رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم الناشي 20 أبريل، 2015 0 تعليق

الطريق الممهدة إلى صنعاء

     سيكون يوم السبت 21/2/2015 علامة فارقة في تاريخ اليمن الحديث، وهو اليوم الذي نجت فيه شرعية الرئيس عبدربه هادي منصور من الانقلاب الحوثي ليغادر بعدها العاصمة الشمالية صنعاء إلى العاصمة الجنوبية عدن. فقط 54 يوما تفصلنا عن هذا اليوم التاريخي فبعده توالت الأحداث والتغيرات التي ستلقي بظلالها على المشهد الإقليمي لسنوات قادمة.

     وفي اليوم التالي أكد الرئيس هادي من عدن تمسكه بالشرعية الدستورية، ورفضه انقلاب الحوثيين، مجدداً التزامه بالمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني، ورفض هادي كل الإجراءات والتعيينات التي قام بها الحوثيون وعدّها باطلة ولا شرعية لها ، وذلك منذ 21 /9 /2014 يوم وضعه في الإقامة الجبرية، كما دعا المجتمع الدولي لاتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية العملية السياسية ورفض الانقلاب الحوثي.

     وتحدى هادي الانقلابين  قائلا: «إن اليمنيين لن يقبلوا هيمنة فئة  أو جماعة قبلية على السلطة والثروة في البلاد». وهاجم هادي بشدة جماعة الحوثيين ووصفها بأنها جماعة انقلابية تابعة لإيران، وقال: «صنعاء عاصمة محتلة من قبل الحوثيين»، وإن «ما قاموا به مؤخرا ضد سلطات الدولة حركة انقلابية سنتصدى لها» . 1/3/2015

      وفي يوم الأحد 8/3/2015 أعلن الديوان الملكي السعودي عن تلقي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز رسالة من الرئيس اليمني هادي، ناشد خلالها دول مجلس التعاون الخليجي استمرار دورهم البناء بعقد مؤتمر تحضره كافة الأطياف السياسية اليمنية الراغبة بالمحافظة على أمن اليمن واستقراره، تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي بمدينة الرياض. وفيما حدد الرئيس اليمني أهداف المؤتمر في المحافظة على اليمن والتمسك بالشرعية ورفض الانقلاب عليها وإعادة الأسلحة والمعدات العسكرية إلى الدولة وبسط الدولة سلطتها على كافة اليمن واستئناف العملية السياسية وفقاً للمبادرة الخليجية، وألا تصبح اليمن مقراً للمنظمات الإرهابية، فقد وجه خادم الحرمين بنقل رغبة الرئيس هادي إلى قادة دول مجلس التعاون الذين أبدوا ترحيبهم واستجابتهم للطلب، على أن تتولى أمانة المجلس وضع كافة الترتيبات اللازمة لذلك.

     رفض الحوثيون أي مبادرة بل وبدأت المليشيات الحوثية الانقلابية بتحركات استفزازية منها بدء مناورات عسكرية قريبة من الحدود السعودية والتحرك نحو الجنوب اليمني؛ تعز وعدن حتى بلغت الغطرسة الحوثية أن قام محمد البخيتي عضو المجلس السياسي للحوثيين في قناة الجزيرة (23/3/2015) بتهديد السعودية بقوله: إنهم سيحررون نجد والحجاز كما استهزأ بدرع الجزيرة.

     وفي هذه الأثناء سعى الحوثيون إلى إرسال تعزيزات عسكرية للسيطرة على مضيق باب المندب الاستراتيجي الذي يشكل تهديدا جديا على الملاحة البحرية ويعرض الدول المطلة على البحر الأحمر إلى خسائر جسيمة اقتصاديا.

     وفي ( 24/3/2015) طلب الرئيس هادي من الجامعة العربية تدخلاً عسكرياً مباشراً في اليمن، وقبل قصف المقر الرئاسي بعدن غادر الرئيس اليمني وبعدها توجه إلى الرياض لحضور مؤتمر شرم الشيخ 26/3.

     أكد بيان لدول الخليج ما عدا سلطنة عُمان، الاستجابة لطلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، بردع عدوان ميليشيات الحوثي، وفي البيان الخليجي تشديد على خطورة انقلاب ميليشيا الحوثي على أمن المنطقة، كما أكد سعي دول المجلس طوال الفترة الماضية لاستعادة الأمن في اليمن عبر العملية السياسية، وآخرها الإعلان عن مؤتمر للحوار تحت مظلة مجلس التعاون، واستعرض البيان رسالة وجهها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى قادة دول مجلس التعاون عن الوضع المتردي في اليمن، وكشف فيها رفض ميليشيا الحوثي لكافة سبل الحوار، وتحضيرهم لعملية عسكرية لاجتياح محافظات الجنوب.

      وفي صبيحة يوم الثلاثاء 26/3 بدأت عاصفة الحزم  وناشد الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح دول التحالف بإيقاف عملية (عاصفة الحزم) مؤكداً أنه لن يترشح هو وأقاربه للرئاسة إذا توقفت عاصفة الحزم في 28/3.

     وبعد أن نجحت عملية عاصفة الحزم بجميع ما قامت به من طلعات وما نفذته من خطط توج هذا العمل بقرار مجلس الأمن  رقم 2216 ( 14/4) الذي تبنى المشروع العربي بحظر توريد الأسلحة للحوثيين ودعم المجلس للرئيس اليمني هادي ولجهود مجلس التعاون الخليجي، وجاء القرار بموافقة 14 دولة وامتنعت روسيا عن التصويت، ولا شك أن قرار مجلس الأمن رقم 2216/2015  يثبت  نجاح الدبلوماسية الخليجية في التعاطي مع الأحداث الأكثر سخونة في العالم بصورة متوازنة ومعتدلة؛ مما يمنحها دورا أكبر على الساحة الإقليمية والعالمية، متجاوزا بذلك كل الدعوات إلى توتير المنطقة وجعلها نهبا للانقلابين ومن يؤيدهم ويدعمهم بالمال والسلاح.

     كما أعلن بيان رئاسي مصري (14/4) أن القاهرة والرياض اتفقتا على تشكيل لجنة لتنفيذ «مناورات استراتيجية كبرى» في السعودية، في حين أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الثلاثاء 14/4 في مدريد، أن طهران عرضت خطة من أربع نقاط تهدف إلى إحلال السلام في اليمن، فيما أعلن عادل الجبير السفير السعودي في الأمم المتحدة عن بدء العملية الاغاثية لليمن وعلى أن تبدأ العملية السياسية لاحقا.

الآن الطريق اصبحت ممهدة تماما إلى صنعاء ولكن يجب أن تسبقها مساعدات إغاثية سريعة.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك