رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د.بسام خضر الشطي 15 مايو، 2017 0 تعليق

العبث الوراثي في النباتات والحيوانات وأثره السلبي

 

 

     درجت على ألسنة العامة أن العلماء سينقذون ملايين البشر من المجاعة عن طريق إيجاد محاصيل معدلة وراثيا، قادرة على الصمود في وجه السيول الجارفة والصقيع، ويمكن للمحاصيل أن تنمو في تربة جافة،  ورمال مالحة، وصحراء قاحلة، وتزدهر في جو مشبع بغاز ثاني أكسيد الكربون وزيادة مخزون الحبوب واللحوم والأسماك المعدلة وراثيا.

     

     وبدأ البشر في أنحاء المعمورة يشتكون من الأمراض؛ بسبب العبث الوراثي في هذه النباتات والحيوانات والأسماك من مبيدات حشرية، ومياه مجارٍ غير صالحة، ومواد حافظة، وألوان مسببة لأمراض الكلى والقلب والسرطان، والاهتمام بالشكل على حساب المضمون، وأصبح الهدف مادياًّ بحتاً بعيدا عن الجوانب الإنسانية.

فبدأت الدول من خلال المختبرات والرقابة على المنتجات التي تصل إليها بإيقاف بضائع كثيرة بسبب التلوث الوراثي، وزيادة الحشرات والمواد المسمومة والناقلة والمسببة للأمراض التي زدات في الآونة الأخيرة.

 

     والعبث في اللقاحات الوراثية الكيمائية أصبحت نقمة وحرباً على صحة الإنسان، وبدأت الأجهزة الإعلامية تتكلم، ولكن ثمة صفقات بين التجار والدول مع منظمات وهيئات حتى تمررها بهدوء تام وتكذيب المعلومات الصحيحة والتعامل معها على أنها إشاعات! وانتقل الناس من الهمس إلى الجهر للمطالبة بحملات الدفاع عن المستهلكين، والصدق معهم في إظهار الحقيقة، وتقليص التعامل مع الشركات المتورطة بعيدا عن المصالح السياسية والاقتصادية بين الدول. فأصبح الناس ينادون بالأغذية الطبيعية وتوفرها والكف عن الأغذية المهندسة وراثيا:

١- لأن فيها استخدام فيروسات تعمل على تحويل الحمض النووي rna إلى الحمض النووي dna بواسطة انزيم معين واستخدام كائنات أخرى.

٢- وإطلاق الجينات بواسطة مسدس يحتوي على غاز الهليوم غير المشتعل عن طريق رصاص من الذهب تحمل الجين المطلوب نقله وتسمى الباليسية، وتستخدم على القمح والأرز.

٣- استخدام (الليبو سومات) (جسيمات دهنية مفرغة).

٤- استخدام بكتيريا من التربة.

٥- استخدام خلايا نباتية تسمى (البروتوبلاست).

     

      واستخدام زيوت ضارة ومياه خطرة ملوثة ونفايات وفضلات في حقول الزراعة، وأغذية الحيوانات والأسماك، ومع الأسف كل ذلك غير خاضع لأي أنظمة أو قوانين أو إشراف أو رقابة دقيقة وفعالة. وبدأ الخبراء والأطباء بموجات تحذيرية من عواقب العبث الوراثي بالأغذية؛ لأنها سبب مباشر لنقص المناعة والسرطان وإضافة مواد كيمائية وهرمونات ضارة على المدى البعيد والقريب.

 

     ولا شك أنها تطورت تطورا خطيراً، وأصبحت مواد استهلاكية مربحة، وحقول تجارب على البشر لترويج السلع عبر التوابل والخلطات والخبز لتغطية العيوب والمضار، ومعظمها مستورد ومجهول الهوية والنوعية. ويضاف إلى ذلك العقاقير والأدوية المعدلة التي تجري عليها طفرات ناشرة لجينات غريبة و(فيروسات) وسموم ما لا نهاية لها؛ وسيكون من الصعب إلغاؤها.

وهذا العبث الوراثي سيؤثر على الصغار والكبار من خلال مشتقات الألبان وما بها من مضادات حيوية وعقاقير ومبيدات حشرية ومواد كيماوية.

 

     والسر  وراء هذه التجارة كما تبين: تركيز قوة المال والنشاط التجاري والكسب غير الشرعي على حساب العلم والحاجة والضرورة تلبية لرغبات الأغنياء، وعدم الاهتمام بتلبية احتياجات البشر والسير بخطى تهدد التجانس الجيني والسقوط في هاوية الضغوط والإجهاد الحيوي وغير الحيوي.

وتحطيم التنوع الجيني للمصادر المختلفة, وتعطيل طبيعة الأشياء التي تمنع البيئة الصالحة والنافعة، ونسأل الله ان يصلح الأحوال, ويكفينا شر كل ذي شر, ويهدينا إلى الصواب والحق, ويصرف عنا الشر والفساد وأهله.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك