الطريق إلى الولد الصالح (5) تعويد الأبناء على حب السنة وأهلها وبغض البدع وأهلها
تحدثنا في الحلقة السابقة عن التربية الخلقية التي هي مجموعة المبادئ والفضائل السلوكية والوجدانية التي يجب أن يتلقنها الطفل ويكسبها ويعتاد عليها منذ تمييزه وتعقله إلى أن يصبح مكلفاً، وذكرنا أهمية الحيلولة بين الطفل والصفات القبيحة والأخلاق الهابطة كالكذب والسرقة، والسباب والشتائم، وأكدنا أن هذه الصفات تنتج عن القدوة السيئة والخلطة الفاسدة.
ثالثا: التربية الفكرية:
لقد انتشرت في الساحة الآن أفكار كثيرة منها الصالح والطالح، والبناء والهدام، والحق والباطل.
فعلى الوالد أن يبين لولده الحقيقة، ويفرق له بين الغث والسمين من هذه الأفكار حتى يشب على بينة من أمره، ولا تجتاحه الأمواج كما اجتاحت كثيراً من شباب المسلمين.
ويدخل في هذا أيضاً أن يعلّم ولده كيف ينزل الناس منازلهم، فإذا ذكر أمامه رجل من أهل المجون والفسوق كالفجرة من المغنين والمغنيات مثلاً احتقره وحط من قدره حتى لا يتخذه الولد قدوة له، وإذا ذكر أحد الدعاة أو المصلين أو العلماء المستقيمين، رفع قدره، وعظّم أمره، وعود الولد على حبه كي يقتدي به، وهذه لفتة مهمة لمن تدبرها.
ولا بد من تعويد الولد وتنشئته على حب السنة وأهلها، وبغض البدعة وأهلها.
رابعا: التربية الجسمية:
الجسد هو الدابة التي تحمل الروح في السفر إلى الله، فإن أكرمتها، وأحسنت إليها واصلت بك، وإن أهملت أمرها انقطعت بك في الطريق: «إن لجسدك عليك حقاً».
فلا مانع من تعليم الولد بعض التمرينات الرياضية التي تقوي جسده وتنشط جسده وتنشط روحه، وقد قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- «علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل».
فلو أحضرت لولدك بندقية وعلمته أصول الرماية الصحيحة لكان خيراً، وكذلك تعليمه قيادة السيارات والدراجات وغيرها من الآلات العصرية.
وأخيراً:
عليك بالملاحظة التامة لولدك في كل حركاته وسكناته، وتصرفاته وحاول أن تصلح ما تراه قد اعوج، سالكاً في ذلك اللين والشدة، والرخاوة والقسوة، حسب حاجته، ولا تظن بذلك أن ولدك صار صالحاً كريما مقداما، وإنما عليك بالدعاء إلى الله والتضرع إليه أن يصلح ولدك؛ فإن الله وحده هو الذي بيده مفاتيح القلوب.
ونسأل الله تبارك وتعالى أن يجعل هذه الكلمات معينة لنا على تربية أبنائنا تربية صحيحة، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلِّ اللهم على محمد وعلى آله وصحبه والتابعين من أئمة الهدى أجمعين.
لاتوجد تعليقات