رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: وائل رمضان 30 مايو، 2016 0 تعليق

العايش للفرقان: دورة رواد للمعارف المقدسية: أفضلَ عملٍ معرِفِيٍّ يؤسِّسُ لذهنيَّةٍ واعية بأبعادَ الصراع العربي الصهيوني

المركز ومنذ سنوات وهو يعقد الدورات المتخصصة في المعارف المقدسية وتمت بحمد الله في دول عدة مختلفة

كونت الدورة بيئةً ثقافيَّةً مقدسيَّةً، جمعت تحتَ سقفِها نخبةً، من الرجالِ والنساءِ، أصحابِ التعليمِ العالي، والفكرِ الراقي، من توجُّهاتٍ فكريَّةٍ متعدِّدةٍ وجنسيَّاتٍ وأعمارٍ مختلفةٍ

تم بفضل الله تدشين مسابقتين الأولى : (أفضل إلقاء مرئي في القضية الفلسطينية) برعاية كريمة من قنوات فضائية عالمية عدة والثانية : (أفضل مقال في القضية الفلسطينية) برعاية أيضًا جهات إعلامية متميزة

الدورة ثمرة خبرات متراكمة في تحديد أولويات المواد التي يجب أن يؤسس عليها المشارك لتعطيه جرعة من المعلومات والمهارات وطرائق التفكير والتحليل  في الرد على أباطيل ودعاوى الصهاينة

المركز جهة شعبية غير مدعومة تتحرك وفق إمكانيات فردية متواضعة جدا, لكن مع هذا نجد أن الله -تبارك وتعالى- بارك في رسالة المركز والأعمال التي يقوم عليها

 

اختتمت فعاليات دورة (رواد للمعارف المقدسية) التي عقدها مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية حيث، شارك فيها 42 مشاركاً من جنسيات مختلفة؛ وفي هذا السياق التقت الفرقان رئيس المركز جهاد العايش وكان هذا الحوار:

- بداية نريد التعرف عن قرب عن الدورة، وماذا ستضيفه للقضية الفلسطينية؟

- لا يخفى على العالم أجمع ما مُنِيَت به فلسطينُ، من نكَباتٍ ونكَساتٍ، استهدفتِ الإنسانَ، والشجَرَ، والحجرَ وكلَّ ما في الوطنِ، لكنَّ الأمةَ، غَفَلَتْ عن نكباتٍ ونكساتٍ معرفيَّةٍ، كانتْ أشدَّ خطرًا على العقول والقلوب من القتلِ والتشريدِ والتعذيبِ. صاغتِ العقولَ بجملةٍ من الأكاذيبِ والترَّهاتِ والهرطقاتِ الصهيونيَّةِ، حتى استخفَّت العقولَ وتاهت الأفهامُ وزلَّت الأقدامُ، فضاعتِ الحقوقُ، وتبَعثرت الأولوياتُ ونشبت الخلافات.

     لقد أُصيبت قضيَّةُ الأرضِ المقدَّسةِ في مقتلٍ، يومَ أصابَ سهمُ الصهيونيَّةِ المسمومُ، روافدَ العقلِ، وخَزَّانات الفكرِ؛ من دُورِ المعرفةِ ومكتباتِها، ومراكزِ دراساتِها في فلسطينَ, نهبًا وتزويرًا وتدميرًا ,عامَ ثمانيةٍ وأربعينَ، وسبعةٍ وستينَ، وزمنَ اجتياحِ لبنانَ عامَ اثنيْنِ وثمانينَ.

     لكنه وبحمد اللهِ وتوفيقهِ ومع كل ما سبق ، ثم بجهود المخلصينَ، من إداريينَ ومشاركينَ الانتهاءُ من مساقٍ تعليميٍّ جادٍّ، بعنوان: (دورةُ رُوَّادٍ للمعارفِ المقدسيةِ) التي كانت وبكلِّ جدارةٍ أفضلَ عملٍ معرِفِيٍّ نُخْبَوِيٍّ عالَمِيٍّ، يرتقِي ومستوى ثقافةِ الصِّراعِ، ويؤسِّسُ لذهنيَّةٍ واعية تدرِكُ أبعادَ الاختراقِ والانسلالِ الصُّهيونيِّ للعقولِ الضَّحيةِ، والعبثِ في تَشْكِيلاتِهَا، ولقد كانتْ هذهِ الدورةُ, بمثابةِ عمَليَّةٍ جراحيَّةٍ صعبةٍ، تُؤسِّسُ لمساقٍ معرفيٍّ يُزيلُ آثارَ النكبةِ الفكريَّةِ ويتصدى لمخرجاتها.

وكما شكَّلت، وبامتيازٍ، بيئةً ثقافيَّةً مقدسيَّةً، جمعت تحتَ سقفِها نخبةً، وخلاصةَ فئةٍ، من الرجالِ والنساءِ، أصحابِ التعليمِ العالي، والفكرِ الراقي، من توجُّهاتٍ فكريَّةٍ متعدِّدةٍ وجنسيَّاتٍ وأعمارٍ مختلفةٍ.

إنَّنا اليومَ، وبكلِّ فخرٍ، نُدشِّنُ لتخريجِ فوجٍ يشكِّلُ جبهةَ مُمانعةٍ علميَّةٍ، فكريَّةٍ، قادرةٍ على مواجهةِ آلةِ الكذبِ الصهيونيَّةِ. التقت نصرةً للدِّفاعِ عن الأرضِ المقدَّسةِ، ومسجدِها الأقصى، وَلِتُسقِطَ عنها وغيرِها الفرضَ الكفائيَّ، ولتفوز بالأجريْنِ معًا؛ فهنيئًا لهم.

لكنَّنا، يا رعاكمُ الله، بعد أن تَرْعُوا إليَّ أسماعكم، وتُدْنوا منِّي قلوبَكم، أقولُها بكلِّ أسىً وأسفٍ إنَّنا نعيشُ مُعوِّقاتٍ وإخفاقاتٍ وهَنَاتٍ على صعيدِ الجهادِ المعرفيِّ.

من غيابِ روَّادِ ثقافةِ الصراعِ عنِ الساحةِ، قصرًا أو عجزًا، ومن أهم الأسباب: زُهدُ الرُّعاةِ، من دولٍ ومؤسساتٍ خيريةٍ وتجارٍ، في احتضانِ هذهِ الأنشطةِ الاستراتيجيةِ الجادَّةِ.

لكننا مع هذا وذاك معنيُّونَ وبكلِّ حزمٍ وتأكيدٍ، بإشاعةِ الثقافةِ المقدسيَّةِ بأدواتِها المعتبرةِ، المؤسَّسَةِ على الكتابِ والسنَّةِ؛ كسلاحٍ ودرعٍ واقٍ للعقلِ من الاختراقِ الصهيونيِّ؛ لنمهِّدَ طريق التحرير بإذن الله.

- كيف نشأت فكرة الدورة ؟

- المركز منذ سنوات وهو يعقد الدورات المتخصصة في المعارف المقدسية، وتمت -بحمد الله- في دول عدة مختلفة, وكانت المؤشرات التي خلص إليها المركز تشير إلى ثقافة الصراع بأبعادها الشرعية والتاريخية, فكانت الفكرة بإقامة دورة متقدمة للنخب لتكون بمثابة كبسولات علمية مركزة غير مطولة تعطي خلاصة المراد من المعلومة، وفي إطار سعي المركز الحثيث لنشر رسالته لجميع أفراد الأمة الإسلامية، جاءت فكرة مشروع الدورة لتعزيز الوعي حول القضية الفلسطينية وإعادة البوصلة تجاه كونها مركز الصراع .

- هل لكم أن تطلعونا على رؤيتكم في إقامة الدورة والأهداف التي أقيمت من أجلها؟

- دورة معرفية هي دورة علمية تسعى لنشر العلوم المتعلقة بالأرض المقدسة فلسطين؛ لزيادة الوعي لدى شرائح المجتمع المختلفة ولاسيما المثقفة منها.

أما عن أهداف الدورة فكانت:

1- السعي لإيجاد جيل متخصص في المعارف المقدسية.

2- إبراز القضية الفلسطينية من منظور شرعي.

3- نشر المعرفة المقدسية وزيادة الوعي فيها.

4- الدعم الفكري والمنهجي للإنسان الفلسطيني حول طبيعة الصراع الإسلامي اليهودي.

5- توحيد الجهود وحشد الطاقات للعمل لبيت المقدس.

6- إبراز الدور اليهودي الخبيث الساعي لتزوير الحقائق المتعلقة بالأقصى.

- هل من تفصيل آخر من حيث الفئة المستهدفة ومساقات الدورة وشروطها؟

- الفئة المستهدفة كانت من الباحثين والمختصين والمثقفين والسياسيين والأكاديميين والإعلاميين والفئات المهتمة في نشر الثقافة المقدسية من الذكور والإناث.

واستغرقت الدورة 40 ساعة، بواقع يوم واحد أسبوعيًا مدته أربع ساعات، بمعدل أربع  محاضرات في اليوم الواحد , وهو يوم السبت من كل أسبوع ولمدة عشرة أسابيع، وقد تكونت الدورة من أربع مساقات علمية مختلفة

1- التأصيل الشرعي للأرض المقدسة:

- شرح كتاب الأربعون الفلسطينية.

- أربعون حديثاً بواقع 4 أحاديث يوميا.

2- مفاهيم يهودية:

- ثلاثة عشر مفهوما تخص اليهود.      

3- شبهات يهودية:

- كتاب أكاذيب أشاعها اليهود. (بحسب أبواب الكتاب).

4- تاريخ المسجد الأقصى وعمارته والتعريف به.

- جولة في المسجد الأقصى.(عرض مرئي) وكتاب المسجد الأقصى الحقيقة والتاريخ وكتاب حائط البراق.

- الهيكل.

1- وقد تم وضع شروط محددة لاجتياز الدورة وهي:

- يجب ألا تقل نسبة الحضور عن 80 % من إجمالي ساعات الدورة.

- اجتياز اختبار كل مادة بنجاح.

- يحصل كل مشارك على شهادة حضور الدورة من المركز.

- تمنح الجوائز للمراكز الخمسة  الأولى فقط.

- يحصل المتميز (الأول على كل مادة) شهادة إجازة تدريس للمادة من إدارة المركز، بعد موافقة الإدارة وإجازة المشاركين من 3 مختصين.

كذلك تم وضع شروط للالتحاق  بالدورة وهي: ألا يزيد عمر المشارك عن 18 عاماً، وكذلك الالتزام الكامل بالدورة والمتخلف عنها يدفع قيمة الدورة.

- ما الذي يميز هذه الدورة عن الدورات التي تعقدها باقي المؤسسات؟

- كانت هذه الدورة ثمرة خبرات متراكمة في تحديد أولويات المواد التي يجب أن يؤسس عليها المشارك بعيداً عن المعلومات التي لا تحرك ساكنا؛ لتعطيه جرعة من المعلومات والمهارات وطرائق التفكير والتحليل  في الرد على أباطيل ودعاوى الصهاينة, كما خلطت الدورة وبمهارة عالية بين الأسلوب الأكاديمي الجاد للمواد بأسلوب الدورات التدريبية؛ فخرجت عن طريقة الإملاءات  العلمية , كما أسهمت العروض المرئية والتدريبات الميدانية والبحوث التي شارك بها المشاركون والمشاركات, فضلا عن المشاركات في الإلقاء المرئي والحوارات الجدلية بين المشاركين، كل ذلك أسهم في توصيل المعلومات بكل سلاسة ويسر .

- ما أهم العقبات التي واجهتكم في تنفيذ الدورة؟ وكيف تغلبتم عليها ؟

- هي كثيرة مع الأسف الشديد، وكان أبرزها: قلة المتخصصين في العلوم المقدسية بأفرعها ومساقاتها المختلفة القادرين على توصيل المعلومة المؤصلة شرعيا بطريقة مختصرة

وأما على الصعيد المادي عزوف المانحين من أرباب المال عن دعم هذه الدورات؛  والظن أنها من فضول الأعمال وليست من أولوياتها وإخفاقهم في المراوحة  والمزاوجة بين دعم البطون والعقول .

- ما الإضافة التي أضافتها الدورة في مجال الصراع المعرفي ؟

- نقولها وبحمد الله وتوفيقه: إن الدورة أسهمت في تخريج نخبة من المتخصصين والمتخصصات ومن عدد من الجنسيات في العلوم المقدسية, كما أن الدورة أضفت على الساحة لوناً جديداً وأسلوباً من أساليب التعاطي الذكي مع ثقافة الصراع, كما أنها رسمت أولويات المساقات العلمية الواجب تحصيلها في هذه المرحلة .

كما أن تحفيز المؤسسات العاملة في المجال المعرفي المقدسي، وإشاعة هذه الدورات بين جماهير الأمة وتذكيرهم بها؛ كل ذلك يعد إضافة أخرى من الدورة، كما وأنها تسهم بلا شك في تحديد بوصلة الصراع وتوجيهها في الاتجاه السليم .

- كيف ترى وتقيم  واقع الصراع الفكري على صعيد القضية الفلسطينية ؟

- لا شك أنه يعيش إخفاقات متعددة، وأهمها غياب التأصيل الشرعي للقضية الفلسطينية القائم على كتاب ربنا وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أو ضعفه, ومن جانب آخر تجد المتحمسين لها انطلقوا من منطلقات عاطفية صرفة، لا تستند على أسس علمية ولا شرعية، بل ومع الأسف أفرغوا محتوى الصراع من مضمونه الأصيل، واستلوا منه فقط الفلكلور الفلسطيني، كالأغنية الفلسطينية والدبكة الفلسطينية، وكأن هذا الأمر  يدفع عدوا أو يرجع أرضا، بل أقول: هي مساهمة مبطنة لصرف الصراع عن بوصلته الحقيقية، وإشغال الجماهير بما لا يغيظ العدو, ولاسيما أننا لم نجد لكثير من المختصين والخبراء في شأن الصراع مغيبين لا رواج لهم في مؤسسات ريادة المدافعة الفكرية .

     ومما أعيبه على كثير من المؤسسات الراعية لبرامج المعارف والعلوم المقدسية أنها  اكتفت فقط  بما أسميه (الإرجاء المقدسي) وهو دورانها في فلك معالم المسجد الأقصى فحسب،  بعيدا عن الموضوعات التعبوية الأخرى؛ ناهيك عن غياب ثقافة الصراع والتعريف بالأرض المباركة -فلسطين- ومسجدها وفضلها عن منهاجنا الدراسية بمختلف مراحلها , وهشاشته في إعلامنا .

- ما أهم الإنجازات التي  حققها مركز بيت المقدس في هذا الاتجاه؟

- لا يمكن لمركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية بالإمكانات المتواضعة التي لا تذكر أن يحقق إنجازات من غير تضافر الجهود من مانحين ومتخصصين؛ فالمركز جهة شعبية غير مدعومة، تتحرك وفق إمكانات فردية متواضعة جدا, لكن مع هذا نجد أن الله -تبارك وتعالى- بارك في رسالة المركز والأعمال التي يقوم عليها, ونقولها وبكل فخر بعد حمد الله -تعالى-: إن المركز أسهم جدا في بث الوعي من خلال المحطات التي انتقل إليها في بعض المناشط المعرفية من دورات مكثفة، وندوات متنقلة أسهمت كثيرا في رسم الخريطة المعرفية في كثير من دول العالم في أوروبا، وبلاد الشام، ودول الخليج، والحمد لله رب العالمين .

- ما طموحاتكم وآمالكم فيما يخص هذه الدورة في المستقبل؟

- نأمل من الله -جل في علاه- ثم كل من تصله رسالتنا هذه أن يسهم معنا في إيصال رسالة الأرض المقدسة بمعاناتها وفضلها ومكانتها وأهميتها للعالم من خلال تبني هذه الدورات ودعمها التي نأمل أن تكون بشكل مركز دورة واحدة في كل دولة, ونحن على يقين أنها ستكون سببا رئيسا في تغيير وتعديل مسار قضية فلسطين والمتعاطفين معها، وأنها ستسهم في صناعة المرتكزات المعرفية بشكلها الممنهج  في بلدان العالم بنهج لم نسبق إليه, وهذا نقوله بكل ثقة ويقين .

- ما أهم المشاريع المميزة  التي يعكف المركز على تدشينها ؟

- تم بفضل الله هذه الأيام تدشين مسابقتين، الأولى: مسابقة (أفضل إلقاء مرئي في القضية الفلسطينية)، برعاية كريمة من قنوات فضائية عالمية عدة, كما دشن المركز مسابقة (أفضل مقال في القضية الفلسطينية) وكلاهما الهدف منه استنهاض المتخصصين في مجالاتهم من إثراء الساحة والمنابر الإعلامية بأنواعها بالموضوعات  الجديدة  والحادثة في القضية الفلسطينية .

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك