الطفولة مشكلات وحلول (الكذب)
يختلق الأطفال الكذب أحياناً لكي يتجنبوا العقاب أو لكي يتفوقوا على الآخرين أو لكي يتصرفوا مثل الآخرين؛ حيث يختلف الأطفال في مستوى فهم الصدق
يجب الابتعاد عن استعمال العقاب الذي يبدو أن الطفل يعفى منه لو دافع عن نفسه بأسلوب الكذب؛ لأن الأطفال سوف يكذبون حتى يتجنبوا إهانات الكبار
نعلم ما للطفولة من أهمية في تكوين بدايات شخصية الإنسان، ومالها من تأثير في بقية أيام حياته؛ ولذلك فالطفولة هي أهم مراحل النمو النفسي للشخص؛ فهي الحجر الأساس لتكوين شخصية الطفل، وإذا تم بناؤه بصورة صحيحة وسليمة نتج عنها شخص مثالي يستطيع مواجهة صعوبات الحياة بثبات، ومن هذا المنطلق كانت مناقشتي لبعض مشكلات الطفولة وأسبابها وسبل الوقاية منها وعلاجها حال حدوثها، ولقد ركزت على العادات التي تنتشر في المدارس عادة، كالسرقة والغيرة والكذب، والخوف، والانطواء والعزلة، والخجل والقلق، وقد تحريت أنجع طرائق العلاج لهذه المشكلات وأصحها، التي يمكننا من خلالها حل المشكلات دون التأثير سلباً على نفسية الطفل، واليوم نتناول مشكلة الكذب.
مفهومه
يمكن تعريف الكذب بأنه قول شيء غير حقيقي، وقد يعود إلى الغش لكسب شيء ما أو للتخلص من أشياء غير سارة.
الأطفال يكذبون عند الحاجة، وفي العادة الآباء يشجعون الصدق بوصفه شيئاً جوهرياً وضرورياً في السلوك، ويغضبون عندما يكذب الطفل، والأطفال يجدون صعوبة في التمييز بين الوهم والحقيقة، وذلك خلال المرحلة الابتدائية؛ ولذا يميلون إلى المبالغة، وفي سن المدرسة يختلق الأطفال الكذب أحياناً لكي يتجنبوا العقاب، أو لكي يتفوقوا على الآخرين، أو لكي يتصرفوا مثل الآخرين؛ حيث يختلف الأطفال في مستوى فهم الصدق.
ولقد ميز باجيه مراحل اعتقاد الطفل للكذب إلى ثلاثة مراحل:
- المرحلة الأولى: يعتقد الطفل أن الكذب خطأ؛ لأنه شيء سيعاقب عليه.
- المرحلة الثانية: يبدو الكذب خطأ في حد ذاته، وسوف يبقى ولو بعد زوال العقاب
- المرحلة الثالثة: الكذب خطأ ينعكس على الاحترام المتبادل والمحبة المتبادلة.
- الكذب عند الأطفال يأخذ أساليب عدة مضاف إليها:
1- القلب البسيط للحقيقة أو التغيير البسيط.
2- المبالغة: يبالغ أو يغالط الطفل والده بشدة.
3- التلفيق كأن يتحدث بشيء لم يقم به .
4- المحادثة: يتكلم بشيء جزء منه صحيح وجزء غير صحيح.
5- شكاية خطأ: بأن يوقع اللوم على غيره فيما فعله بنفسه.
أسباب الكذب:
1- الدفاع الشخصي: الهروب من النتائج غير السارة في السلوك، كعدم الموافقة مع الآباء أو العقاب.
2- الإنكار أو الرفض: للذكريات المؤلمة أو المشاعر، ولاسيما التي لا يعرف كيف يتصرف أو يتعامل معها.
3- التقليد: أي تقليد الكبار واتخاذهم كنماذج.
4- التفاخر: وذلك لكي يحصل على الإعجاب والاهتمام .
5- فحص الحقيقة: لكي يتعرف على الفرق بين الحقيقة والخيال.
6- الحصول على الأمن: والحماية من الأطفال الآخرين.
7- العداوة: تصرف بعداوة تامة تجاه الآخرين.
8- الاكتساب: للحصول على شيء للذات.
9- التخيل النفسي: عندما نكرر ونردد على مسامع الطفل أنه كاذب فسوف يصدق ذلك من كثرة الترديد.
10- عدم الثقة: الآباء قد يظهرون أحياناً عدم الثقة بما ينطق به أبناؤهم وإن كان صدقاً؛ لذا يفضل الطفل أن يكذب أحياناً ليكسب الثقة.
الوقاية من الكذب:
1- ألا يطلب من الأطفال أن يشهدوا على أنفسهم، أو أن يطلب منهم الاعتراف بأخطائهم، وبدلاً من ذلك يجب جمع الحقائق من مصادر أخرى، ووضع القرارات بناءً على هذه الحقائق، وفي حال ثبوت خطأ الطفل تجنب العقاب، ويجب مد يد العون له.
2- تأسيس مستوى للصدق وتكوين قدوة للطفل.
3- مناقشة الحكمة والمغزى من الصدق يتم التبيين فيها أن الكذب شيء غير محبب، وكذلك السرقة والخداع.
4- الابتعاد عن استعمال العقاب الذي يبدو أن الطفل يعفى منه لو دافع عن نفسه بأسلوب الكذب؛ لأن الأطفال سوف يكذبون حتى يوفروا على أنفسهم إهانات الكبار.
طرائق العلاج:
1- العقاب: مساعدة الأطفال على التعلم بواسطة التجربة بتوضيح أن الكذب غير ناجح ومضر، كما يجب أن يبين له أن الصدق أفضل ويقلل من العقاب. سامحه إذا قال الحقيقة، وعاقبه عقاباً مناسباً إذا غير الحقيقة.
2- تعليم الأطفال قيمة الصدق: لا يجب التغاضي عن كذب الأطفال، ويجب حثهم على الصدق بقراءة قصص توضح لهم قيمة الصدق.
3- البحث عن أسباب الكذب: يجب العمل على إيجاد الأمور التي جعلت الطفل يكذب ليتم تفادي ذلك في المستقبل، وفيما يأتي الأسباب الرئيسة لكذب الأطفال:
1- لكي يحصلوا على الثناء، والحل إعطاء الطفل الثناء والاهتمام للأشياء الجيدة التي يفعلها، وحينها يشعر الطفل بإشباع هذه الحاجة.
2- تفادي العقاب: الحل وضع عقاب مناسب للكذب وتقديم حوافز للصدق والأمانة.
3- التقليد: يقلد الأطفال الآباء في سلوكياتهم، إن كانوا لا يصدقون؛ فبالتالي لن يصدق الطفل، والحل: أن يكون الأبوان مثالاً للصدق والأمانة وعدم الكذب.
4- الخوف: يكذب الأطفال كثيراً لتفادي العقاب المترتب على الضعف الدراسي وعلى الآباء معرفة قدرة أبنائهم وتعليمهم الصدق في ذلك.
5- لكي يحصل على أشياء يمتلكها لنفسه، والحل أن تساعده في اكتشاف طرائق أخرى تساعده على الحصول على ما يريد.
6- الشعور بعدم أهمية أعماله أمام الأعمال الباهرة التي يقوم بها الآخرون، والحل يكمن في مناقشة خوفه وضعفه، ورفع ثقته بنفسه.
7- ضعف الوازع الديني لدى الطفل: والحل يكمن في تقوية هذا الوازع الديني لديه وتبيين نظرة الإسلام للكذب.
لاتوجد تعليقات