رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: ناصر الخالدي 1 ديسمبر، 2014 0 تعليق

الشيخ د. عبدالله شاكر رئيس جماعة أنصار السنة المحمدية في مصر :من يدعون الى الخروج في المظـاهـرات إنمـا يريدون إفساد البلاد

إحياء التراث آثارها على العالم الإسلامي بفضل الله مشهورة وملموسة ، ونحن لا نعرف عنهم وعن قيادتها في المنهج والسلوك إلا خيراً ، وكان يتم بيننا تواصل لمحاربة مثل هذه الأفكار المنحرفة والمتطرفة

 

أقول لإخواني في الكويت احذروا غاية الحذر من الانسياق وراء مثل الدعوات ، انظروا الى حال مصر قبل الثورة وبعدها

 

الإسلام دين عالمي جاء لينظم حياة البشر الذين يدينون لله عز وجل به في كل مكان ، لذلك فلا توجد دولة لها خصوصية بعينها في هذا المقام

 

 

قال الشيخ  د. عبدالله شاكر محمد الجنيدي – رئيس جماعة أنصار السنة المحمدية في مصر – أن من يدعون الى الخروج في المظاهرات،سواء في الكويت أم مصر أم غيرها إنما يريدون إفساد البلاد، وأن يخربوا نظام الحياة فيها.

ووجه كلمة خاصة لأهل الكويت قال فيها: أدعو أهل الكويت إلى أن يشكروا الله -عز وجل- على النعمة التي هم فيها، فبحمد الله راية أهل السنة قائمة وظاهرة، وأهل السنة لهم محاضراتهم وخطبهم ومناهجهم وحلقات التحفيظ والأعمال الخيرية تبلغ الآفاق ومسموح بها، ولذلك أقول لإخواني احذروا غاية الحذر من الانسياق وراء مثل هذه الدعوات؛ حيث إن الداعين لها لا يريدون خيراً بهذه البلاد.

     وقال الشيخ/ د. عبدالله شاكر، الذي يحل ضيفاً على الكويت هذه الأيام للمشاركة في العديد من الأنشطة التي تقيمها وزارة الأوقاف وبعض الجهات الأخرى، وإلقاء المحاضرات العامة قال: إن الإسلام دين عالمي جاء لينظم حياة البشر الذين يدينون لله -عز وجل- به في كل مكان، لذلك فلا توجد دولة لها خصوصية بعينها في هذا المقام، فلما وضع الإسلام قواعد العلاقات العامة بين الناس، فهذا يشمل الناس جميعاً، ولما جاء الإسلام ليحرم الاعتداء على الممتلكات، أو على النفس البشرية البريئة، فإن هذا أمر عام يشمل الجميع، ولما أتى الإسلام بالقواعد الأخلاقية المنظمة للعلاقات العامة بين الناس، فإن هذا يشمل جميع الناس في الشرق والغرب، ومن المعلوم بداهة أن الدين الإسلامي هو دين عام وشامل، والنبي صلى الله عليه وسلم  أرسل للناس كافة.

لذلك هم يطرحون شبهة عندما يقولون بأن لكل بلد خصوصيته، فهذا يتعلق في الإدارات والأعمال التي يحتاج إليها كل بلد ليقيم بها حياته، وأما النظام العام في البلد فهو النظام الإسلامي، فنحن جميعاً ندخل ضمن هذا النظام الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم .

     وأضاف أقول لإخواني كلمة قالها شيخ الإسلام ابن تيمية، ونقلها عنه من جاء يعده: «قلما خرج الناس على إمامهم إلا وكان في هذا الخروج من الشر أضعاف أضعاف ما أرادوه من الخير»، فالحمدلله البلاد الآن مستقرة وآمنة، وأنا أخاطب أهل الكويت فأقول لهم: انظروا الى حال مصر قبل الثورة التي قامت في 25 يناير والتي حذرنا منها والوضع الآن في مصر، وانظروا الى تونس ماذا كان حالها وماذا حالها الآن، فالحمد لله على نعمة الاستقرار والأمن في البلاد، فإن مثل هذا الخروج لا شك أن مفاسده عظيمة وخطيرة وقاضية على أهل البلد قبل أن تقضي على الحاكم أو الأسرة الحاكمة.

     وعن موقف جماعة أنصار السنة المحمدية من الدعوات التي أثيرت مؤخراً للخروج في 28 نوفمبر للخروج قال الشيخ عبدالله شاكر: الحقيقة، هذه الدعوات الداعية للخروج كان للجماعة موقف واضح منذ بداية اشتعال نارها، وبحمد الله وفقنا الله -عز وجل- لمنهج أهل السنة والجماعة الذي يحذر من هذا الخروج وعواقبه الوخيمة على المسلمين وعلى البلاد الإسلامية، وإعطاء صورة للشرق والغرب مشوهة للإسلام والمسلمين، صورة فيها لون من ألوان العنف، والتعامل مع المخالف صورة لم يقرها شرع ولا دين.

     ونحن تصدينا منذ أن قامت هذه المظاهرات، وتم حوار في مجلة التوحيد قبل سنة، ونشر في مجلة الفرقان هنا كان معي ومع رئيس التحرير بهذا الخصوص، ولما سمعنا لدعوة الجبهة السلفية للخروج يوم 28 من الشهر الجاري ساءنا هذا كثيراً، والسبب في ذلك أن دعوة السلف -رضي الله عنهم تعالى أجمعين- منذ بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ومروراً بالصحابة الكرام، وأعلام هذه الأمة كالإمام أحمد بن حنبل وغيرهم من الأئمة الأعلام ومروراً بالشيخ عبدالعزيز بن باز وغيرهم حذروا من ذلك، فمنهج أهل السنة والجماعة الذي ندين الله -تعالى- به يتنافى تماماً مع هذه المظاهرات، وبالتالي هذه المسألة ساءتنا كثيراً، ورأينا فيها لوناً من ألوان الاضطراب والفوضى التي يمكن أن تحدث نتيجة هذا الخروج.

     ونحن نحذر دائماً، ونعرف خطورة الخوض في الدماء، كون الناس يخرجون على مجتمع قائم وله قيادة قائمة، فإن هذه فيها إشكاليات كبيرة، وبالتالي بمجرد أن سمعنا عن هذا البيان أخرجنا بياناً ونشرناه قبل أسبوع تقريباً في وسائل الإعلام المختلفة، وتبنت نشره وكالات الشرق الأوسط، ونزل في مقاطع متعددة على النت، وتناولته الجرائد المصرية في الداخل، ثم كتبنا بياناً نزل في مجلة التوحيد في هذا الشهر نحذر جميع المصريين تحذيراً شديداً فيه من الخروج لما يترتب عليه من فوضى ومن أمور قد لا تحمد عقباها، ونحن اليوم نمر والعالم الإسلامي بمرحلة خطيرة عندما نجد مؤسسات تمول بعض الجماعات التي يقال عنها إرهابية فاسدة مثل داعش أو الحوثيون في اليمن، فهذه دعوات تقطع عن التيار الإسلامي الصورة الصحيحة، وتبرزه بصورة سيئة للغاية، وهذا يتنافى تماماً مع منهج السلف.

     ولذلك أود أن أركز بأن الجبهة السلفية التي أعلنت هذا الخروج، وأعلنت انضمامها للخارجين لا تمثل السلف، ولا تمثل منهج أهل السنة والجماعة، وبالتالي الدعوات السلفية الواضحة كأنصار السنة وإحياء التراث أعلنت موقفها سريعاً من الخروج؛ لأنها تعلم أن هذا يتنافى مع منهج السلف، وأن الجبهة السلفية لا تمثل السلفية في شيء في مثل هذا الكلام.

     ولبيان التداخل الحاصل في أن هناك جماعات سلفية تدعو للخروج قال الشيخ شاكر: إن الأمور متداخلة، وعوام الناس لا يفرقون بين هذا وذاك، لذلك فنحن نخاطب العوام، ونقول لهم الزموا الدين الواضح الصحيح الذي يتوافق مع فطرتك أيها المسلم، فمثلاً إذا ذكرناهم بحديث النبي صلى الله عليه وسلم : «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده»، فهذه أبسط قاعدة يمكن أن نوصلها الى العوام، فما يضاد مثل هذا الحديث مثل الخوض في الدماء وقتل الأبرياء وهدم الممتلكات والخروج على المجتمع، فهذه تسبب فوضى عجيبة، وتؤدي الى الوقوع في أمور لا يحمد عقابها من فوضى على الأمن وعدم استتبابه، كذلك القضاء على اقتصاد الدولة، وإشاعة الفوضى، وتجرؤ الناس على الدولة القائمة، فهذه كلها مفاسد يجب أن يحذرها المسلم.

     ونحن نذكر إخواننا بأن الدعوات المشبوهة التي تخالف قواعد يسيرة جداً في الشرع الإسلامي الذي يدعو الى الأمن والحرص عليه وسلامة الصدر والوقوف صفاً واحداً والتكاتف بين الناس على البر والتقوى والمعروف، وأن يكونوا يداً واحدة وراء الإمام الحاكم فكل هذه دعوات مقررة في الشريعة الإسلامية ومعروفة لدى العامة.

لذلك، فكل دعوة تخالف المنهج العام للدعوة الإسلامية الصحيحة التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم يجب عليهم أن يحذروها، وألا يسيروا وراء كل متحدث في مثل ذلك.

     وحول زيارته لجمعية إحياء التراث الإسلامي والمشاريع المشتركة التي تقوم بها مع جماعة أنصار السنة المحمدية في مصر قال الشيخ د. عبدالله شاكر: إن جمعية إحياء التراث الإسلامي نعرفها منذ فترة طويلة ربما تتجاوز ربع قرن من الزمان، وهي لا شك جمعية استفاد العالم من خيراتها كثيراً، وعلى رأس ذلك العلم النافع، فكم صدرت إلى العالم من الكتب النافعة، ولا أدل على ذلك من مكتبات طالب العلم، وأخص بالذكر المكتبة الثامنة التي تحارب الإرهاب والتطرف، وتبين كيفية معالجة الفكر المنحرف عند الجماعات التي أطلقت على نفسها سلفية جهادية، وأنها تقوم بأعمال جهاد، وهي في الحقيقة أعمال منحرفة، والجمعية بالحقيقة وقفت وتصدت لهؤلاء المنحرفين من فترة طويلة، ورعايتها للأيتام والمساكين وبناء المساجد وحفر الآبار، وأمور خيرية كثيرة يشكرون عليها، وعلينا أن نقدر مثل هذه الأعمال.

ولذلك هذه الجمعية المباركة آثارها على العالم الإسلامي -بفضل الله- مشهورة وملموسة، ونحن لا نعرف عنهم إلا كل خير، وعن قيادتها في المنهج والسلوك إلا خيراً، وكان يتم بيننا تواصل لمحاربة مثل هذه الأفكار المنحرفة والمتطرفة.

والجمعية أسهمت عندنا في مصر لنشر الكتب التي تحارب الأفكار الهدامة، فمثلا ملخص (التفجيرات) طبعته الجمعية على حسابها ووزعناه في مصر لمحاربة هذا الفكر المتطرف المنحرف، وهذا الكتاب فيه ردود على الشبهات التي أدخلها أصحاب تنظيم القاعدة والتكفيريون وغيرهم من المناهج المنحرفة.

     كذلك عندما زار رئيس الجمعية مصر قبل سنوات عدة وشاهد كتاباً لي طبع منه (50) ألف نسخة وهو (براءة أهل السنة من تكفير أوساط الأمة)، وأبين فيه منهج أهل السنة والجماعة، وأنهم لا يكفرون المسلم بالذنوب والمعاصي، فتولت الجمعية طباعة هذا الكتاب بـ (10) آلاف نسخة مجاناً إسهاما منها في محاربة الأفكار المنحرفة ودعماً للمنهج السلفي الصحيح الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وعليه الأئمة الأعلام الأتباع. فنسأل الله أن يحفظهم، وأن يثبتهم على الحق والهدى والتوفيق.

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك