رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د.بسام خضر الشطي 23 يوليو، 2017 0 تعليق

العفــة

لقد ربى الإسلام المجتمع على الأخلاق والقيم والفضائل، ونأى بهم عن الرذائل حتى يكون المجتمع طاهرا عفيفا نظيفا، متعاونا على البر والتقوى، بعيدا عن كل المخالفات، يسوده الأمن والاستقرار.

     فالعفة للمسلم عن كل ما حرم الله -عز وجل- عن الأكل والمال والنساء والنظرات المحرمة، والابتعاد عن الشهوات والفحشاء والمنكرات والاستقامة على طاعة الله؛ لينال المنزلة الرفيعة والثواب الجزيل، وفي الحديث: «من يضمن لي ما بين رجليه ولحييه أضمن له الجنة»، يعني الفرج واللسان.

ومن السبعة الذين يظلهم الله يوم لا ظل إلا ظله: «ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال؛ فقال إني أخاف الله».

وفضائل العفة أنها سبب للنجاة من المضائق والتخلص من الهموم والغموم بل وتَعفهُ نساؤكم؛ ففي الحديث «عفوا تعف نساؤكم».

والأسباب التي تدفع المسلم لحصول العفة هي: تقوى الله في السر والعلن؛ ففي الحديث: «احفظ الله يحفظك»، وأيضا قال -تعالى-: {ولمن خاف مقام ربه جنتان}.

     وكذلك حفظ اللسان من الخضوع بالقول، قال -تعالى- مخاطبا نساء النبي -صلى الله عليه وسلم -: {فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا}، ويحفظ جوارحه، لاسيما العين من رؤية الخلاعة والمجون والمشاهد التي تثير الغرائز، ولا يصافح امرأة لا تحل له؛ ففي الحديث: «لأن يُطعن في رأس أحدكم بمخيطٍ من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له».

ومن أسباب العفة للمسلم الزواج مبكرا لإرواء الغريزة والحيلولة بينه وبين المعاصي؛ ولذلك جاء النداء: «يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء».

ومن أسباب العفة عدم الخلوة بالمرأة الأجنبية التي ليست من المحارم؛ ففي الحديث «ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما»، وأيضا عدم التبرج، ولبس المحتشم، والمشي على هون قال -تعالى-: {وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى}.

     ومن أسباب العفة التربية الصالحة على العفة وتهذيب النفوس، والتقوى، وحمل الناس على الأخلاق الكريمة والأفعال الفاضلة قال صلى الله عليه وسلم : «مروا أبناءكم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر، وفرقوا بينهم في المضاجع»، ومن أهم هذه الأسباب الاستعانة بالله -عز وجل- والدعاء إليه أن يثبتك على الحق، ويصرف عنك السوء والفحشاء، قال -تعالى- عن نبيه يوسف -عليه السلام-: {كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ}.

ومن أسباب العفة الوعي والانشغال بالطاعة ومعرفة حدود الله لكل جريمة لتردع النفوس، وليكف كل ذي شر وفساد وسوء، ويتذكر أن الله يمهل ولا يهمل، وأن هناك عذابا برزخيا وأخرويا.

     ومن أسباب العفة الحرص على سلامة المجتمع؛ لأن عواقب انتهاك العفة هي الحروب والأمراض والعداوة والكراهية والدمار، قال تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا} والحرص على تغيير البرامج عبر الأجهزة الإعلامية ووضع أجهزة رقابية وعقوبات رادعة.

ومن معوقات العفة البرامج الساقطة التي تعرض عبر قنوات باطلة، تدعو إلى الرذائل، وهذه سموم خطيرة تضيع معها العفة، وتنتشر معها الرذيلة.

نسأل الله السلامة والمغفرة والرحمة، وأن يكف أهل الشر والأذى ودعاته عن مجتمعنا وسائر دول المسلمين.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك