العقل:أهل السنة والجماعة هم من يمثلون الوسطية والإعتدال
نظمت جمعية إحياء التراث الإسلامي في محافظة الجهراء محاضرة دينية في مدينة سعد العبدالله تحت عنوان: «وسطية الاعتقاد» ضمن فعاليات ملتقى: «أمة العزة والنصر» استهلها الداعية الإسلامي د.ناصر العقل بقوله: إن الأمة الإسلامية تعيش حالة من التأخر بسبب بعدها عن كتاب الله وسنة نبيه[ وهدي الصحابة والصالحين. ولفت إلى أن الحديث عن الوسطية يجب أن يشمل الأمور المنهجية والاجتماعية وكل ما يتعلق بالسلف الصالح الذين كانوا خير قدوة لهذه الأمة ولو سارت على ما سارت عليه لانصلح حالها.
وقال: إن منهاج النبوة هو النور والنبراس الذي يطالب بعدم تحكيم الأهواء والشهوات فلا غلو أو انجراف نحو الدنيا بما فيها؛ لأن الواجب على الأمة أن تستقيم على الدين لكي تنجو من كبوتها من خلال مناهج الوسطية والاعتدال وهو ما يمكن لنا تعلمه من منهاج النبوة.
وتابع: إن أهل السنة والجماعة هم من يمثلون الوسطية والاعتدال كونهم يوصون بالتمسك بكل ما جاء في الكتاب والسنة كونهما المرجع الرئيس لجميع قضايا الحياة، وذلك لكيلا تكثر الفرق وتزداد الفرقة وتتسع الهوة, وهو ما يجب ألا يستمر؛ لأن الدين الإسلامي هو دين الله في الأرض، فالإسلام ألغى جميع الديانات التي سبقته.
وأكد أن الدين الإسلامي حث على اتباع الوسطية والاعتدال في هذه الأمة خاصة. إن الله عز وجل وصف الأمة الإسلامية بالوسطية في الاعتقاد، والأخذ بالوحي الذي نزل على النبي[.
وأشار إلى أن أهل السنة والجماعة جعلوا الاعتدال في محبة الله عز وجل ومن خلال اتباع الرسول[ وفقاً لما أمرهم به عليه الصلاة والسلام؛ لأن الدين الإسلامي يطالب المسلمين بالتكاتف والتآلف والتقارب بعضهم مع بعض، فالاعتقاد عند اليهود مبني على التشبيه وهو ما يدخلنا في الشرك والعياذ بالله.
وقال: إن أحد كبار الصوفية يقول: لا أعبد الله خوفاً من ناره أو عقابه؛ لأنهم يرون أن الله في القلب فقط، وهذا خروج عن الاعتدال والوسطية؛ لأنهم جاؤوا بفكرة الحلول حتى خرجوا بحقيقة الإنسان الكامل وهو ما لا يتماشى مع الدين الإسلامي الحنيف.
وتابع: إن أهل السنة والجماعة يثبتون الشفاعة وتأتي من عند الله عز وجل فلا إفراط أو تفريط؛ لأن الله وحده هو من يشفع للمسلمين يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
وطالب بالاعتدال في التعامل مع الخلق سواء كانوا من الموافقين من أهل السنة والجماعة أم من المشركين أم من أصحاب البدع والروافض؛ لأن الواجب علينا أن نعاملهم بالنصح والإرشاد كما كان النبي[ يعاملهم في حياته ومن ثم أصحابه بعده لكي نكون خير خلف لخير سلف في هذه الأمة.
وقال: إن الواجب على جميع شباب الأمة ألا يقدسوا العلماء تقديساً كبيراً؛ لأنهم بشر يصيبون ويخطئون حالهم كحال أي ناس غيرهم لكن علينا الاعتدال في اتباعهم، كما يجب علينا اتباع ولاة أمرنا حفظاً للأمن وابتعاداً عن الفكر العقلاني لكيلا تقع تصرفات تزيد من المنكر منكراً والشر سوءاً، فلم تكن هناك فتن خرجت إلا وكانت سبباًَ لعسف القادة في استخدام السلطة كما هو حال الصومال التي كانت الأوضاع فيها منضبطة بالرغم من ظلم حاكمها الذي كان يمارس حكمه بكل جبروت وطغيان، لكن بعد زوال حكمه انفلتت الأمور وساءت الأحوال حتى أصبح الناس عاجزين حتى عن أداء الصلاة في المساجد.
لاتوجد تعليقات