رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: مؤمنة عبدالرحمن 1 سبتمبر، 2015 0 تعليق

العام الدراسي الجديد والخلافة في الأرض

     أول آية نزلت من القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم آية {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} (العلق:1)، وقد تكررت الآيات الدالة على ضرورة القراءة، والتعلم، والتفكّر، والتدبّر في آيات كثيرة في القرآن الكريم، وكلها تشير إلى أن الإنسان، ذلك الكائن البشري العاقل، يجب أن يستخدم عقله وفكره في خلافة الأرض، التي هي أحد الأسباب التي خلق الله -تبارك وتعالى- لها الناس، يقول الله عز وجل {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} (البقرة:30).

     وأول ما علم الله -عز وجل- آدم بعد خلقه {الأسماء كلها}؛ حيث يقول جل وعلا: {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا} (البقرة:31). وإن دل ذلك على شيء، فإنما يدل على أن خلافة الله في الأرض تتحقق ابتداءً بالتعلم والعلم والقراءة، وإحكام العقل في كل الأمور.

     خلال أيام قليلة، ينطلق العام الدراسي الجديد، ينتظم معه مئات الآلاف من الطلاب والطالبات في صفوف الدراسة، وهي الشكل الأكثر شيوعاً للعلم والتعلم، بمجالاته المتنوعة، الشرعية، والعلمية، والأدبية، والثقافية المتنوعة، وغيرها.

     نشتكي جميعاً من تأخرنا عن العالم في مجالات عديدة، ومن وجودنا في قائمة دول العالم الثالث، رغم ما أفاضه الله علينا من خيرات وأرزاق، ونعاني من عدم قدرتنا على الانتصار للمظلومين والمستضعفين من إخواننا المسلمين، ومن تكالب أعداء الإسلام علينا، ومن حاجتنا لعلوم الغرب ومعارفه؛ لذلك نرسل الآلاف هناك في مسارات الابتعاث؛ ليتعلموا ويتخصصوا بطريقة أفضل، ويسهموا في عمارة الأرض، وتطوّر المسلمين وتقدمهم.

     نحتاج في كل أمر نقوم به إلى إخلاص النية لله تعالى، وإلى التوكل على الله، ولكن مع كل أسف، فإن قضية ضخمة وأساسية في حياتنا وهي قضية التعليم والدراسة، أصبحت تمر كواجب قسري، ويشعر الكثير من الطلاب حيالها بالضيق، فيتثاقلون عن طلب العلم، وعن الدراسة والجد والمثابرة، وربما لجؤوا للغش من أجل الحصول على علامة النجاح، بما فيها الاستعانة بمن يقوم عنهم بإعداد الدراسات أو البحوث أو الواجبات، فضلاً عن طرائق الغش في الاختبارات.

     وفيما يركز المعلمون والمدرسون على أهمية التحصيل العلمي للنجاح، قد ينسى الكثيرون منهم إيصال رسالة (الخلافة في الأرض) التي أرادها الله منا بوصفنا مسلمين، وتعميقها في فكر الطلاب وعقيدتهم الدراسية، التي لو ثبتت في أذهانهم، وعاشوا عامهم الدراسي وفقاً لها، مع نية بأن تكون الدراسة لله، ولعمارة الأرض كما أراد الله تعالى، لاختلف النتاج العلمي والتحصيل الدراسي بطريقة كبيرة.

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك