رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر المحلي 18 مايو، 2015 0 تعليق

العلاقات الكويتية السعودية عمق تاريخي وتعاون استراتيجي

د. علي العمير: العلاقات السعودية الكويتية متينة وأسمى من أن تؤثر عليها قضية بسيطة

خالد الجار الله: العلاقات بين البلدين أقوى من أن تتأثر بتباين يتعلق بإنتاج النفط من الحقل

لا يمكن أن ينسى الشعب الكويتي موقف المملكة العربية السعودية الشجاع أثناء الغزو والدفاع عن شرعيته

من المعلوم أن العلاقات بين الدول لا تخلو من المشكلات والأزمات، ولذلك لا يمكن تصور علاقة بين دولتين، في أي عصر وفي أي مكان، قائمة على التفاهم والتعاون المطلق، والعلاقات السعودية-الكويتية ليست استثناءً من ذلك؛ فالدول في علاقاتها الخارجية تتصرف وفقاً لمصلحتها الوطنية، وإدراك قياداتها السياسية لهذه المصلحة، ورغم ما أشيع من خلافات بين المملكة والكويت بسبب توقف إنتاج النفط من حقل الخفجي, إلا أن العلاقات الكويتية السعودية تزداد متانة وقوة، ولن تتأثر بالتغيرات المحلية التي تمليها الظروف الوقتية، وفي هذا المنطلق استبعد وزير النفط وزير الدولة لشؤون مجلس الأمة  د.علي العمير أن يؤثر وقف إنتاج النفط في حقل الخفجي، قال العمير: إن «العلاقات السعودية- الكويتية متينة وأسمى من أن تؤثر عليها قضية بسيطة»، مؤكداً أن «أبواب التواصل والحوار مفتوحة وأملنا كبير».

     ومن جانبه علق وكيل وزارة الخارجية الكويتي خالد الجار الله، على ماقيل بهذا الشأن في الصحافة العالمية، بالقول: إن إغلاق الحقل يعود لأمور فنية بحتة وليس لأسباب سياسية، وإن العلاقات بين البلدين أقوى من أن تتأثر بتباين يتعلق بإنتاج النفط من الحقل، مبيناً أن «هذا التباين يتعلق بالمنطقة المشتركة والإنتاج المشترك وحيثيات هذا الإنتاج».

المسيرة الخليجية

      وأوضح الجارالله في حديث لصحيفة (الشرق الأوسط) السعودية، أن العلاقة بين السعودية وبلاده تتميز بالتناغم والانسجام في حيثيات الحفاظ على المسيرة الخليجية ووحدة مجلس التعاون، وأن الرياض والكويت هما الأكثر حرصا على تلك الوحدة، وأن البلدين بذلك التوافق الذي بينهما سيتمكنان من طي صفحة أي خلاف وإزالة أي شوائب في الأجواء الخليجية.

      كما أن الزيارة الأخيرة لولي ولي العهد السعودي سمو الأمير محمد بن سلمان تندرج تحت بند تمتين العلاقات بين البلدين وتؤكد عدم وجود خلافات بين البلدين الشقيقين، ولاسيما أن سمو الأمير محمد بن سلمان يرأس أعلى هيئة نفطية في المملكة وهي شركة أرامكو؛ ولذلك فإن زيارته بعد توقف إنتاج حقل الخفجي تؤكد أن الزيارة كانت تحمل في طياتها تطمينات سعودية في أعلى هرم السلطة بعدم وجود مشكلات ناتجة عن هذا الأمر البسيط.

تاريخ من تعاون مشترك

     ويمتد تاريخ العلاقات السعودية الكويتية إلى قرون، وتمثل هذه العلاقة نموذجا يحتذى به في بناء العلاقات الدولية؛ مما مكن القيادتين الرشيدة في كلا البلدين من ترجمة المفاهيم والقيم المستمدة من الدين الإسلامي إلى عمل مشترك يشد بعضه بعضا كالبنيان المرصوص، وهذا ما أدى إلى إرساء علاقات ثنائية متينة ومتميزة، ولا شك أن كلا البلدين الشقيقين بما يملكانه من مقومات سياسية واقتصادية كبيرة وروابط اجتماعية متميزة، كل ذلك كان له أكبر الأثر في خدمة القضايا المصيرية للأمتين العربية والإسلامية إلى جانب المساهمة بكل فاعلية في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين.

موقف مشرف

     وقد برز ذلك جلياً من خلال وقوف المملكة قيادة وشعباً إلى جانب الحق والشرعية الدولية أثناء حرب تحرير الكويت في عام 1990م، وما تبعه من تعاون مشترك في الحفاظ على أمن منطقة الخليج وسلامتها، ولا يمكن أن ينسى الشعب الكويتي موقف المملكة العربية السعودية أثناء الغزو العراقي الغاشم والدفاع عن شرعيته.

مجلس التعاون

     وفي ضوء ذلك نجد أن العلاقات السعودية الكويتية بما تمتاز به من خصوصية تمكنت من إحداث نقلة نوعية في مسيرتها، شملت التعاون في جميع المجالات؛ الأمر الذي كانت إحدى ثماره قيام مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ذلك المجلس الذي حقق للخليجيين في إطار العمل المشترك على مدار مسيرته المباركة الكثير من الإنجازات نحو مستقبل مشرق، تتحقق فيه آمال وطموحات أبناء الخليج، ومع ذلك المملكة العربية السعودية، والكويت، تملكان أقوى العلاقات، في الشرق الأوسط، وفي السياق نفسه فقد  أشاد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في وقت سابق بالعلاقات المتميزة التي تربط المملكة العربية السعودية والكويت، مؤكدا حرص الجميع على تنميتها في المجالات كافة.

     ومن المؤكد أن منطقة الخليج منطقة ذات أهمية استراتيجية واضحة بالنسبة للعالم؛ ولذلك فإن التطورات التي شهدها النظام الدولي منذ الستينات كان لها آثارها في العلاقات السعودية الكويتية؛ من حيث إنها جعلت التنسيق بين الدولتين وبقية دول الخليج خياراً استراتيجياً، لإبعاد المنطقة عن شبح الصراعات الدولية، إلا أن التغيرات الإقليمية التي ظهرت منذ الثورة الإيرانية إلى الوقت الراهن كانت لها انعكاساتها على منطقة الخليج؛ حيث بدأت مرحلة جديدة من مراحل العلاقات بين الدولتين التي وصلت إلى التنسيق الشديد؛ الأمر الذي أدى إلى حل الخلافات الحدودية بينهما، والاتجاه نحو عمل خليجي مشترك كان مفقوداً.

وحدة خليجية

      وعليه فإن الكويت والسعودية يسعيان إلى إيصال التعاون الخليجي المشترك إلى أقوى مراحله حتى يتحول إلى وحدة خليجية، وهذا يؤكد عمق العلاقة بين البلدين وعدم تأثرها بالعواصف المرحلية التي تسببها القضايا الاقتصادية واختلاف وجهات النظر في بعض الأمور السياسية؛ لأن العلاقات الاستراتيجية بين الدولتين أكبر من أن تتأثر بقضايا فنية وإدارية يتم حلها بتفاهمات ودية واللجان المشتركة في المنطقة المقسومة كفيلة بحل مثل هذه الإشكالات التي قد تحدث بين الفينة والأخرى.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك