رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 20 مايو، 2014 0 تعليق

الشيخ نقي كالوش: رابطة الأئمة في ألبانيا تواجه تحديات الفقر والجهل والمرض


الرابطة تضم أكثر من 120 داعية وإمام مسجد من خريجى الكليات الإسلامية فى الكويت والسعودية وغيرهما

مسلمو ألبانيا يتمسكون بهويتهم الحضارية ويتحدون التغريب ويؤسسون مرجعية إسلامية موحدة

نتواصل ثقافيا مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والمؤسسات الإسلامية والخيرية الكويتية

كما هو حال كثير من الشعوب التي اعتنقت الدين الإسلامي، تعرف الألبانيون على الإسلام في أول الأمر عن طريق التجار المسلمين القادمين من الأندلس وجزيرة صقلية ومناطق حوض البحر المتوسط؛ حيث ما زالت هناك آثار لمسجدين بمدينة بيرات بوسط ألبانيا يرجع تاريخهما إلى ما قبل دخول الأتراك إليها.

     ولكن انتشار الإسلام باتساع وسط الألبانيين لم يتم إلا بعد الفتح العثماني لألبانيا (عام 827هـ - 1423م)؛ حيث بدأ تحول الألبان بعد ذلك للإسلام تدريجياً، ولكنه استمر حتى دخل معظم الألبانيين في الإسلام طواعية بمحض إرادتهم ودون إكراه من الأتراك الفاتحين، وظلت ألبانيا مملكة من ممالك الخلافة العثمانية حتى عام 1920م، وتتراوح نسبة المسلمين الآن بين 70 - 75% من 4 ملايين نسمة إجمالي عدد السكان.

     الداعية الإسلامي والإمام والخطيب الألباني ومدير العلاقات العامة في رابطة الأئمة في ألبانيا (نقي كالوش) زار الكويت في إطار التواصل الثقافي الإسلامي مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية وغيرها من المؤسسات الإسلامية والخيرية الكويتية، بهدف مد جسور التعاون لأجل تطوير قدرات الأئمة والدعاة الألبانيين من خلال إقامة الدورات الشرعية والفقهية والدعوية والتنمية الذاتية.

     وقال الشيخ كالوش الذي تخرج في كلية الشريعة الإسلامية جامعة الكويت، وكان من الطلبة الذين رشحوا للمنحة الكويتية للدراسة في المعهد الديني عام 1994م أن رابطة أئمة ألبانيا (LHSH): تُعد مؤسسة أهلية إسلامية دعوية مستقلة معترفاً بها رسميا ومرخصة من المحكمة المدنيّة عام 2010 م؛ وذلك لممارسة نشاطاتها وتنفيذ مشاريعها، وتحقيق أهدافها الثقافية والاجتماعية في مدن ألبانيا وخارجها كافة.

مشاريع إنسانية وتكافلية

     وتقوم الرابطة – كما يوضح الشيخ (كالوش) - بالتنسيق بين الأئمة والخطباء الذين يتولون الوعظ والإرشاد في المساجد؛ حيث تشرف على ما يزيد علي ثمانين مسجدًا في أنحاء ألبانيا من أصل سبعمائة مسجد ما زالت بحاجة إلى رعاية، وتضم ما يزيد على 120 داعية وإمام مسجد، من خريجى الجامعات الإسلامية الذين درسوا فى مختلف الدول العربية كالكويت والمملكة العربية السعودية، ويعملون متطوعين، كما تقوم بالعديد من الأنشطة والمشاريع الإنسانية والتكافلية التى يحتاجاها مسلمو ألبانيا لمواجهة أزمات الفقر والجهل، وذلك بجانب مشاريع الرابطة الدعوية والثقافية والتربوية.

     ورصد الشيخ (كالوش) حزمة من أهداف رابطة أئمة ألبانيا، وتتمثل في العمل الجاد للحفاظ على الهوية الإسلامية لأبناء المسلمين، وإنشاء مرجعية إسلامية موحدة في ألبانيا تكون مصدرا رئيسا وموحدا للمواقف الدينية والفتاوى، وترسيخ روح التعاون والائتلاف والتشاور بين الدعاة ونبذ الفرقة والاختلاف المذموم، وتكريس قيم الاعتدال والوسطية في المواقف المختلفة، وتدبير الدعم المادي والمعنوي للأئمة والدعاة في مواجهة الظروف الاقتصادية القاسية، ورعاية المساجد والمراكز الإسلامية وتوفير الموارد المالية لبناء مساجد جديدة وترميم القديمة، والعمل على إظهار دور الإمام الحقيقي وتمكين الأئمة من حقوقهم القانونية والمادية كافة، وتطوير كفاءة الأئمة والدعاة وتأهيل الجدد منهم دعويا وفقهيا، والتنسيق مع الهيئات والمؤسسات ذات الصلة في ألبانيا وخارجها، والعمل على ترسيخ المودة والأخوة في المجتمع الألباني ودعم جهود التعايش والاندماج الإيجابي، وتكوين هيئة للفتوى والبحوث حول واقع المسلمين.

موجة تغريبية إضافية

     وأشار إلى أن ألبانيا تعد من أفقر دول أوروبا؛ حيث يبلغ متوسط دخل الفرد فيها 480 دولار سنويا، لافتا إلى أن الرابطـة تتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والصندوق الكويتي للتنمية والهيئة الخيرية الإسلامية العالمية وجمعية فهد الأحمد الإنسانية وبيت الزكاة وجمعية إحياء التراث الإسلامي وجمعية النجاة الخيرية ومبرة الأعمال الخيرية والسفارة الكويتية، وجامعة القصيم في السعودية ومؤسسة الوقف الإسلامي في السعودية ومؤسسة راف القطرية وغيرها، مشددا على أهمية دعم المشاريع الإنسانية وكفالة الدعاة في ألبانيا بِعَدِّها قائمة على ثغرة مهمة من ثغور الإسلام في ظل التحديات الجسيمة التي تواجه مسلميها، ولاسيما أن الحكومة الألبانية تسعى للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وفق شروطه التي قد تفرض على المسلمين موجة تغريبية إضافية، تشكل خطرا على هويتهم وثقافة أبنائهم ونسائهم، ولاسيما شريحة الشباب.

     وتابع الشيخ كالوش: المؤسسات الكويتية لها فضل كبير في تحسين أوضاع المسلمين في ألبانيا؛ حيث كفلت -ومازالت- آلاف الأيتام، وأسهمت في بناء مئات المساجد وعشرات المراكز الصحية، ولم تدخر جهدا في تقديم المساعدات الإنسانية للفقراء والمحتاجين وتنفيذ المشاريع الموسمية كإفطار الصائم والأضاحي، فضلا عن إسهامها في طباعة الكتب وترجمتها إلى الألبانية، معربا عن شكر الشعب الألباني للكويت - أميرا وحكومة وشعبا ومؤسسات- لعطائها المتواصل في ألبانيا.

     وحول أوضاع المسلمين في ألبانيا، عكس الشيخ (كالوش) خطابا متفائلا يشير إلى تحسن أحوال المسلمين وانتشار المساجد والمراكز الإسلامية في مدن ألبانيا كافة، وانطلاق برامج إسلامية في التليفزيون الألباني، وانتشار المؤسسات الإسلامية التركية بما لها من تأثير ايجابي في الشارع الألباني، وإنشار مدارس وجامعات إسلامية كجامعة البدر بالتنسيق مع المشيخة الإسلامية.

أول إذاعة للقرآن الكريم

     ولفت إلى أن الكويت أطلقت أول إذاعة للقرآن الكريم في ألبانيا بدعم من لجنة زكاة الشامية والشويخ التابعة لجمعية النجاة الخيرية، وبالتعاون مع الحكومة الألبانية، وذلك لخدمة الدين الإسلامي في بلاد البلقان، والعمل على إعادة هذه الدول إلى هويتها الإسلامية، بعد أن كان الحكم الشيوعي قد مسخها، مشيرا إلى أن فريق العمل من المذيعين والمعدين من خريجي كلية الشريعة بدولة الكويت، وكذلك من خريجي كليات الشريعة في المدينة المنورة ومنطقة القصيم في المملكة العربية السعودية، ومنهم من كان يعمل إماما وخطيبا في مساجد ألبانيا.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك