رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الشيخ: د. محمد الحمود النجدي 13 أغسطس، 2012 0 تعليق

العلامة الدكتور عمر بن سليمان الأشقر في ذمة الله

 

فقدت الأمة الإسلامية يوم الجمعة الثاني والعشرين من رمضان في العاصمة الأردنية عمّان أحد علمائها الأجلاء الدكتور عمر سليمان الأشقر عن عمر ناهز 72 عاما بعد مرض طويل، نسأل الله أن يجعله في صالح ميزانه رافعا لدرجاته، إنا لله وإنا إليه راجعون.

 

 والموت أعظم المصائب، وكل موت مصيبة كما سماه الله سبحانه }فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ{، وموت كل رجل مصيبة لأهله، ولكن موت العالم مصيبة للامة كلها؛ إذ تثلم في جسد الأمة ثلمة لا تسد بموته.

       وكان ميلاد الدكتور الأشقر في عام 1940 في قرية برقة بمحافظة نابلس بفلسطين المحتلة، ونشأ في بيت من بيوت العلم، فكان شقيقه الدكتور محمد سليمان الأشقر -رحمه الله- أحد علماء أصول الفقه.

       وكان خروج الدكتور الأشقر من فلسطين وهو ابن السادسة عشرة فتوجه إلى المدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية، وأكمل فيها دراسته الثانوية العامة وأيضا دراسته الجامعية في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، فحصل منها على شهادة البكالوريوس من كلية الشريعة، ثم استكمل الأشقر رحلته العلمية بدراسة الماجستير والدكتوراة في جامعة الأزهر وكانت رسالته في «النيات ومقاصد المكلفين» في الفقه المقارن، ثم عمل مدرسًا في كلية الشريعة بجامعة الكويت.

       وبقي الشيخ في الكويت حتى عام 1990، ثم خرج منها إلى الأردن فعيِن أستاذًا في كلية الشريعة بالجامعة الأردنية وبعدها عميد كلية الشريعة بجامعة الزرقاء، ثم تفرغ للبحث والكتابة، وأصدر عدداً كبيراً من الكتب والأبحاث.

       وكان نتاج الدكتور عمر الأشقر العلمي غزيرا، فله مؤلَفات كثيرة مثل : مقاصد المكلفين فيما يتعبد به رب العالمين، وأصل الاعتقاد وأسماء الله وصفاته في ضوء اعتقاد أهل السنة والجماعة، والقياس بين مؤيِديه ومعارضيه، والشريعة الإلهية لا القوانين الجاهلية، والصيام في ضوء الكتاب والسنة، وحكم المشاركة في الوزارة والمجالس النيابية، والمرأة بين دعاة الإسلام وأدعياء التقدم، ومعالم الشخصية الإسلامية، ونحو ثقافةٍ إسلاميةٍ أصيلة، وجولةٌ في رياض العلماء وأحداث الحياة، ومواقف ذات عِبَر، وليتبروا ما علوا تتبيرًا، وغير ذلك من المؤلفات التي أثرت المكتبة الإسلامية ثراء وافرا واستفاد منها جم غفير من المسلمين وتربى عليها ونهل منها طلبة العلم في أرجاء العالم الإسلامي.

       وكان لجهاد الشيخ ولتأثيره الدعوى نتاج كبير في تشكيل عقيدة أبناء الصحوة الإسلامية وبنائها في أنحاء العالم الإسلامي.

       فرحم الله فضيلة الدكتور عمر الأشقر ورفع درجته في المهديين، وجزاه الله خير ما جزى مربيا عن أبنائه وعالما عن طلبته وتلامذته.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك