رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د.بسام خضر الشطي 26 أكتوبر، 2015 0 تعليق

الصحابة من أحبهم أحبه الله، ومن أبغضهم أبغضه الله

     يستغل بعضهم مناسبة عاشوراء للطعن والسب، وتأليف قصص لاستمرار نهج اللعن والطعن لتتوارثه أجيالهم، والصحابة قال ابن عمر -رضي الله عنهما- فيهم: «خير هذه الأمة قلوبا، وأعمقها علما، وأقلها تكلفا، قوم اختارهم الله -عز وجل- لصحبة نبيه ونقل دينه».

     الصحابة جيل عظيم، رباهم النبي صلى الله عليه وسلم وأحسن تربيتهم، فأصبحوا صدارة هذه البشرية بعد الأنبياء والرسل، لقد اجتمعت فيهم عوامل الخير، قال -تعالى- عنهم: {رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود}(الفتح: 29)، ولقد رضي الله عنهم في قوله: {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم}(التوبة: 100)، هم خير القرون؛ ففي الحديث: «خير الناس قرني هم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم» رواه البخاري.

     وهم آمنة للأمة؛ ففي حديث مسلم: «النجوم آمنة للسماء، فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد، وأنا آمنة لأصحابي، فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي آمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون»، والصحابة هداه معلمون، مصلحون ثابتون، وقد أنزل الله عليهم السكينة وتاب عليهم وغفر لهم، لقد بذلوا المال والمتاع والنفس وكل نفيس من أجل هذا الدين العظيم ونصرته وتبليغه والذود عنه، قال تعالى: {لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين انفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى والله بما تعملون خبير}(الحديد: 10).

     والصحابة لهم من الشرف والكرامة وقوة الإيمان واليقين والصدق والإخلاص الكثير؛ فأعزهم الله ورفع مقامهم، وكانوا يتسابقوم في الخيرات ولم يضعفوا ولم يستكينوا، قال تعالى فيهم: {فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما استكانوا}(آل عمران: 146)، والصحابة لا يحبهم إلا مؤمن؛ ففي حديث البراء، قال سمعت النبي[ قال: «الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن، ولا يبغضهم إلا منافق، فمن أحبهم أحبه الله، ومن أبغضهم أبغضهم الله»، وهناك من يتعدى حدوده في الطعن فيهم والنيل منهم على شاشات التلفاز والمنابر والصحف وعبر وسائل الاتصالات الحديثة؛ فيجب التصدي لهم من قبل أجهزة الدولة المختلفة، حتى لا تكون فتنة ولا تصبح عبادة وعادة في كل محرم ويتم التغاضي عنهم.

ففي صحيح البخاري: «لا تسبوا أصحابي، فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مدّ أحدهم ولا نصيفه».

ولقد جاءت الأحاديث لتبين صراحة وبالأسماء أن هؤلاء الصحابة في الجنة، ومن ذلك:

«أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وسعد بن مالك في الجنة، وسعيد في الجنة، وعبدالرحمن بن عوف في الجنة، وعامر (أبو عبيدة بن الجراح) في الجنة».

الصحابي هو من رأى النبي صلى الله عليه وسلم  ومات على الإسلام، وقد توفي رسول الله وترك ما يزيد عن مائة وأربعين ألفا من رجل وامرأة.

     وعقيدة المسلم في الصحابة كما جمعها الطحاوي: «ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم  ولا نفرط في حب أحد منهم، ولا نبرأ من أحد منهم، ونبغض من يبغضهم وبغير الحق يذكرهم، ولا نذكرهم إلا بخير، وحبهم دين وإيمان وإحسان، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان».

     والواجب أن نعرف للصحابة فضلهم ونحفظ قدرهم، ونعرف لهم مكانتهم، ولهذا قال أبو زرعه الرازي: «إذا رأيتم الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم  فاعلموا أنه زنديق؛ لأن القرآن حق، والدين حق، وإنما أدى إلينا ذلك الصحابة وهؤلاء أرادوا أن يجرحوا شهودنا فهم بالجرح أولى فهم زنادقة».

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك