رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: محمد البشير أحمد موسى 4 فبراير، 2014 0 تعليق

الصراع في إفريقيا الوسطى.. أسبابه وتداعياته على المسلمين


حاول الرئيس السابق تأجيج الصراع الديني مرة أخرى لكونه قسّاً سابقاً، ودفع بقواته للاعتداء على ممتلكات المسلمين ورغم ذلك وقف بابا الفاتيكان مع هذا الأمر

يعيش الكثير من أبناء أفريقيا الوسطى الفقر المدقع رغم أنها  من أغنى الدول الإفريقية بالمعادن والمياه

بعد وصول أول حاكم مسلم لإفريقيا الوسطى منذ استقلالها ظلت فرنسا تعلن صراحة أنها لن تعترف بهذه الحكومة، وتدعو إلى تدخل دولي

المسلمون في أفريقيا الوسطى تغلب عليهم الأميّة، لعزوفهم  عن الالتحاق بالتعليم الحكومي ولقلّة ذات اليد

 

إفريقيا الوسطى دولة حبيسة، تقع في قلب القارة الإفريقية، تحدّها تشاد شمالاً، والسودان شرقاً، والكونغو كينشاسا في الجنوب، والكاميرون في الغرب. تترواح نسبة المسلمين فيها ما بين 17 - 20% من إجمالي عدد السكان البالغ عددهم (4.400.000)، ويتوزع المسلمون في عدد من المدن والمحافظات الرئيسة، أهمها العاصمة (بانجي)، ومدينة (بيربرتي)، ومدينة (إنديلي) في الشمال.

وتوجد النسبة الأكبر منهم في شمال البلاد في جهة حدود تشاد والسودان؛ حيث نشأت هناك سلطنة إسلامية في نهاية القرن السابع عشر الميلادي، عندما نزح عدد من سلاطين مملكة (باجرمي) الإسلامية في جنوب تشاد بعد سقوط مملكتهم إلى المنطقة الشمالية من إفريقيا الوسطى، ولاسيما مدينة إنديلي، فأسهموا إسهاما كبيراً في نشر الإسلام وسط الوثنيين هناك امتداداً لدورهم السابق في أسلمة جنوب تشاد، كما كان لسلطنة دارفور الإسلامية أثر كبير في أسلمة الجزء المتاخم للحدود السودانية الأفروسطية. وأدت الهجرات التي صاحبت الحروب الأهلية في تشاد إلى دفع أعداد كبيرة من القبائل التشادية إلى الهجرة إلى إفريقيا الوسطى؛ مما أسهم في نشر الإسلام إسهاما كبيراً في عدد من أهم المدن الأفروسطية، وأكبرها العاصمة (بانجي)؛ حيث بنوا عدداً كبيراً من المساجد والزوايا والخلاوي القرآنية.

     إلا أن المسلمين الذين يشكّلون 20% من مجموع السكان تغلب عليهم الأميّة، لعزوف عدد من أبنائهم عن الالتحاق بالتعليم الحكومي، وقلّة منهم لا تستطيع مواصلة الدراسة الجامعية لقلّة ذات اليد، وعدم وجود عائل ينفق عليهم، مع أن الرسوم زهيدة جداً مقارنة بالدول المجاورة؛ مما يتطلب دراسة هذا الأمر من قبل المنظمات الخيرية الإسلامية والدول الإسلامية للإسهام لرفع المستوى التعليمي والوعي الديني لدى المسلمين هناك.

 الأحداث الأخيرة وتداعياتها على المسلمين:

     بدأت الأحداث الأخيرة في 10 ديسمبر 2012م، ويرجع سببها الرئيس إلى عام 2008م عندما نشبت مشكلة بين الرئيس (فرانسوا بوزيزيه) وجنوده (المرتزقة) الذين ساعدوه في الاستيلاء على السلطة في 15/05/2003م لإسقاط الرئيس الراحل (باتاسيه)، وهؤلاء متفرقون من حيث الانتماءات القبلية والمناطقية وكذلك الأديان.

     ومما يُذكر أن هناك قبيلتين كبيرتين تقطنان في منطقتي الشمال الشرقي من البلاد، وهما: (رونغا) التي يعود الفضل إليها بعد الله -عز وجل- في الحفاظ على السلطنة الإسلامية في شمال البلاد؛ حيث عاصمة السلطنة (إنديلي)، ولها وجود قوي في داخل الدولة من حيث الكوادر المسلمة، أما القبيلة الأخرى فهي: (قُولا)، وهي أيضاً من القبائل الشمالية التي لها عدد من الكوادر المسلمة في الدولة، ومن بينهم عدد من الثوار الحاليين الذي تسلّموا الحكم في (بانجي).

     وقد اعتمدت الحكومة على سياسة (فرّق تسد) في تعاملها مع أبناء الشمال الشرقي، فأثارت الفتنة بين القبيلتين لإشغالهما عن المطالبة بحقوق أهل الشمال من تقاسم الثروة، والمشاركة السياسية في الحكم، والتنمية المفقودة نهائياً في هذه المناطق؛ مما أشعل بينهما صراعاً دموياً، راح ضحيته عشرات الآلاف من القبيلتين، وزاد الطين بلّة دخول عناصر من (جيش الرب) الأفرووسطي، فضلا عن أطياف من المعارضة السودانية والتشادية في منطقة المثلث (إفريقيا الوسطى – تشاد - السودان)، وهي من أكثر المناطق لهيباً؛ حيث تتردد عليها أحياناً المعارضة المسلحة لحكومة جنوب السودان، فضلا عن وجود كثيف للثوار التشاديين، ونزح إليها في الآونة الأخيرة مجموعات من الحركات المسلحة من شمال مالي بعد دخول القوات الغربية إلى شمال مالي.

     وبعد فقدان عشرات الآلاف ما بين جريح وقتيل توصلت القبيلتان إلى اتفاق بينهما لوقف القتال، وشكّلتا مجموعتين ثوريتين مع القبائل الأخرى المقيمة في هذه المنطقة، وصبّا جام غضبهما على الحكومة والجيش النظامي، فاستمرت الحرب بين الحكومة وهاتين المجموعتين، إلا أن الحكومة استطاعت توقيع اتفاقية سلام مع إحدى الجبهتين بشروط، ومن بينها مطلب أساس للتحالف، وهو تنفيذ الوعود التي قطعتها الحكومة على نفسها في السنوات الماضية بتسديد المستحقات المالية للجنود التابعين للحركات المعارضة، ودمج هؤلاء الجنود في الجيش الوطني، وإطلاق سراح المعتقلين من العسكريين وغيرهم.

     غير أن الحكومة لم تستجب لهذه المطالب، ولم تفِ بما تمّ الاتفاق عليه في اتفاقية ليبرافيل، مما أدخل المنطقة في صراع مفتوح على كلّ الجبهات، فاتحدّت الجبهتان في حركة واحدة سمّت نفسها بـ (سيليكا)، أي (العقد) بلغة (السنغو) المحلية، أي تعاقدوا وتعاهدوا لإسقاط الحكومة المركزية في (بانجي)، وبناءً على هذه الوحدة وجدوا دعماً قوياً بالعتاد والسلاح من متمردي كلٍّ من دولة جنوب السودان، ومتمردي تشاد، على أن تضمن الحركة الوليدة بعد وصولها إلى سدّة الحكم دعم الحركتين بالمقابل في صراعهما مع حكومتيهما المركزيتين بناءً على تعاهد بينهما.

 تركيبة الثوار القبلية والمناطقية وأثرها في إسقاط حكومة (بوزيزيه):

     تعيش في إفريقيا الوسطى عدد من القبائل، منها قبائل مشتركة بين عدد من الدول، ومن بين هذه القبائل قبائل الشمال التي اعتنقت الإسلام في القرن الثالث عشر الميلادي، من بينها قبيلة (الرونغا)، ويتمركزون في منطقة (إنديلي) عاصمة الشمال؛ وكذلك قبيلة (فاكاقا)، ويتمركزون في عاصمة الشمال الشرقي مدينة (براو)، وهي من أكبر المدن الغنية بالألماس والذهب.

     وهناك مجموعات من المسلمين الذين وفدوا إلى هذه المناطق في القرن الثامن عشر والتاسع عشر لعدد من العوامل، وأسهموا في استقلال البلد من الاستعمار الفرنسي في عام 1960م، فضلا عن وجود بعض القبائل المسلمة من غرب إفريقيا، ممن قدموا بدواعي الذهاب إلى الحجّ فاستقروا في إفريقيا الوسطى، ولاسيما من قبيلتي (الهوسا) و(الفلاتا)، ويشكّلون النسبة الأعلى في الحدود الغربية الجنوبية لإفريقيا الوسطى مع دولة الكاميرون.

     وقد وجدت معظم هذه القبائل والمجموعات الإثنية المسلمة تهميشاً من النّخب الحاكمة للبلاد منذ الاستقلال، بل قبل الاستقلال في أثناء اتخاذ فرنسا لسياسة (المناطق المقفلة)، ومنعها المسلمين من الاتجاه نحو الجنوب؛ حيث موطن الوثنيين ومن بينهم الأقزام، فأصبح هذا التهميش عُرفاً وسياسة متّبعة لدى الحكومات المتعاقبة، بل وصل الأمر في أيام الرئيس الراحل (باتاسيه) إلى شن حملات منظمة لتصفية الوجود الإسلامي، سواء في الحكومة أم في الحياة العامة؛ حيث يسيطرون على التجارة؛ مما أوقعهم في عدد من المصادمات التي راح ضحيتها عدد من المسلمين، وهي إحدى الأسباب التي دفعت الحكومة التشادية إلى مساعدة الرئيس السابق (بوزيزيه) للوصول إلى سدّة الحكم وفرار (باتاسيه) إلى الجابون، وبعد عودته بعام وفق اتفاقية سلام توفي في العاصمة (بانجي).

     إلا أن (بوزيزيه) لم يستفد من الدروس السابقة، فأسهمت حكومته في تأجيج الصراع الديني مرة أخرى لكونه قسّاً سابقاً، ودفع بقواته للاعتداء على ممتلكات المسلمين، ولعل أشهر تلك الحوادث ما جرى في عام 2010م، وراح ضحيتها المئات من المسلمين وغيرهم، مما اضطر الحكومة التشادية إلى إرسال وزير الدفاع حينها لإرسال رسالة مبطنة لوقف الاعتداءات أو الرحيل.

     وفي أواخر عام 2012م، تحديداً في شهر أكتوبر، بدأت القوات التشادية المتمركزة في العاصمة (بانجي) لحماية القصر الجمهوري والمنشآت الرئيسة في الخروج من إفريقيا الوسطى، فاتحة المجال لحركة المعارضة بالوصول إلى سدّة الحكم، تحت قاعدة (بيدي لا بيد عمرو)؛ حيث لاحظت الحكومة التشادية التذمّر الشديد لدى كلّ أطياف المعارضة والشعب - المسلمين وغيرهم - من الأوضاع المعيشية الصعبة، مع أن إفريقيا الوسطى من أغنى الدول الإفريقية بالمعادن والمياه، فتحركت قوات المعارضة بناءً على هذه الإشارة من الحكومة التشادية صوب العاصمة، وأوقفتهم الحكومة التشادية في منطقة (بوالي) على بعد 60كم2، لحين عقد المساومات بين الأطراف الخارجية (تشاد، وفرنسا، وأمريكا)، فاستقر الرأي على منح مهلة أخرى للرئيس لعلّها تسهم في إعداد النّخبة الجديدة التي تحكم البلاد، وضمان حصة كلّ طرف، فاتفقوا على عقد (مؤتمر ليبرافيل)، ومن أهم بنوده تسليم رئاسة الحكومة للمعارض (نيكولا تشانغاي)، وهو من أكثر المحامين شهرة في الدولة، وكان يترأس مكتب حقوق الإنسان مدة، كما أنه رئيس لأكبر الأحزاب المعارضة في البلاد.

 

ظلال مؤتمر ليبرافيل على المصالحة الوطنية:

عُقد مؤتمر المصالحة في العاصمة الجابونية (ليبرافيل) في 11/1/2013م، ومن أهم البنود التي اتفقوا عليها:

- اختيار رئيس الوزراء من المعارضة الديمقراطية المدنية.

- يُسلّم منصب وزير الدفاع للمعارضة المسلحة (سيلكا).

- الحكومة التي ستُشكّل لا بد أن تضم جميع أطياف المجتمع الأفرووسطي ومكوناته، بمن فيهم زعماء الأديان الممثلة في البلد والمعترف بها، وهي: النصرانية (الكاثوليك، والبروتستانت)، والإسلام، فضلا عن المعارضة المدنية، ومجموعة من أعضاء حكومة بوزيزيه، فضلا عن الثوار.

- مدة هذه الحكومة اثنا عشر شهراً، بعدها يُنتخب مجلس برلمان يشرف على الانتخابات الرئاسية المقترح إقامتها في عام 2016م.

- ألا يترشح الرئيس (بوزيزيه) لفترة رئاسية جديدة؛ لأنه حسب الدستور المعمول لا يسمح له بترشيح نفسه أكثر من مرتين.

- عدم إشعال النعرات القبلية في أوساط الشعب، المسلمين وغيرهم.

     وقد مثّل المعارضة في هذه المفاوضات الزعيم الحالي للمعارضة (ميشيل اندوتوجيا) الذي تولّى السلطة بعد هروب (بوزيزيه)، وهو من أبناء المسلمين في شمال البلاد، وكان قنصلاً لإفريقيا الوسطى في ولاية (نيالا) بغرب السودان، ومن هناك انضم إلى المعارضة المتمركزة في الحدود السودانية التشادية منذ  عام 2008م؛ حيث انضم إليهم في وقت متأخر، وذلك له دلالات معينة!

     وكان من ضمن أهم البنود التي طُرحت لأول مرة بند يتعلق بأن يكون للإسلام مكانة حقيقية بين الأديان المعترف بها في الدولة، وأن يُحتفل رسمياً بعيدي الأضحى والفطر، ويُدرجان ضمن أعياد الدولة الرسمية، وعدم التعرض أو اضطهاد المسلمين، ولاسيما فيما يتعلق بالأوراق الثبوتية؛ حيث لم يكن الحصول على الجواز في السابق متاحاً إلا بمرور الأوراق الرسمية وطلب استخراج الجواز على لجنة عليا في القصر الجمهوري بعضوية وزير الداخلية والأمين العام والاستخبارات، فضلا عن أحد القساوسة المعيّن مستشاراً أميناً في هذه اللجنة، وإلغاء هذه الإجراءات العسيرة المتعنتة في استخراج الأوراق الثبوتية كان من ضمن الشروط الأساسية للمفاوضات، التي وافقت عليها الحكومة السابقة بقيادة بوزيزيه، كان الشخص الذي اقترح هذه المقترحات ضمن وفد (سيليكا)، وكان شديد التمسك بها، هو حسن عثمان، أحد قيادات المسلمين، وأحد الكوادر العلمية المهمة في إفريقيا الوسطى؛ حيث يحمل درجة الماجستير في الاقتصاد من جامعة (بانجي)، لكن هذا القيادي المسلم اختفى بعد انتهاء المفاوضات في ظروف غامضة، ولا يُعرف مصيره حتى الآن!.

     ولعل هذه الخطوات من قِبَل المسلمين المشاركين في الثورة، وإصرارهم على إدراج مطالبهم الأساسية من الحريات والحقوق الأساسية ضمن بنود الاتفاقية، أزعجت الدوائر الغربية، ومن بينها راعي الكنيسة الكاثوليكية البابا فرنسيس الأول الذي دعا إلى «وقف فوري لأعمال العنف والنهب»، في تصريح علني هو الأول من نوعه من راعي الكنيسة بعد تسلّمه منصب البابوية، علماً أن معظم رؤساء إفريقيا الوسطى من القساوسة، بل إن كثيراً من الوزراء من المتدينين الذين ينتمون لعدد من المذاهب النصرانية، ومثال ذلك وزير المالية السابق الذي وظّف إمكانيات وزارة المالية لبناء أضخم كنيسة في وسط حي شعبي في العاصمة بانجي، وكذا الحال بالنسبة لكثير من كوادر الدولة، حيث تخرجوا في المدارس الكنسية والمعاهد اللاهوتية.

     ومن الذين شاركوا في المفاوضات، وفي قيادة الثورة والهجوم الأخير على العاصمة «بانجي»، قياديان من المسلمين يترأسان المجموعتين اللتين سبق ذكرهما، وهما محمد موسى دفان ونور الدين آدم، وفصائلهما ليست تابعة لمجموعة (العقد) (سيليكا)؛ حيث دخلا المفاوضات مستقلين، وحضرا ضمن أطياف المعارضة العسكرية والمدنية.

     هذا، وقد تم تشكيل الحكومة المؤقتة من 28 وزيراً، بمن فيهم وزراء الدولة، وأسندت لأول مرة في تاريخ الدولة 14 وزارة للمسلمين، فضلا عن وزارة سيادية، وهي وزارة الداخلية، التي عيّن وزيراً لها القائد نور الدين آدم - الذي تحدثنا عنه -، فضلا عن أن معظم مستشاري الرئيس هم من المسلمين، وكان رئيس الجمهورية قد التقى وفداً رفيعاً من المسلمين ما بين تجّار وبرلمانيين وعلماء، وأسفر هذا اللقاء عن تلك التشكيلة الوزارية.

التطورات الأخيرة:

     «ونتيجة لعدم وفاء بوزيزيه بتعهداته فقد شن تحالف (سيليكا) هجوما على القوات الحكومية حتى تمكن من إسقاطه والسيطرة على العاصمة بانجي وتولى ميشيل إدارة البلاد وبهذا يكون أول حاكم مسلم لهذه البلاد؛ حيث إن حكام إفريقيا الوسطى منذ استقلالها عن فرنسا كان جميعهم من النصارى المعروفين بتعصبهم للكنيسة، ومع وصول الثوار من مجموعة (سيليكا) إلى سدة الحكم في مارس عام (2013) ظلت فرنسا تعلن صراحة أنها لن تعترف بهذه الحكومة، بل إنَّ وزير الخارجية أعلن أكثر من مرة دعوة صريحة إلى تدخل دولي بقيادة فرنسا في الأزمة الحالية، مع أنه لا توجد أزمة في الميدان على النحو الذي تكرره فرنسا، ونتيجة للضغوط الفرنسية وخوفا من فقدان هيمنتها على البلد الذي كان مستعمرة فرنسية في الأصل؛ فقد عملت باريس على استصدار قرار من الأمم المتحدة في 5 ديسمبر 2013 بتفويض فرنسا بالتدخل عسكرياً في إفريقيا الوسطى؛ وتعززت هذه الخطوات بالدعوة العلنية من قبل  الرئيس (هولاند) بأن على الرئيس (ميشيل) الاستقالة لإجراء انتخابات مبكرة، وهو أمر يخالف ما اتفق عليه فرقاء الأزمة في إفريقيا الوسطى، في مدينة (برازافيل) الذي على ضوئه انتخب الرئيس الحالي (ميشيل) من قبل المجلس الانتقالي الذي يقوم بأعمال البرلمان رئيساً للبلاد في يوم السبت: (13 أبريل2013)، وأن هذه حكومة انتقالية لمدة عام ونصف العام، بعدها يتم إجراء انتخابات عامة، ومن ضمن الشروط ألا يترشح الرئيس الحالي لمنصب الرئاسة بعد انتهاء الفترة الانتقالية، وتم توقيع هذه الاتفاقية بمباركة الدول الغربية فضلا عن دول مجموعة (السيماك) الراعية لهذه المفاوضات، وبعد استصدار القرار الأممي بدأ التدخل الفرنسي في البلاد في الـ8 ديسمبر 2013م. ومع إعلان التدخل الفرنسي شنت المليشيات المسيحية المؤيد للرئيس السابق  بوزيزيه أعمال عنف في البلاد ضد المسلمين راح ضحيتها المئات ، في محاولة لايجاد واقع جديد على الأرض، ثم تأتي القوات الدولية لتثبيت هذا الواقع  متمثلا في إنهاء الوجود الإسلامي في البلاد،  لكن هذه المحاولة باءت بالفشل؛ مما اضطر الكنيسة والقوات الفرنسية للدعوة إلى التفاوض من جديد لإنهاء الفوضى في البلاد.»

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك