلا مع أبناء جنسه، وذلك لما هو عليه من العجز عن استكمال وجوده وحياته، فهو محتاج إلى المعونة في جميع حاجاته أبدًا بطبعه.

ثانيًا: العلاقات الاجتماعية بين المسلمين في القرآن الكريم

     أقام الإسلام العلاقة بين المؤمنين على أساس متين من الأخوَّة، قال الله -عز وجل-: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} (الحجرات: 10) قال الرازي قال بعض أهل اللغة: الإخوة جمع الأخ من النسب، والإخوان جمع الأخ من الصداقة، فالله -تعالى- قال: {إنما المؤمنون إخوة}؛ تأكيدًا للأمر وإشارةً إلى أن بينهم ما بين الإخوة من النسب، قال قائلهم:

أبي الإسلام لا أبَ لي سواه

                                                                 إذا افتخروا بقيسٍ أو تميم

 

ثالثًا: العلاقات الاجتماعية بين المسلمين في السنة

        جاءت التوجيهات النبوية والأحاديث الكثيرة التي تحثُّ المسلم على بناء العلاقات الإيجابية، وتقوي صف المؤمنين وتجعله جزءًا من الجماعة الفاعلة بعيدًا عن الفردية والانطواء، ومن هذه الأحاديث: قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى»، وقوله الله - صلى الله عليه وسلم -: «المؤمن مألفة، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف»، وغيرها من الأحاديث التي تؤسس للعلاقات الطيبة والمتينة بين المسلمين.

1- العلاقة بين الحاكم والمحكوم

        العلاقة بين الحاكم والمحكوم، من أهم العلاقات الإنسانية التي شرعها الإسلام الحكيم وفصّل أحكامها وضبطها، فالحاكم والمحكوم في الإسلام ليسا طرفين متناقضين وليسا طرفين متنازعين، لأن العلاقة بينهما قائمة على جملة من القواعد أهمها عبودية كل منهما لله -تعالى-، وكلا منهما مطالب بالعدل والقسط في معاملته مع الآخر والنصح والشورى والرفق بين الطرفين، والسمع والطاعة للأئمة في المعروف من أصول أهل السنة والجماعة العظيمة التي أوجبها الله على عباده وألزمهم بها قال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ}، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره إلا أن يؤمر بمعصية فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة»، وعن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - قال: «بايعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره وعلى أثرة علينا»، والأحاديث في هذا الباب مستفيضة محفوظة عند أهل السنة قال صديق حسن خان القنوجي: «وطاعة الأئمة واجبة إلا في معصية الله باتفاق السلف الصالح؛ لنصوص الكتاب العزيز والأحاديث المتواترة في وجوب طاعة الأئمة وهي كثيرة جدا».

2- العلاقة بين الآباء والأبناء

        أولى الإسلام نظام الأسرة اهتمامًا بالغًا، فجاءت أحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم - وتوجيهاته تنظم علاقة الأبوَّة والبنوَّة، وقد صدَّر البخاري كتاب الأدب في صحيحه ببرّ الوالدين، فذكر جملةً من الأحاديث التي تدور حول هذه العلاقة، وهي تمثِّل وحدةً موضوعيةً متكاملةً إلى حدٍّ ما، بلغت أحد عشر حديثًا تحت ثمانية أبواب، وصدَّر كتاب الأدب بما رواه عن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - أنه سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - «أي العمل أحب إلى الله؟ قال: الصلاة على وقتها، قال ثم أي؟ قال: بر الوالدين، قال: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله». ويعد هذا الحديث أساسًا في بناء العلاقات، فالصلاة صلة بالله -تعالى-، وبر الوالدين علاقة مع المسلمين؛ لأن من يبرهما يبر غيرهما، والجهاد علاقة مع الكفار، وتخصيص هذه الأمور الثلاثة؛ لأنها عنوان على ما سواها من الطاعات، فإن من ضيَّع الصلاة المفروضة حتى يخرج وقتها من غير عذر مع خفة مؤنتها عليه وعظيم فضلها فهو لما سواها أضيع، ومن لم يبر والديه مع وفور حقهما عليه كان لغيرهما أقل برًّا.

3- العلاقة بين الأرحام

        دعت آيات القرآن الكريم، وأحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى صلة الرحم، ورغبت فيها أعظم الترغيب، وكان الترغيب دينيا ودنيويا، ولا شك أن المجتمع الذي يحرص أفراده على التواصل والتراحم يكون حصناً منيعاً، وقلعـة صامدة، وينشأ عن ذلك أسر متماسكة، وبناء اجتماعي متين يمد العـالم بالقادة والموجهين والمفكرين والمعلمين والدعـاة والمصلحين الذين يحملون مشاعل الهداية ومصابيـح النور إلى أبناء أمتهم، وإلى الناس أجمعين، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخـر فليـكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت»، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «من أحب أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره، فليصل رحمه»، وقال - صلى الله عليه وسلم - قال: «ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها».  

4- العلاقة بين الأزواج

        العلاقات الزوجية في الإسلام متينة ومهمة؛ لأنها تبنى على ميثاق أخذه الله -عز وجل- على الرجال والنساء، كما أخذته النساء على الرجال، فإن الله -تعالى- قال: {وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا} (النساء:21)، وعلى هذا فإن المرأة قد أخذت هذا الميثاق الغليظ على هذا الرجل، وهذا الميثاق الغليظ تجب المحافظة عليه، وحينئذٍ فإن للعلاقات الزوجية شروطها وآدابها، لتكون هذه العلاقة وثيقة ومتينة، كما قال -تعالى-: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} (الروم:21)، وإذا لم تبن على هذين الأمرين جميعًا فعلى الأقل على الرحمة، فإذا فقدت المودة فلن تفقد الرحمة، وأما حينما تفقد المودة وتفقد الرحمة فهناك وسائل يجب أن يسلكها الزوجان: من الإصلاح، والتغاضي عن العيوب، وحينما لا يمكن ذلك يأتي دور الحكمين، كما قال -عز وجل-: {فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا} (النساء:35)، وحينما لا يكون السبيل إلى ذلك يأتي دور الفراق: {وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا} (النساء:130).  

5- العلاقة بين الجيران

        حق الجيران حق فرضه الإسلام، كما قال -سبحانه وتعالى-: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} (النساء:36)، ويقول - صلى الله عليه وسلم -: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذِ جاره»، ويقول: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره»، ويقول: «والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن! من لم يأمن جاره بوائقه»، أي: غدراته وخيانته. ولذلك فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أثبت الحق للجار مهما كان هذا الجار، حتى ولو كان كافراً فإن له حق الجوار، فإن الجيران ثلاثة: جار له ثلاثة حقوق، وجار له حقان، وجار له حق واحد، أما الجار الذي له ثلاثة حقوق فالجار المسلم ذو القرابة، فله حق الجوار، وله حق الإسلام، وله حق القرابة، وأما الذي له حقان فهو الجار المسلم، فله حق الجوار، وله حق الإسلام، وأما الذي له حق واحد فهو الجار غير المسلم.  

6- العلاقة مع الآ خر

       قام المنهج الإسلامي على احتِرام الآخَر وإقرار الأمن والأمان والسلم الاجتماعي في العالم كلِّه، وإنَّ الناظر إلى الإسلام وسماحته يجد أنه يسوِّي بين البشر جميعًا في الحقوق والواجِبات، كما أنه أمر بالحِفاظ على حُقوق مَن أراد العيش مع المسلمين مسالمًا متعاونًا، وأمر الإسلام بالامتناع عن ظلمه والبغي عليه، كما أمر ألا يُؤخَذ إنسان بذنب غيره؛ حيث يقرِّر ذلك في وضوح في قوله -تعالى-: {وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} (النساء: 111).  

من الأسس التي قررها الإسلام في بناء العلاقات

(1) المساواة بين الخلق جميعهم

        جائت الشريعة الإسلامية لتؤكد أنه لا أفضلية لأحد على آخر، ولا قومية ولا عنصرية بالألوان ولا تفاخر بالجنسية والأنساب والوطنية، وكل ذلك يجب نبذه ومحاربته، وإنما الذي يجب أن يتسابق الناس دوما إليه، وينال فيه الأفضلية التقوى كما جاء في قوله -عز وجل-: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} (الحجرات: 13).

(2) العدالة المطلقة

        العدالة سمة حميدة بارزة في قواعد الإسلام، وهي مراعاة في الإنسان المسلم مع نفسه، ومع غيره: سواء الحبيب منهم أم العدو، مسلمهم وكافرهم، ومن ثم حرم الإسلام الظلم بأنواعه، ولا يسمح مثقال ذرة من التظلم شيئا، وربنا -سبحانه- يقول: {وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} (المائدة: 8).

(3) التعايش والتعارف

        من مبادئ العلاقات الواضحة في دين الإسلام الدعوة إلى حسن التعايش مع الناس {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} (البقرة: 83) وحسن الجوار {لاَ يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} (الممتحنة: 8) ومن أغراض التعايش: التعارف والتقرب {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ} (الحجرات:13) ومن خلال التعارف والمعايشة تتبين للناس محاسن الدين وأهدافه.

(4) حرية الاعتقاد

        على مر تاريخ الأمة، فإن أهل الشرائع الأخرى في الدولة الإسلامية ممنوحون حرية التدين بلا التضييق ولا القسوة بل بالرفق والتسامح، ولا أحد يجبر بالقوة على اعتناق دين الإسلام؛ لأنه {لَا إِكْرَاه فِي الدّين}. وتفتح عالمية الرسالة الإسلامية أبوابها وترحب بالعلاقات بمجالاتها المختلفة وتعقد المعاهدات وفق المبادئ الإسلامية السمحة. وهذا نبي الرحمة - صلى الله عليه وسلم - كان من هديه: مراسلة ملوك زمانه، وبعث الوفود إلى الآفاق، وفي أيام مكة يرى - صلى الله عليه وسلم - مواسم الحج فرصة لتأسيس العلاقات مع الوفود وتوسيع دائرة تبليغ الدعوة إلى عموم الناس، ثم لما قدم -[- المدينة بادر في أوليات اهتمامه إلى وضع الدستور: الوثيقة الشهيرة بـ(صحيفة المدينة) التي عقدها مع غير المسلمين اليهود وغيرهم، وتضمنت تلك الوثيقة بنودا تفصلية عدة، تمثل النظام الإسلامي في بيان الواجبات الأساسية، وحفظ الحقوق الاجتماعية، ورعاية المصالح المشتركة بين جميع طوائف المجتمع، وبهذا الواقع التاريخي الإسلامي يتبين بأن الإسلام قد سبق الأمم في إنشاء أصول ومبادئ تبنى عليها العلاقات مع الدول والجماعات والأفراد.      

التحذير من الإضرار بالعلاقات الاجتماعية

رتبت الشريعة الإسلامية العقاب على من يسعى بالإضرار في العلاقات الاجتماعية، وهذه بعض النماذج التي نهى الإسلام عنها؛ حيث تسيء إلى العلاقات الاجتماعية وتدفع المجتمع إلى التناحر والتنازع:
  • النهي عن الغدر: الغدر هو نقض العهد وترك الوفاء، وقد حذر الإسلام من الغدر بالمؤمن وخيانته، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة، يرفع لكل غادر لواء، فقيل: هذه غدرة فلان بن فلان».
  • النهي عن الاعتداء على المال العام: حذرنا الله -سبحانه وتعالى- من أكل أموال الناس بالباطل؛ فقال -تعالى-: {وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ} (البقرة:188)، وحذر النبي - صلى الله عليه وسلم - من أخذ المال العام بغير حق، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «وإن هذا المال حلوة، من أخذه بحقه فنعم المعونة، ومن أخذه بغير حقه كان كالذي يأكل ولا يشبع». وفي رواية: «ويكون عليه شهيداً يوم القيامة»، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «إن رجالاً يتخوضون في مال الله بغير حق، فلهم النار يوم القيامة»، فهذه الأحاديث تدل على أن المسلم لا يجوز له أن يأخذ من المال العام بغير حق.
  • النهي عن التكبر على الخلق: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذرِّ في صورة الرجال، يغشاهم الذل من كل مكان، يساقون إلى سجن من جهنم يسمَّى بولَس، تعلوهم نار الأنيار، ويسقون من عصارة أهل النارِ طينةِ الخبال».
  •  النهي عن الاعتداء على حقوق الآخرين: الاعتداء بأي نوع من الأنواع محرم في شريعة الإسلام سواء بقتل النفس المنهي عنه بالكتاب والسنة والإجماع، قال الله -تعالى-: {وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} (الأنعام:151)، أو بالاعتداء على الأبدان بالضرب، أو الأعراض بالهتك، أو الأموال بالسلب والنهب، ونحو ذلك، قال - صلى الله عليه وسلم -: «فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم بينكم حرام، كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا».
    الواجبات تجاه المجتمع المسلم   حثت الشريعة المسلمين على القيام بالعديد من الواجبات تجاه المجتمع المسلم حتى يكون مجتمعا تسوده الرحمة والتكافل والتماسك، ومن تلك الواجبات ما يلي: < الأمر بإطعام الجائع والمسكين: وقد صف الله -عز وجل- عباده المؤمنين بأنهم: {يُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا} (الإنسان: 8)، كما جاء في الحديث عن جابر بن عبدالله -]- قال: قال رسول الله -[-: «من أطعم الجائع أظله الله في ظل عرشه». < الحث على التجاوز عن المعسر: قال رسول الله -[-: «من أحب أن يظله الله في ظله فلينظر معسرًا أو ليضع عنه». < إزالة الكربة عن المكروب: قال رسول الله -[-: «من نفَّس عن مؤمنٍ كربةً من كرب الدنيا، نفَّس الله عنه كربةً من كرب يوم القيامة، ومن يسَّر على معسر يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه». < مساعدة الفقراء والمحتاجين: قال رسول الله -[-: «كل امرئ في ظل صدقته حتى يفصل بين الناس -أو قال: يحكم بين الناس».

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك