رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: ناصر نعمه العنيزان 29 ديسمبر، 2014 0 تعليق

الشيخ د. صالح بن حميد – إمام وخطيب المسجد الحرام – في زيارته لجمعية إحياء التراث الإسلامي: الجمعية جهودها متميزة في نشر الخير ودعوة الناس، وعمل الخير امتازت به الكويت حكومة وشعبا

أن الله كلفك بالدعوة بصدق وإخلاص بعيداً عن الهوى وبعيداً عن التعصب، ولن يسألك عن النتائج.

الرفق لا يعني السكوت، ولكن الحق نقوله ونتخير وقت المقالة، ولكن نقوله بهدوء ولا ننتظر النتائج، وعدم ظهور النتائج لا يعني أنك على خطأ

نحن لسنا أنبياء ، فنحن ندعو بقول الله وقول الرسول[، ولكن عندما نجادل فإننا نجادل بأفهامنا، ومن هنا ينبغي أن تتسع صدورنا حينما لا يقبل الآخر

الأنبياء لم يقنعوا كثيرا من الناس وهم الأحق قطعاً بالتأييد من الله وهم المعصومون وهم المؤيدون

سوء الظن والإقصاء دليلان على التعصب، ولاشك أن المذاهب موجودة، وقد تموت ويظهر غيرها وهذه من سنن الله عز وجل

الكثير يتساءل متى النصر؟ ومتى تكون الغلبة؟ فأقول: هذه ليست مهمتنا؛ فمهم جداً أن نفهم مسالك الأنبياء في هذا الطريق

 

توسعة الحرم الجنوبية ولاسيما في دورها الأرضي ستكون جاهزة، وتفتح للمصلين خلال شهر رمضان والتوسعة كاملة ستنتهي خلال عام ونصف إن شاء الله

 

قام الشيخ د. صالح بن حميد – إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة وعضو هيئة كبار العلماء – بزيارته لجمعية إحياء التراث الإسلامي التقى خلالها رئيس وأعضاء الجمعية، فضلا عن عدد من رؤساء لجانها المختلفه، وقد أثنى فضيلة الشيخ على الجمعية وجهودها المتميزة في نشر الخير ودعوة الناس، كما أشاد بالكويت حكومة وشعبا، وشدد على أنه لا يعد نفسه ضيفا بالكويت، بل هو بين أهله وفي بلده .

وفي بداية الزيارة رحب الشيخ طارق العيسى رئيس مجلس الإدارة  بجمعية إحياء التراث الاسلامي بالضيف الكريم والوفد المرافق له، وقال العيسى: إن الشيخ  د. صالح بن حميد  ومن قبله والده الفاضل -رحمه الله- عرفناهم أهل علم وفضل، والضيف الفاضل عرف عنه علمه الغزير واعتداله وحكمته من خلال خطبه ودروسه الرائعة المفيدة.

     وفي كلمة توجيهية للدعاة والعاملين في مجال الدعوة والعمل الخيري وخص منهم الحضور قال الشيخ د. صالح بن حميد: أنه ينبغي علينا أن نعلم أنما نحن فيه هو منة من الله -عز وجل- وعلينا  أن ندرك فضل الله علينا، يجب أن نفهم أن مهمتنا ليست أن نقنع الناس، وهذه مهمة جداً، مهمتنا أن نقيم الحجة، وأن ندعو الناس، ونحن لسنا أنبياء، فنحن ندعو بقول الله وقول الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولكن عندما نجادل فإننا نجادل بأفهامنا، ومن هنا ينبغي أن تتسع صدورنا حينما لا يقبل الآخر، فإذا كان الأنبياء لم يقنعوا كثيرا من الناس وهم الأحق قطعاً بالتأييد من الله وهم المعصومون وهم المؤيدون ومع ذلك قال الله تعالى (ليس عليك هداهم)، (إنك لا تهدي من أحببت)، فما بالك نحن الذين نقول أراءنا ونقول اجتهاداتنا.

فهذه القضايا تجعل صدورنا سليمة، فمسئوليتي ليست أن أتهمهم وليست أن أقنعهم، وهذه قضايا أساسية في مقابل فهمنا لـ {حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم ..}».

كذلك فإن مهمتنا أيضا إقامة الحجة على المخالف؛ ولهذا أنا معجب بطريقة الشيخ ابن باز-رحمه الله- في صبره وتحمله مع مخالفيه.

     فالرفق لا يعني السكوت، ولكن الحق نقوله ونتخير وقت المقالة، ولكن نقوله بهدوء ولا ننتظر النتائج، وعدم ظهور النتائج لا يعني أنك على خطأ، فلا تظن أن عدم تلمسك لنتائجك أنك على خطأ أبداً، واعلم أن الله كلفك بالدعوة بصدق وإخلاص بعيداً عن الهوى وبعيداً عن التعصب ولن يسألك عن النتائج.

فسوء الظن والإقصاء هو دليل على التعصب، ولا شك أن المذاهب موجودة وقد تموت، ويظهر غيرها وهذه من سنن الله عز وجل.

     وفي رد له حول سؤال عن انتشار الإلحاد قال الشيخ: هناك من يريد نشر الإلحاد ولاسيما من جهات غير إسلامية، ولكن نقول: إن مهمتنا ليست أن نهدي الناس، ولكن مهمتنا أن ندعو الناس، وأن نجتهد، نعم قد نغير من أساليب الدعوة، أو من أسلوب الخطاب حسب المستهدفين وطريقة الخطاب معهم، وأدوات التواصل معهم، لاشك أن هذه متغيرات قابلة للتجديد، لكن أقول ينبغي ألا نقلق كثيراً قلقا يجعلنا لا نعمل؛ لأن وجود الظهور والهبوط هي من سنن الله فلله الأمر من قبل ومن بعد، وأن المسؤولية كبيرة، ولكن الدين لله وأن الله -سبحانه وتعالى- ناصر دينه وهي ابتلاءات، فينبغي أن تكون مثل هذه الأمور حاضرة أمام من يسلك سلوك الأنبياء في الدعوة إلى الله تعالى؛ فحينما نقول: لا تقلق فإنه من أجل أن تنطلق في الدعوة إلى الله وألا تيأس، فإن تبليغ الدعوة نصر والهجرة نصر والموت في سبيل الله نصر.

والكثير يتساءل متى تنتهي هذه الموجة وتنحسر؟ ومتى يكون النصر؟ ومتى تكون الغلبة وغيرها؟ فأقول: هذه ليست مهمتنا؛ فمهم جداً أن نفهم مسالك الأنبياء في هذا الطريق ، والله أعلم .

     وفي ختام كلمته وفي رده على سؤال حول توسعة الحرم الجديدة قال الشيخ/ د. صالح ابن حميد  البشرى: إن التوسعة الجنوبية ولاسيما في دورها الأرضي ستكون جاهزة، وتفتح للمصلين خلال شهر رمضان إن شاء الله، أما التوسعة كاملة فإن العمل مستمر على قدم وساق، وسينتهي خلال عام ونصف إن شاء الله.

     وقبل ختام الزيارة استعرض الشيخ طارق العيسى -رئيس مجلس الإدارة  بجمعية إحياء التراث الإسلامي- مع ضيفه العديد من إصدارات الجمعية المتميزة، ولاسيما مكتبة طالب العلم وهي المكتبة المتخصصة بقضايا التكفير والتطرف والإرهاب، وأصبح لها القبول والانتشار الواسع على مستوى العالم؛  كذلك استعرض جهود الجمعية في محاربة التطرف والإرهاب عبر العديد من الأنشطة والإصدارات، ومنها كتاب فتاوى الأئمة في النوازل المدلهمة، الذي قامت الجمعية بترجمته إلى اللغة الإنجليزية، كما قامت العديد من الجمعيات التي تعمل معها في العديد من الدول إلى ترجمته إلى لغات أخرى، وقد أبدى الشيخ د. صالح بن حميد   إعجابه وتقديره الكبير لهذه الجهود المتميزة لجمعية إحياء التراث الإسلامي في هذا المجال .

     كذلك فقد شارك في الزيارة الشيخ عبدالله الطيار الذي يشارك في أسبوع ثقافي يقيمه فرع الجهراء التابع للجمعية، وفي كلمة له قال: إن هذه فرصة مباركة أن نزور الجمعية التي عرف عنها حرصها على الخير ونشر العلم، وأضاف، وينبغي على طالب العلم أن يكون عمله موافقا للكتاب والسنه، ومن المهم جدا  الاستمرار والمتابعة بما يدعو إليه، ولا شك أن مهمة الدعاة إخراج الناس من المعصية إلى الطاعة، وإخراجهم من الكفر إلى الإيمان، ونحن نرى زحف الشرك زحفاً على بلاد المسلمين، فنحن بحاجة إلى إبراز التوحيد الناصع؛ لأنه هو الأصل وهو المنجي، وهذا بشهادة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، ولاشك أنه كلما قوي الباطل قوي الحق، وإن الدين لله وهو منصور والله ناصره، ولكن هل نحن نقوم بواجبنا نحوه؟

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك