رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: وليد دويدار 17 أبريل، 2011 0 تعليق

الشيخ عبدالله السويلم لـ «الفرقان»:يجوز الأخذ من الزكاة للإصلاح.. فالغارمون من مستحقي الزكاة

 

خلال زيارة الشيخ عبد الله السويلم لجمعية إحياء التراث الإسلامي –فرع الجهراء- قامت «الفرقان» بإجراء هذا اللقاء مع الشيخ - حفظه الله تعالى - الذي أكد أهمية إصلاح ذات البين الذي وصفه بأنه عبادة عظيمة يحبها الله تعالى، وبين فضيلته أن الإصلاح المطلوب هو الذي يعم في المجتمع كله، قائلا: إنه ينبغي مراعاة اختيار أهل الخبرة في الإصلاح بين الناس، وأصحاب التأثير في الموضوع.

 - في البداية ما إصلاح ذات البين؟ وما أهميته وفائدته؟

- الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: فإصلاح ذات البين هو الإصلاح بين المتخالفين سواء كان الخلاف شرعياً أم دنيوياً، قال الله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ} (الأنفال: 1)، وفائدته اجتماع القلوب والألفة بين الخلق، وعدم التنافر، وحقن الدماء.

- ما فضل الإصلاح بين الناس، والسعي في التأليف بينهم؟

- قال الله تعالى: {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} (النساء:114)، وَقالَ تَعَالَى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ} (الحجرات: 10). وَقالَ تَعَالَى: {وَالصُّلْحُ خَيْرٌ} (النساء: 128)، وَقالَ تَعَالَى: {فَاتَّقُوا اللهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ} (الأنفال: 1)، وغيرها من الآيات، فالإصلاح بين الناس عبادة عظيمة يحبها الله سبحانه وتعالى، فكم من بيت كاد يتهدّم، بسبب خلاف سهل بين الزوج وزوجة، وكاد الطلاق، فإذا بهذا المصلح بكلمة طيبة، ونصيحة غالية، ومال مبذول، يعيد المياه إلى مجاريها، ويصلح بينهما.

        كم من قطيعة كادت تكون بين أخوين، أو صديقين، أو قريبين، بسبب زلة أو هفوة، وإذا بهذا المصلح يرقّع خرق الفتنة ويصلح بينهما.

          كم عصم الله بالمصلحين من دماء وأموال، وفتن شيطانية كادت تشتعل لولا فضل الله ثم المصلحين، فهنيئـاً عبـاد الله لمـن وفقـه الله للإصلاح بين متخاصمين أو زوجين أو جارين أو صديقين أو شريكين أو طائفتين.. هنيئاً له.

- ما هي الفئات المقصودة بالإصلاح؟

- الإصلاح يعم كل الخلق، ولاسيما الأقارب لما يترتب عليه من صلة الرحم، والزوجين لما يترتب عليه من صلاح البيت، ثم بعد ذلك الإصلاح بين الشركاء، والأصدقاء، وغير ذلك، حتى الأطفال ينبغي السعي في الإصلاح بينهم إذا اختلفوا.

- هل يجوز الكذب للإصلاح بين الناس؟

- نعم يجوز الكذب للإصلاح، وفي الحديث وعن أمِّ كُلْثُوم بنت عُقْبَة بن أَبي مُعَيط - رضي الله عنها - قَالَتْ: سمِعتُ رسول الله [ يَقُولُ:  «لَيْسَ الكَذَّابُ الَّذِي يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ فَيَنْمِي خَيراً، أَوْ يقُولُ خَيْراً» مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.

وقال بعض السلف: نهى الله عن الصدق للإفساد، وأمر بالكذب للإصلاح.

       فالكذب المحرّم شرعاً يجوز في حالات منها الإصلاح، فليس الكذاب الذي ينمي خيراً أو يقول خيراً ليصلح بين طائفتين من الناس.

-  ما الطريقة الصحيحة للإصلاح بين الناس؟

- ينبغي للساعي بين الناس بالإصلاح أن يختار الوقت المناسب، ويتعرّف على سبب الخلاف، ويعدل في الإصلاح، وأن يسرع في الإصلاح إذا ترتب على ذلك مصلحة، قال تعالى: {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ} (الشورى:40)، فجعل من شروط العفو الإصلاح.

       كما ينبغي مراعاة اختيار أهل الخبرة في الإصلاح بين الناس، وأصحاب التأثير في الموضوع، وإذا احتاج الصلح لشيء من بذل المال يُبذل، ويجوز الأخذ من الزكاة للإصلاح فالغارمون من مستحقي الزكاة، وهم الذين يبذلون الأموال للإصلاح.

- ما الآداب التي ينبغي أن يتحلى بها القائم على الإصلاح بين الناس؟

- هناك آداب عدة ينبغي أن يتحلى بها الساعي بالإصلاح بين الناس، ومن ذلك: أن يكون عالماً بالقضية، مشهوراً بأخلاقه وأدبه ومنزلته الاجتماعية، وأن يكون مرضيّا ومحبوباً من الطرفين المتخالفين، كما ينبغي أن يكون قوياً في شخصيته، ومؤثراً.

- ما هو واجبنا تجاه الساعين بالإصلاح بين الناس؟

- ينبغي لنا أن نفرح بالساعين للإصلاح بين الناس، ونعينهم على هذا الإصلاح، ونشكر لهم جهودهم، وندعوا لهم، كما ينبغي أن نتقدم لهم بالاعتذار إذا لم يتم الصلح بين الأطراف المتخاصمة.

- كلمة يحب الشيخ أن يوجهها لأهل الكويت عامة، ولقراء مجلة «الفرقان» خاصة.

     أشكر بعد شكر الله عز وجل مجلة «الفرقان» والقائمين عليها الذين أتاحوا لي المجال للكلام في هذا الموضوع.

       فالخلاف بين الناس أمر طبيعي قال تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} (هود: 118- 119)، لكن هذا الاختلاف لا يفسد الود والمحبة، وإذا وقع شيء من ذلك فعلى المصلحين السعي الجاد للم القضية خاصة في المجال الأسري الذي يُخشى فيه تهدم البيوت بالطلاق أو القطيعة أو غير ذلك، قال تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا} (النساء:35)، وفق الله الجميع لكل خير، وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

 

ترجمة الشيخ الداعية عبدالله بن أحمد السويلم ترجمة الشيخ الداعية عبدالله بن أحمد السويلم –حفظه الله تعالى:

 •من مواليد الرياض عام 1383هـ.

•التحق بمدرسة طلحة بن عبيدالله الابتدائية بالرياض ثم المعهد العلمي بالرياض، حيث درس المرحلة المتوسطة والتحق بعد ذلك بمعهد الاتصالات بالرياض والتحق بالعمل في الهاتف السعودي.

• درس بعد ذلك في معهد الشفاء العلمي بالرياض، ثم كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض.

 •تتلمذ على يد سماحة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين - رحمه الله - وحضر دروساً كثيرة لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله - ولقاءات الباب المفتوح في كل خميس للشيخ ابن عثيمين رحمه الله.

 •درس كذلك على يد الشيخ عبدالله بن قعود وحضر شيئاً من دروس سماحة المفتي الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ - حفظه الله.

 •حفظ القرآن الكريم وهو في سن الحادية عشرة من عمره.

• الأعمال الخيرية والاجتماعية:

-المشاركات الدعوية عبر الإذاعة والتلفاز والندوات العلمية في جامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض.

-إلقاء المحاضرات في كثير من المدن والقرى في المملكة العربية السعودية.

-المشاركات الدعوية في الحج تحت مظلة وزارة الشؤون الإسلامية.

-تولى بعض المشاركات الدعوية في الخارج مع لجنة شباب مسلمي أفريقيا.

-الإشراف على إغاثة اليتامى والمحتاجين.

-المشاركات الدعوية مع الندوة العالمية للشباب الإسلامي في سنغافورة وماليزيا.

-الاهتمام بذوي السلوك المنحرف من خلال النشاطات الدعوية في السجون العامة ومستشفى الأمل والسفر ببعضهم في رحلات دعوية إلى مكة المكرمة.

-المشاركة في جمعية البر الخيرية بضاحية العريجاء والاهتمام بقضايا المحتاجين.

-أسس مركز الحي بثانوية الإمام الشوكاني منذ أربع سنوات وكان من آثاره توبة العشرات من مدمني المخدرات وغيرهم.

-التوجيه والإرشاد في احتفالات القرية الشعبية غرب الرياض.

-تبنى إقامة المخيمات الدعوية للشباب في منطقة الثمامة وغيرها من مناطق تجمع الشباب ويشرف عليها بنفسه ويستقبلهم ويصافحهم ويلاطفهم.

-وللشيخ مجلس للإصلاح الاجتماعي وقد كان من نتائجه:

 1-الإصلاح بين الأسر والعوائل عند الاختلاف على الأمور الشخصية.

 2-إصلاح الكثير من البيوت قبل وقوع الطلاق وشتات الأسر.

- ويعمل الشيخ حاليا عضوا بالمجلس البلدي بالرياض.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك