الطفـولة مشكلات وحلــــول (الأنانية)
نعلم ما للطفولة من أهمية في تكوين بدايات شخصية الإنسان، ومالها من تأثير في بقية أيام حياته؛ ولذلك فالطفولة هي أهم مراحل النمو النفسي للشخص فهي الحجر الأساس لتكوين شخصية الطفل وإذا تم بناؤه بصورة صحيحة وسليمة نتج عنها شخص مثالي يستطيع مواجهة صعوبات الحياة بكل ثبات.
ومن هذا المنطلق كانت مناقشتي لبعض مشكلات الطفولة وأسبابها وسبل الوقاية منها وعلاجها حال حدوثها، ولقد ركزت على العادات التي تنتشر عادة في المدارس، كالسرقة والغيرة والكذب، والخوف، والانطواء والعزلة، والخجل والقلق، وقد تحريت أنجع طرائق العلاج لهذه المشكلات وأصحها، التي يمكننا من خلالها حل المشكلات دون التأثير سلبياً على نفسية الطفل، واليوم نتكلم عن الأنانية.
الأطفال الأنانيون هم من يهتمون بأنفسهم أو بمصالحهم دون الاهتمام بمصالح الآخرين؛ حيث إن نظرة الأنانيين تقتصر على حاجاتهم الخاصة، واهتمام الطفل الأناني مركز على نفسه فقط، وهذا ما يميزه عن بقية الأطفال الآخرين.
إن مفهوم الأطفال الأنانيين عن أنفسهم مفهوم غير واضح، ونظراتهم للآخرين هي نظرة سالبة؛ حيث ينقصهم الانتماء للجماعة، ويجدون صعوبة في علاقاتهم مع الأطفال الآخرين ومع الأقران.
أسباب الأنانية
هناك أسباب عديدة للأنانية لدى الأطفال ومن هذه الأسباب:
الخوف
المخاوف العديدة عند الأطفال تسبب الأنانية عندهم مثل مخاوف البخل، والرفض، والابتذال، وهم عادة يشعرون بالغضب والفزع، وبالتالي يميلون إلى الأنانية، ويصبحون مهتمين فقط بسعادتهم وسلامتهم الشخصية؛ ولذلك يحاولون دائماً تجنب الأذى من الآخرين، ولذلك لا يعرضون أنفسهم ولو نسبياً إلى الاهتمام بالآخرين، ولا يظهرون أي نوع من أنواع التغيير في حياتهم، ودائماًَ يسودهم شعور بالقلق والتهيج، وهم يرون الأشياء من خلال أعينهم فقط، ويفسرون وجهات نظر الآخرين بأنها مخجلة، هم متمركزون حول النفس ونكديين ومتقلبي الأطوار.
الدلال أو الدلع
بعض الاباء والأمهات يحاولون إبعاد أطفالهم عن أية مواقف مزعجة، ويقدمون لأطفالهم الحماية الزائدة، ويحرصون على على إشباع كل ما يحتاجه أطفالهم، لذا ينشأ أطفالهم وهم غير قادرين على تنمية قوة الاحتمال أو تطوير ذواتهم وهذا يقودهم إلى الأنانية.
إن الأطفال الذين لا يستطيعون تحمل الإحباط، ويريدون الشيء الذي يريدونه عندما يريدونه، هؤلاء الأطفال لا يستطيعون المحافظة على كلمتهم وهم غير قادرين على تحمل المسؤولية، وهناك أسباب تمنع الأطفال من الوصول إلى النضج منها: الإعاقة، صعوبات اللغة، اضطرابات في النمو.
طرائق الوقاية
هناك مجموعة من الاستراتيجيات التي يجب على الوالدين اتباعهما لحماية أطفالهم من الأنانية وهي:
تقبل النفس
وهو أن تجعل للطفل قيمة، وأن يشعر بأنه محبوب وتوفر الأمان لهم، فإن توافرت للطفل القيمة والمحبة والأمان يصبح عنده استعداد للاهتمام بمصالح الآخرين.
تعليم الأطفال الاهتمام بالآخرين
«حقق سعادة الآخرين؛ تحقق سعادتك». إن إظهار الاهتمام بأطفالك وبالآخرين يمثل نموذجاً رئيساً يعدها الطفل قدوة، بعكس أن يكون الأبوان أنانيين.
تربيتهم على بغض التسلط
فتسلط الأطفال على الأطفال الضعفاء يشعر الآخرين بالأسى والفشل والحزن؛ لذا على الوالدين تربية الأطفال على عدم التسلط، وحثهم على احترام الجميع.
تعويد الطفل على تحمل المسؤولية
وهي طريقة طبيعية لتعليم الأطفال الاهتمام بالآخرين مثال تعليمهم الاهتمام ببعض الحيوانات الأليفة؛ فإن قيام الأطفال بالأعمال الخفيفة هي دلالة على تحملهم المسؤولية.
طرائق العلاج
أما علاج هذا الداء للأطفال الذين اتصفوا به فيكون كالآتي:
تعليمهم الاحترام بواسطة أداء الدور؛ حيث إن للآباء دوراً كبيراً في ذلك، بسردهم قصصاً فيها قيم واضحة، تحث على عدم الأنانية، وتظهر سلوك الاهتمام بالآخرين على أنه السلوك الصحيح.
الاهتمام بالآخرين
شرح النتائج الإيجابية ومناقشتها وتعزيزها للاهتمام بالآخرين: وذلك بشكر الأطفال على أي سلوك يظهر فيه احتراماً نحو الآخرين، وشرح نتائج هذا الفعل في النفوس.
سلبيات الأنانية
يجب شرح التأثيرات السلبية للأنانية ومناقشتها؛ فلو كان الطفل أنانياً يجب على الأب أن يناقشه بطريقة لطيفة، ومناقشة المواقف الأنانية وسلبيتها؛ مما يحفز الطفل أن يبتعد عن سلوك الأنانية.
الخبرات السابقة
مناقشة وعي الأطفال وخبراتهم السابقة؛ فيجب تعليم الأطفال أن يكونوا متفتحي العقول وقابلين للنقاش، وأن يكونوا أقل خشونة في التعامل مع القضايا والمشكلات، وإظهار الاهتمام بهم وبغيرهم.
لاتوجد تعليقات