رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: وائل رمضان 24 يونيو، 2014 0 تعليق

الشيخ سيد حسين العفاني ل«الفرقان»: الأساس الذي ننطلق منه هو العلم والعمل والصبر على دعوة الناس، ولا قيام لدولة الإسلام بغير ذلك

علم من أعلام الدعوة السلفية في مصر، يعرفه تلامذته ومريدوه من المحيط للخليج، ومن لم يره وجهًا لوجه، رآه من خلال مؤلفاته الكثيرة التي تهتم بتزكية النفوس والأخلاق، له قدرة عجيبة في تجميع الآثار والأخبار عن السلف الصالح، وتقريب حياتهم وسيرتهم من أهل العصر، وكأنها رأي العين، مؤلفاته ترى فيها حس القائد، ونبرة الرائد، تريك هموم الأمة، وتنبيك بعلو الهمة، يرتق خرق القلوب في «رهبان الليل»، ويوقظ الهمة في «فرسان النهار»، ما إن تراه وتنظر إليه حتى ترى فيه الملامح الريفية البسيطة، فالزهد سمته، وثياب لا رفاه فيها، ومظهر لا ينبئ عن غنى أو رياش، لكنه ما إن يتحدث حتى ترى جبلاًَ من العلم ممزوجًا بثقافة واسعة ودراية عالية بفقه الواقع، إنه فضيلة الشيخ سيد حسين العفاني، الذي التقته الفرقان أثناء زيارته للكويت ضيفًا عزيزًا على وزارة الأوقاف الكويتية فكان هذا الحوار مع فضيلته:

- بداية ونحن مقبلون على شهر رمضان، كيف يمكن للمرء أن يعالج قلبه ليستطيع الاستفادة من هذا الشهر العظيم، ويحصل فيه المقصود من التقوى والبر؟

- الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد ففي الحديث الذي أشار إلى حسنه الشيخ الألباني – رحمه الله -: «إن لربكم في أيام دهركم نفحات، فتعرضوا لها لعله أن يصيبكم نفحة منها فلا تشقون بعدها أبدًا»، وقال أيضًا  صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي صححه الشيخ الألباني – رحمه الله -: «من أراد أن يعلم ما لديه عند الله فلينظر ما لله عنده»، وأهل السلوك يقولون: «إذا أردت أن تعرف مقامك فانظر أين أقامك»، وكل شجرٍ لا يثمر في وقت الثمار فالقطع أولى به، فالإنسان إذا لم يجد قلبه في هذه الأيام وهي مواسم طاعات تصب فيها الرحمات صبًا، فليبك على موت قلبه، ولا شك أن تزكية القلوب في بلاد يغلب عليها الترف يحتاج إلى مجاهدة؛ ولذلك فهناك أمور عملية لابد للإنسان أن يعملها حتى يرق قلبه، وينصلح حاله، من هذه الأمور:

- أن يحرص على حضور الصلوات الخمس في جماعة وفي الصف الأول، وأن يحرص على تكبيرة الإحرام، قال إبراهيم النخعي إذا رأيت الرجل يتهاون في تكبيرة الإحرام فانفض يدك منه.

- المحافظة على الأذكار عقب الصلوات والمحافظة على أذكار الصباح والمساء؛ لأن الإنسان محفوظ بالذكر، وإذا غفل عن الذكر تخطفته الشياطين.

- قيام الليل شيء أساسي في رقة القلب، ولابد للمرء أن يكون له ورد منه يحافظ عليه مهما كانت الظروف، يروى أن زوجة سلطان مصر والشام محمود زنكي قامت مرة غضبى من نومها، فسألها عن سر غضبها فقالت فاتني وردي البارحة فلم أصل من الليل شيئًا، وكذلك كان نور الدين زنكي، فيروى عن ابن الأثير والحافظ ابن كثير أنه كان مدمنًا على قيام، وهذا سلطان وكان مشغولاً بالمخاطر التي تهدد الأمة الإسلامية ومع ذلك كان مدمنًا لقيام الليل.

-  ثم لابد من كثرة صيام التطوع، فلم يبك العباد عند موتهم على شيء كما بكوا على صيام الصيف، وهذه فرصة وجودكم في الكويت فاغتنموها والجو كما ترون، وهذا باب واسع جدا لرقة القلب، وغزارة الدمع.

- كذلك لابد من التحلي بحسن الخلق مع الناس جميعًا وكذلك مع المخالف، وطول الصمت، والكف عن أعراض المسلمين وسلامة الصدر للمسلمين جميعًا.

- كذلك فإن من الأمور المهمة وجود بيئة إيمانية يتربى فيها الفرد المسلم على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم  وعلى العلم النافع من العقيدة والفقه وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم  وكتب الرقائق التي تذكر المرء بالآخرة.

- كذلك لابد أن يربي المسلم نفسه على البذل؛ لأن من ضن بماله ضن ببدنه.

- كيف يستقبل المسلم رمضان؟

- كما ذكرنا سابقًا في الحديث الذي أشار إلى حسنه الشيخ الألباني – رحمه الله-: «إن لربكم في أيام دهركم نفحات، فتعرضوا لها لعله أن يصيبكم نفحة منها فلا تشقون بعدها أبدًا»، وأطيب النفحات (رمضان) لحديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم : «ما أتى على المسلمين شهر خير لهم من رمضان»، فنقول: يا من طالت غيبته عن الله، هذه أوقات المصالحة، ويا من طالت خسارته هذه أوقات التجارة الرابحة، فلابد للإنسان أن يقبل على الله -عز وجل- ويتعرض لرضوانه، من خلال القيام والصيام وقراءة القرآن وكثرة الصدقة استعدادًا لهذا الشهر الكريم، ولاسيما أن النبي صلى الله عليه وسلم  كان أكثر شهر يصومه قبل رمضان هو شهر شعبان.

- بماذا تنصح من يضيع وقته بين اللهو والتجول في الأسواق ومشاهدة المباريات في نهار رمضان وليله؟

- أقول لهم: إن النَفَسْ قد يخرج ولا يعود، والعين قد تطرف فلا  يرتد طرفها إلا بين يدي الله عز وجل، فعلى الإنسان أن ينظر كم ضيع من ساعات ودقائق وثوان، فقد روى الترمذي عن أبي الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم  أنه قال: «من قال سبحان الله وبحمده غرست له نخلة في الجنة»، فالذين يحرصون على المتاع العاجل لابد أن ينظروا إلى المتاع الآجل، ففي ربع ساعة تسبح ألف تسبيحة تغرس لك بها ألف نخلة في الجنة، وقال صلى الله عليه وسلم : «لو أن الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى الكافر منها شربة ماء»، فما بال الذين يضيعون أوقاتهم يضيعون الخير الكثير؟

- كيف يحيي الإنسان معنى المراقبة في رمضان؟

- لا شك أن الصوم من أهم العبادات التي تحيي معنى المراقبة لله -عز وجل- وهي درجة من درجات الإحسان، قيل للإمام أحمد ماذا تقول في الشعر، قال مثل ماذا؟ قالوا كقول الشاعر:

إذا ما قال لي ربي

                          أما استحييت تعصيني

وتخفي الذنب من خلقي

                         وبالعصيان تأتيني

فما قولي له لما

                          يعاتبني ويقصيني

     فأخذ الإمام أحمد نفسه ودخل الدار وسمع لصوته نحيبًا من خلف الجدار وهو ينشد تلك الأبيات، لذلك فإن من الأوراد الثابتة شرعًا أوراد المراقبة؛ لذلك فالمراقبة مطلب عظيم من مطالب الصوم وبه يتحقق صلاح الدنيا وصلاح الآخرة.

- هناك أناس يطلقون ألسنتهم في أعراض المسلمين بالغيبة والنميمة إلى غير ذلك، فبماذا تنصحهم؟

- لا شك أن هذا الفريق من الناس يظن أن الصوم هو الكف عن الطعام والشراب فقط، فتجدهم في أغلب الأوقات يطلقون ألسنتهم في أعراض المسلمين، ولقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : «إن أربى الربى الاستطالة في عرض المسلم»، وقال صلى الله عليه وسلم : «عليك بحسن الخلق، وطول الصمت، فو الذي نفسي بيده ما عمل الخلائق بمثلها»، لذلك على المرء أن يمسك لسانه عن أعراض الناس، وكان أحد السلف يضع الحصاة على لسانه حتى تمنعه من فضول الكلام فضلا عن الوقوع فيما لا يحل.

     أما من يصوم لله تبارك وتعالى محققًا معاني الصيام الحقيقية، يعلم أن الصيام قربة إلى الله تعالى، ويستحضر المعاني الجميلة للصيام، كقوله صلى الله عليه وسلم : «ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك»، وقد اختلفوا هل هو في دار الدنيا أم في دار الآخرة؟ وجمهور أهل العلم أنه في دار الدنيا وفي دار الآخرة، وفي الجنة تهب على المؤمنين رائحة لا يجدون أطيب منها فيقولون: ما هذه الرائحة؟ فيقال هذه رائحة أفواه الصائمين، الجنة التي هي أرض الطيب تتطيب بأفواه الصائمين.

- هناك بعض المسلمين يزهد في صلاة التراويح، فبماذا تنصح هؤلاء؟

- أقول لمن يزهد في هذا الخير: ابك على ظلام قلبك؛ لأن باب قيام الليل باب عظيم لرقة القلب، ولغزارة الدمع، وتذكر أخي أن سيدنا عثمان بن عفان -رضوان الله عليه- كان يقوم الليل بركعة واحدة يقرأ فيها القرآن كاملاً! وكان للشافعية في ليل رمضان ونهاره ستون ختمة، ختمة بالليل، وختمة بالنهار، وقال في ذلك الإمام الذهبي: «هذا النفس الذكي متواتر عن الشافعي»، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين»، والقنطار من الأجر خير من الدنيا وما فيها، وقال صلى الله عليه وسلم : «إِنَّ فِي اللَّيْلِ لَسَاعَةً لا يُوَافِقُهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- فِيهَا خَيْرًا مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ إِلا أَعْطَاهُ، وَذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ»، وقال صلى الله عليه وسلم : (عليكم بقيام الليل، فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى الله تعالى، ومنهاة عن الإثم، وتكفير للسيئات «ومطردة للداء عن الجسد»)، وقد صححه الألباني في صحيح الجامع، وضعف ما بين القوسين الصغيرين في ضعيف الجامع.

     وللذين يبحثون عن الفوائد المعنوية أكدت الدراسات أن قيام الليل يفيد في أمراض المفاصل ولاسيما أن أكثر من 65 % من المصريين ولاسيما كبار السن مصابون بهذا المرض، وقد عقد مؤتمر في كلية طب القصر العيني حضره أطباء على مستوى العالم قدمت فيه طبيبة اسمها سلوى عبد المعبود من كلية طب حلوان دراسة على عينة من ستين شخصًا ثلاثون منهم يقيمون وثلاثون لا يقيمون الليل، فوجدت أن من يقومون الليل قد ارتفعت عندهم كفاءة عضلة القلب، وزادت مرونة عضلات العمود الفقري مع اختفاء آلام المفاصل من جميع أجزاء الجسد.

- بخصوص ما تمر به الأمة من أحداث ولا سيما الأمة المصرية ما رؤيتكم لهذه الأحداث دون الدخول في تفاصيلها، ولاسيما ما يخص الحركة الإسلامية على وجه الخصوص؟

- لا شك أن التاريخ يعيد نفسه، والسعيد من وعظ بنفسه أو بغيره، ومع الأسف فإن الأخطاء نفسها التي دخل بسببها الإسلاميون السجون قديما هي الأخطاء نفسها التي دخلوا بسببها الآن، فالمفروض الآن أن يستفيد الناس من تجاربهم، وأن يستمعوا إلى النصح، وأن يصبروا، وهذا شيخ الإسلام ابن تيمية يوضِّح أن المُستضعف يعمل بآيات العفو والصفح وعدم الأذى، فيقول رحمه الله ما نصه: «وصارت تلك الآيات في حق كل مؤمن مُستضعف لا يمكنه نصر الله ورسوله بيده ولا بلسانه فينتصر بما يقدر عليه من القلب ونحوه، وصارت آية الصَّغَار على المعاهدين في حق كل مؤمن قوي على نصر الله ورسوله بيده أو لسانه، وبهذه الآية ونحوها كان المسلمون يعملون في آخر عمر رسول الله وعلى عهد خلفائه الراشدين، وكذلك هو إلي قيام الساعة لا تزال طائفة من هذه الأمة قائمين على الحق ينصرون الله ورسوله النصر التام.

     فمن كان من المؤمنين بأرض هو فيها مُستضعف أو في وقت هو فيه مُستضعف؛ فليعمل بآية الصبر والصفح والعفو عمن يؤذي الله ورسوله من الذين أوتوا الكتاب والمشركين، وأما أهل القوة فإنما يعملون بآية قتال أئمة الكفر الذين يطعنون في الدين، وبآية قتال الذين أوتوا الكتاب حتى يُعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون» ا.هـ.

     وقد قال العلماء: إن مراحل الجهاد ليست منسوخة وإنما منسأة، بمعنى أن يعمل في كل فترة بما يلائمها ويناسبها ففي المرحلة المكية كان هناك إيذاء للمسلمين، فكان هناك كف وصبر على هذا الأذى، النبي صلى الله عليه وسلم  وهو أشجع الناس كان يمر بعمار وهو يعذب ويقول له «صبرًا آل ياسر فإن موعدكم الجنة».

- ماذا تقول لمن انشغل الآن بتحليل الأحداث وجعلها شغله الشاغل – ولا سيما من أبناء الدعوة السلفية - مما أثر سلبًا على حياته وعبادته لله عز وجل، وكذلك انشغاله بالجماعة الفلانية، والتيار الفلاني، بل وصل الأمر إلى الوقوع في أعراض المشايخ والعلماء؟

- هذه مصيبة كبرى أن تجد الأخ يجلس أمام القنوات ساعات طوالا، وحين تسأله عن ورده من القرآن أو ورده من قيام الليل تجد العجب العجاب، أنا أقول: لابد من الاهتمام بالدعوة، ويجب أن نتجاوز تلك المرحلة، كن ابن وقتك وابن مجتمعك، ودعونا من الكلام الذي يقسي القلب ولا سيما عرض المشايخ والعلماء، فالصورة أحيانًا كثيرة لا تكون واضحة وضبابية، فلا تغبش على إخوانك ومشايخك، وكن حسن الظن بهم، واعلم أن الماء إذا بلغ القلتين لم يحمل الخبث.

- ما رأيكم فيمن يطلق لسانه في تكفير المسلمين ليل نهار، ولم يكتف بذلك بل يسمي أناسا بعينهم؟

- هذه جرأة, وهناك فرق بين كفر النوع وكفر العين, ومذهب أهل السنة والجماعة أننا لا نكفر أحدًا إلا بعد إقامة الحجة عليه، ولا نكفر أحدًا بالكبيرة أيضًا فلو أن إنسانًا قتل مليون شخص، فالقتل كبيرة، ولكن مع ذلك لا نكفر هذا الشخص إلا إذا استحل هذه الكبيرة؛ لأن العبرة بالخواتيم فقد يتوب صاحب هذه الكبيرة في آخر حياته, فسجاح التي ادعت النبوة تابت في آخر حياتها.

- ماذا تقولون عن ظاهرة سب المشايخ والعلماء التي انتشرت بين الشباب الملتزمين وبعض طلبة العلم؟

- أنصح هؤلاء الشباب بعدم اتهام العلماء في نياتهم، وعليهم بإحسان الظن بهم، ولو أن هؤلاء الشباب استغلوا هذه الطاقة في الدعوة إلي الله لكان خيرًا لهم، وهؤلاء العلماء الذين يتهاون هؤلاء في الوقوع في أعراضهم كانوا في الدعوة إلى الله -عز وجل- منذ زمن، ويدعون إلي الله قبل أن يولد هذا الشاب الذي يسبهم ويشتمهم، من أراد النقد أو النصح فلينصح بأدب وإن كان في المسألة خلاف سائغ فلا يُغَبِّر علي إخوانه، وأنا أقولها خالصةً لوجه الله عز وجل: لو أتيح لهؤلاء المشايخ الذين يُسبون ليل نهار، ولاسيما مشايخ الدعوة السلفية فرصة الانتشار بمصر لصبغوا مصر كلها بالصبغة السلفية، ولَتَخرّج على أيديهم كوادر علمية على درجة عالية من الكفاءة تسد ثغراً من ثغور الدعوة إلى الله، فاتقوا الله فيهم واحذروا من الوقوع في أعراضهم.

- ما رؤيتكم حول مستقبل الدعوة في الفترة المقبلة؟

- الدعوة إلى الله عز وجل هي وظيفة النبيين والمرسلين وخلفائهم، وهي أشرف مقامات التعبد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ لذا فهي لا تتوقف أيًا كانت الظروف وأيًا كانت الأحوال.

- هل تتوقع حدوث محاولات قمع للقائمين على تلك الدعوة في ظل حالة الحذر الشديد تجاه التيارات الإسلامية؟

- لا يستطيع أحد أن يوقف تيار الدعوة كائنًا من كان، طالما كانت تلك الدعوة قائمة بالمنهج المشروع الذي أمرنا به الله في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

- هل تتوقع حل حزب النور في الفترة المقبلة؟

- نحن لا هدف لنا إلا الدعوة إلى سبيل الله عز وجل، وأظن أن هذا لا يحتاج إلى حزب سياسي أو مقر رسمي، هذا سيتم إن شاء الله في أي وقت وفي أي مكان وبكل طريقة ممكنة، سواء بحزب أم بمعهد ديني أم حتى في (الكتاتيب).

- ماذا تقول لمن يشوه صورة الدعوة السلفية ويهاجم القائمين عليها بحجة أن الإسلاميين كلهم سواء؟

- أقول لهم:

إنما الأمم الأخلاق ما بقيت

                         فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا

     عليكم أن تحاسبوا أنفسكم أولاً، ولا تظلموا أحداً وتأخذوا الجميع بذنب قلة؛ حيث إن انتشار فكر التكفير والجهاد المسلح سيؤدى بنا إلى ظلمات لا يعلم مداها إلا الله، ويفقد الكثير من الناس الثقة في رجال الدين وفيمن يدعو إلى سبيل الله ويأمر بالمعروف، المشهد الذي نراه الآن في العالم الإسلامي يقودنا إلى ضرورة الإنصات إلى صوت العقل والتفكر والتدبر في أمورنا، والاقتداء بالعلماء والمشايخ الثقات المشهود لهم بسلامة المنهج واتباع سبيلهم.

- أخيرًا نريد -بارك الله فيكم- بعض النصائح والتوجيهات لشباب الصحوة الإسلامية؟

- أقول لهؤلاء الشباب المبارك في نقاط سريعة:

- العلماء سفينة نوح من ركب فيها نجا ومن تخلف عنها هلك.

- كدر الجماعة خير من صفو الفرد.

- العاطفة إن لم تنضبط بالشرع أصبحت كارثة ووبالا على صاحبها.

- إن لم يكن للدعوة السلفية فضل غير نشر المنهج السلفي السني ونشر العلم بين الناس لكفاها.

- طبقوا حديث: «إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث» مع العلماء واذكروا لهم فضلهم.

- لا تتهم العلماء في نواياهم، واختلف معهم بأدب، وأحسن الظن بهم.

- السعيد من وعظ بغيره.

- عليكم بالتقوى والإخلاص وقراءة القرآن وقيام الليل والصيام والدعاء.

- عليكم بالدعوة إلي الله قال تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا مِّمَّن دَعَآ إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَـلِحاً وَقَالَ إِنَّنِى مِنَ الْمُسْلِمِينَ}(فصلت: 33).

- أين حظك أيها الشاب من دموع الخلوات وصيام النهار وقراءة القرآن؟

-  عليكم بحسن الظن والصمت وسلامة الصدر.

     واعلموا أن الأساس الذي ننطلق منه هو العلم والعمل به والصبر على دعوة الناس وتبليغهم هذا الدين، ولا قيام لدولة الإسلام بغير ذلك، ثم لا ننسى العمل الاجتماعي الذي يربطنا بالناس؛ حيث تحسس حاجة الفقراء والمساكين، ولابد من وجود إخوة متخصصين في هذا الأمر يدورون على بيوت هؤلاء المحتاجين ليتحسسوا حاجتهم. وعلى المرء أن يكون رجل عامة يرى الناس سلوكه واقعًا عمليًا بينهم، وهذه هي دعوتنا أن نتعلم ونعلم غيرنا ونصبر على دعوة الناس.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك