رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د. أمير الحداد 14 نوفمبر، 2016 0 تعليق

العقيدة والعبر صمن قصار السور- العصر

- ما معنى قول الشافعي: «لو لم ينزل الله على عباده حجة إلا هذه السورة لكفتهم»؟!

هكذا بدأ صاحبي حوارنا ونحن في طريقنا لعيادة أخ لنا في المستشفى بعد أداء صلاة العصر.

- المعنى، أن هذه السور فيها من الموعظة ما يكفي لمن أراد أن يتعظ، وفيها من الحث على التمسك بالإيمان والعمل الصالح والدعوة إلى الله ما يكفي لمن أراد أن يلتزم، وليس المعنى أن تغني الناس عن سائر القرآن في كل شيء.

- الآن اتضحت الرؤية؛ لأن الكلام يوحي أنها تغني عن سائر القرآن.

- في هذه السورة من العقيدة أسس وقواعد، منها أن الله يقسم بما شاء من خلقه، يقسم بالزمان، (والضحى)، (والليل)، (والعصر)، ويقسم بالمكان (والطور)، ويقسم بالأجرام، (والشمس)، (والقمر)، يقسم -سبحانه- بما شاء من مخلوقاته تنبيها للناس إلى عظمها أو أهميتها، أو التنبيه لها، وفيها قسم لاريب فيه أن جميع الناس في خسر، وذلك أن الخسر متلبسهم من كل جانب وهم فيه، ثم استثنى.

- عادة المستثنى يكون أقل من المستثنى منه!

صاحبي يدرس اللغة العربية في الجامعة.

- أحسنت، وذلك أن أغلب بني آدم في خسر، ومنه حديث (بعث النار).

     عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يقول الله تعالى: يا آدم فيقول: لبيك وسعديك والخير كله في يديك، قال: أخرج بعث النار، قال: وما بعث النار؟ قال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين فعنده يشيب الصغير {وتضع ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد}.

     قالوا: يارسول الله وأينا ذلك الواحد؟ قال: «أبشروا فإن منكم رجلا، ومن يأجوج ومأجوج ألف»، ثم قال: «والذي نفسي بيده أرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة» فكبرنا، فقال: أرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة» فكبرنا، فقال: «أرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة» فكبرنا، فقال: «ما أنتم من الناس إلا كالشعرة السوداء في جلد ثور أبيض أو كشعرة بيضاء في جلد ثور أسود» متفق عليه.

وجعل الله عز وجل- أربعة شروط للنجاة من الخسران.

1 - الإيمان.

2 - العمل الصالح.

3 - التواصي بالحق.

4 - التواصي بالصبر.

استدرك علي صاحبي.

- أليس التواصي بالحق والتواصي بالصبر من العمل الصالح؟

- بلى إنه من العمل الصالح، وهذا عطف للخاص على العام، وذلك لزيادة الاهتمام والتمسك به.

     ويمكن أن ننظر إلى هذه الأمور إلى أن الأمرين الأولين يكمل الإنسان نفسه، وبالآخرين يكمل غيره، ولاشك أن (التواصي) من باب (التفاعل) أي يوصي كل أحد أخاه، ويتقبل وصيته، فهو حاصل بين اثنين وأكثر، ومن قضايا العقيدة أن الناس في نهاية الأمر خاسر ورابح، شقي وسعيد، وحال معظم الناس الخسران؛ فلا ينبغي للعبد أن ينظر إلى كثرة العدد، بل إلى الحق، وهو ما جاء من عند الله وبواسطة رسله، ولا غنى لأحد عن الصبر على طاعة الله كما قال صلى الله عليه وسلم : «الإيمان الصبر والسماحة» السلسلة الصحيحة.

- وماذا عن حديث: «الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد»؟

- هذا الحديث قال عنه الألباني (ضعيف جدا) وإنما لك الحديث الآخر: «ما رزق عبد خيرا له ولا أوسع من الصبر» السلسلة الصحيحة.

 

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك