رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: أسماء بنت أحمد البحيصي 6 يناير، 2017 0 تعليق

الطفـولـة مشكــلات وحلــول (التبول اللإرادي)

نعلم ما للطفولة من أهمية في تكوين بدايات شخصية الإنسان، ومالها من تأثير في بقية أيام حياته؛ ولذلك فالطفولة هي أهم مراحل النمو النفسي للشخص، فهي الحجر الأساس لتكوين شخصية الطفل وإذا تم بناؤه بناء صحيحاً وسليماً أصبح شخصاً مثالياً يستطيع مواجهة صعوبات الحياة بثبات، ومن هذا المنطلق كانت مناقشتي لبعض مشكلات الطفولة وأسبابها وسبل الوقاية منها وعلاجها حال حدوثها، ولقد ركزت على العادات التي تنتشر عادة في المدارس، كالسرقة والغيرة والكذب، والخوف، والانطواء والعزلة، والخجل والقلق، وقد تحريت أنجع طرائق العلاج لهذه المشكلات وأصحها، التي يمكننا من خلالها حل المشكلات دون التأثير سلباً على نفسية الطفل، واليوم مع مشكلة التبول اللاإرادي:

لا يعد التبول في الفراش من حين لآخر معضلة في حد ذاته؛ فالمتبولون يفعلون ذلك مرات عدة في الأسبوع أو في كل ليلة أحياناً، وهناك نوعان للتبول:

- التبول المستمر منذ الولادة .

- التبول المتقطع الذي يحدث في فترات متقطعة (ثلاثة أشهر ثم انقطاع ثم ثلاثة أخرى)، وأكثر الحالات من النوع الأول (المستمر)، وهي منتشرة بين الأولاد أكثر من البنات، وبعض الأطفال يتبولون في النهار، ولاسيما إذا تهيجوا وانشغلوا في أمر ما، والذين يتبولون أثناء الليل يجب أن يؤخذوا إلى المرحاض قبل خروجهم للعب أو اللعب على مقربة من المنزل، وعلى الوالدين تنبيه الطفل أن يدخل المنزل ويذهب للمرحاض.

أسباب التبول اللإرادي

من أهم الأسباب الكامنة وراء التبول في الفراش لدى الطفل الذي انقطع عنه التبول فترة جيدة ثم عاد:

- أن تكون عنده أزمة عاطفية أو توتر، مثل إنجاب طفل جديد في الأسرة.

- المرض.

- الانتقال إلى بيت جديد.

     أما السبب الغالب في حالات الأطفال الذين لا ينقطعون أبدا عن هذه الحالة فهو: عدم النضوج وعدم النمو الكافي لميكانيكية السيطرة على المثانة وهذا السبب يكون وراثياً، ويعتقد آخرون أن هنالك سبباً آخر، وهو سوء أوضاع المراحيض، وهناك أسباب عضوية مثل العدوى في القناة البولية، وهنا يجب عرضه على الطبيب المختص ولسوء الحظ حتى بعد معالجة الطفل فإنه عادة لا ينقطع عن تلك العادة.

طرائق الوقاية

     عند تدريب الطفل على استخدام المرحاض يجب تجنب القسوة الشديدة أو التوبيخ أو إشعار الطفل بالخزي؛ لأن ذلك يجعله يحس بالذنب وأنه أقل من غيره؛ فيتولد لديه شعور بالقلق، فلا يستطيع أن يسيطر على المثانة، ويجب أن يتخلص الطفل أولاً من عادة التبول نهاراً، ثم يتخلص من هذه المشكلة ليلاً.

     وعلى الآباء والأمهات عدم الضغط على الطفل في موضوع التبول قبل نضوجه العقلي، فقد يفقده ذلك الثقة بالنفس، ويصعب عليه التحكم في مثانته، وتجاهل الآباء للأمر يخلص الطفل من عادته هذه عند بلوغة سن السابعة من عمره مثلما يعتقد بعض العلماء، ولكن ينفعل ويضطرب معظم الآباء من التبول على الفراش؛ مما يقلق الطفل ويثبط همته فتسوء حالته.

العلاج

     إن مهاجمة الآباء لأطفالهم بالنقد عند التبول في الفراش، أو اتهامهم وتوعدهم بالعقوبة، وإبداء بعضهم الآخر البرود العاطفي نحو الطفل والابتعاد عنه كل هذه الأشياء تؤثر عكسياً في هذه الحالة.

فيجب أن ينظر الأبوان لهذا النقص بهدوء وواقعية، وطمأنه الطفل أنه سيتخلص من هذه العادة السيئة؛ لأن الطفل القلق الخجل يصعب السير به إلى الخلاص.

- تقليل كمية السوائل قبل النوم: ويمكن من خلال هذه الطريقة تحقيق بعض النجاح، وأيضاً الطلب من الطفل التبول قبل الذهاب إلى فراشه، وقد تجدي بعض العقاقير نفعاً لتخفف من التبول في الفراش، لكن عند التوقف عن العلاج يعود الأمر إلى سابق عهده.

- لوحة النجوم: اصنع لوحة نجوم لطفلك، ودعه يسجل الليالي (الجافة) والأخرى (المبللة) بأن يعطي نجوماً ذهبية لليالي الجافة، وأن يكافىء الأبوان الطفل على الليالي الجافة ويتجاهلان الليالي المبللة، فالمكافأة تضع أمام الطفل هدفاً يسعى إلى تحقيقه فيتقدم نحو الأمام وهذه اللوحات أثبتت جدواها.

- الإقلال من التوتر: إذا اختفت هذه العادة عن الطفل فترة ثم عادت؛ فينبغي للوالدين أن يبحثا عن السبب، فلابد أن يكون هناك طارئ سبب العودة إلى التبول، مثل ولادة طفل جديد في الأسرة، أو الانتقال إلى بيت جديد، أو خصام عائلي، أو غياب لأحد الوالدين، وعندها يعمل الوالدان على تقليل أثر هذا الطارئ، ويعطون الطفل المزيد من الاهتمام.

- الجلوس مع الطفل وقت النوم والتحدث معه؛ لأن ذلك يسعده، فينام مسترخياً، ويحس بمحبتك له ودعمك له، ومن المستحسن أن تقضي مع طفلك وقتاً من النهار على انفراد لتكشف عن خبايا نفسه وصراعاته النفسية.

- العفوية: بعض الآباء يبدلون الشراشف بعد تبول الطفل ويقومون بغسل كل شيء، وهذا نتيجية منطقية، ولا ينبغي أن يوبخ الطفل أثناء هذه العملية، كما يمنع الطفل من تناول السوائل بعد السادسة مساءً إلى أن تمر 14 ليلة جافة، وقد نجح هذا؛ لأن الطعام والشراب قد يكونان أحد الأسباب المسؤولة عن التبول.

- تخزين البول: معظم المتبولين في فراشهم لا يستطيعون الاحتفاظ ببولهم في مثانتهم، وهكذا فإن تدريب الطفل على اختزان كميات من البول يوماً بعد يوم، ويحاول الطفل أن يحتفظ بالبول في مثانته إلى أقصى حد يستطيعه، فعندما يستطيع الطفل أن يختزن من 350 إلى 400سم فإن ذلك يدل على أن الطفل أصبح قادراً على السيطرة على مثانته؛ مما يقلل فرصة تبوله في الفراش، إن تمرين الطفل على وقف نزول البول وإطلاقه أثناء تبوله في النهار مرات عدة يساعد على تقوية عضلة صمام المثانة، ويجب أن يتم هذا التمرين تحت رعاية الوالدين.

- الإيقاظ أثناء النوم: هذا الأسلوب تكون الخطوة الأولى فيه معرفة الساعة التي يتبول فيها الطفل، ويتمكن الوالدان من خلال ذلك توقيت ساعة المنبه على الساعة المحددة، وعندما ترن الساعة يستيقظ الطفل ويتبول في المرحاض، وبعد سبع ليال متواليات يقلل الزمن إلى أن يتعود الطفل الذهاب إلى المرحاض دون جرس ليلة بعد ليلة.

- طريقة الجرس والوسادة: ذكر المختصون أن أسلوب الجرس والوسادة أعطى نتائج جيدة في معظم الأحوال، والإجراء هو عبارة عن وسادة خاصة توضع على الفراش، وعندما تبتل في الليل تغلق دائرة كهربية في داخلها ويرن جرس ويضيء مصباح؛ مما يوقظ الطفل ويوقف التبول وبمجرد تدريب الطفل على التحكم بالمثانة ترفع الوسائد والجرس.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك