رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم أحمد الناشي 2 أغسطس، 2011 0 تعليق

الشيخ خالد المصلح في حوار خاص مع «الفرقان» -ينتابني الفزع من المؤسسات التي تسعى إلى تنصير المسلمين في القرن الإفريقي

 

أعرب الشيخ خالد المصلح عن قلقه من المؤسسات التي تسعى إلى تنصير المسلمين في القرن الأفريقي مستغلين تلبية حوائجهم، من حالة الجفاف التي أصابتهم، مشيرا إلى أن هناك ملايين من المسلمين يعيشون بلا طعام وبلا دواء وبلا غذاء ويتعرضون للموت.

ودعا في حوار خاص بـ»الفرقان « الشعوب إلى أن تتقي الله جل وعلا وأن تعلم أن مخرجها من الظلم هو بالامتثال لحدود الشريعة وتعظيم حدود الله عز وجل وسلوك المسالك الشرعية واتخاذ الطرق المباحة للتغيير وألا يقعوا في حبائل المغرضين المتربصين وأن يصبروا على الظلم.

وأوضح الشيخ الدكتور خالد المصلح  يجب أن نستقبل رمضان بفتح صفحة بيضاء مشرقة مع: الله سبحانه وتعالى بالتوبة الصادقة، وفتح صفحة بيضاء مع الوالدين والأقارب، والأرحام والزوجة ومع المجتمع الذي نعيش فيه . وقال: إن المصارف الإسلامية هي في مرحلة البناء وتحتاج إلى دوام مراجعة وتحتاج إلى تكرار نظر في أصولها ومنتجاتها وتطبيقاتها، ولذلك فإن المصرفية الإسلامية لم تصل إلى النضج بعد والمسائل تحتاج إلى بعض الوقت.

- ما هي الطرق السليمة لاستقبال هذا الشهر العظيم؟

- ينبغي للمسلم ألا يفرط في مواسم الطاعات، وأن يكون من السابقين إليها ومن المتنافسين فيها، فنستقبل رمضان بأشياء منها

الدعاء بأن يبلغك الله شهر رمضان، قال رسول الله [ : «الدعاء هو العبادة». أخرجه أصحاب السنن بسند صحيح وهو في صحيح أبي داود 1329 .

وكان السلف الصالح يدعون الله أن يبلغهم رمضان، ثم يدعونه أن يتقبله منهم.

إذا بلغت رمضان ورأيت الهلال تقول كما كان رسول الله [ إذا رأى الهلال قال: «اللهم أهله علينا باليمن والإيمان والسلامة والإسلام ربي وربك الله»

الحمد والشكر على بلوغه، وعقد العزم الصادق على اغتنامه وعمارة أوقاته بالأعمال الصالحة، والفرح والابتهاج، ثبت عن رسول الله [ أنه كان يبشر أصحابه بمجيء شهر رمضان فيقول: جاءكم شهر رمضان، شهر مبارك، كتب الله عليكم صيامه، فيه تفتح أبواب الجنان، وتغلق فيه أبواب الجحيم...» الحديث (أخرجه أحمد).

والإعداد الجيد للدعوة إلى الله والعلم والفقه بأحكام رمضان، فيجب على المؤمن أن يعبد الله على علم، ولا يعذر بجهل الفرائض التي فرضها الله على العباد، ومن ذلك صوم رمضان، فينبغي للمسلم أن يتعلم مسائل الصوم وأحكامه قبل مجيئه؛ ليكون صومه صحيحا مقبولا عند الله -تعالى: {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} (الأنبياء: 7).

ونستقبل رمضان بفتح صفحة بيضاء مشرقة مع الله سبحانه وتعالى بالتوبة الصادقة.

قال الله تعالى : {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التوابين وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ } .

فتح صفحة بيضاء مع الرسول [ بطاعته فيما أمر واجتناب ما نهى عنه وزجر.

وفتح صفحة بيضاء مع الوالدين والأقارب والأرحام والزوجة والأولاد بالبر والصلة.

وفتح صفحة بيضاء مع المجتمع الذي نعيش فيه.

- ماذا تقولون لمن يخصصون ليلة السابع والعشرين من رمضان المبارك للعمرة وما يسببه ذلك الاعتقاد من زحام غير طبيعي؟

- ليس في كتاب الله ولا في سنة رسول الله [ ولا في عمل الصحابة ما يدل على فضيلة تخصيص ليلة سبع وعشرين بالعمرة، بل إن هذا من المحدثات التي أحدثها بعض الناس، ولعل هذا التخصيص الذي يفعله بعض الناس رغبة منهم في إدراك فضيلة العمرة في رمضان وتحصيل فضيلة ليلة سبع وعشرين التي هي أرجى الليالي أن تكون ليلة القدر؛ ولذا فإنني أنبه إخواني هؤلاء إلى أمرين يتبين بهما خطأ هذا التخصيص:

 أولاً: أن ما جاء من فضيلة العمرة في رمضان لا يختص بليلة دون ليلة أو وقت دون وقت، بل هي في جميع الشهر من دخول أول لياليه إلى غروب شمس آخر أيامه، روى البخاري (1782) ومسلم (1256) من طريق عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله [ لامرأة من الأنصار: ((إذا جاء رمضان فاعتمري؛ فإن عمرة فيه تعدل حجة)). ولم يخص النبي [ لإدراك هذه الفضيلة وقتاً من الشهر؛ فدل ذلك على أنها فضيلة يستوي في إدراكها أول الشهر وآخره.

ثانياً: إن أفضل ما تعمر به ليلة القدر إذا عُلمت القيام والاجتهاد في الدعاء.

أما القيام ففي صحيحي البخاري (2014) ومسلم (760) من طريق أبي سلمة عن أبي هريرة أن النبي [ قال: ((من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)).

وأما الدعاء فقد روى أحمد (24856) والترمذي (3513) وغيرهما من طريق عبدالله بن بريدة عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله إن علمت أي ليلةٍ ليلةُ القدر، ما أقول فيها؟ قال: ((قولي اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني)). وهذا يشير إلى أنه من المعروف عند الصحابة رضي الله عنهم فضيلة الدعاء ليلة القدر؛ ولذلك سألته ما تدعو به. ولا يعلم خلاف بين أهل العلم في أن للدعاء ليلة القدر مزية أجر وإجابة، ومعلوم أن أفضل الدعاء ما كان في الصلاة؛ ففي مسلم (482) من طريق أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله [: «أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء». وفي صحيح مسلم (479) أيضاً من طريق إبراهيم بن عبدالله بن معبد عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله [: ((وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء؛ فقمن أن يستجاب لكم)) أي: جدير أن يستجيب الله لكم إذا فعلتم ذلك.

 ولهذا أوصي إخواني بالاجتهاد فيما ندبنا إليه النبي [ من قيام ليالي العشر والجد في الدعاء والتضرع في هذه الليالي المباركة حيثما كنا، فليس للعمرة في ليلة سبع وعشرين فضل خاص ولا ميزة دون العمرة في سائر أوقات الشهر، بل إن في تقصد إيقاع العمرة ليلة سبع وعشرين نوع إحداث، كما أن المشاهد من حال الذين يخصون هذه الليلة بالعمرة أنه لا يتمكن الواحد منهم من فعل العمرة بخشوع وطمأنينة؛ لكثرة الزحام واضطراب الناس، بل هم الواحد منهم أن ينجو بنفسه، وأن يفرغ من العمرة بأسرع ما يمكن؛ فلا دعاء ولا سكينة، بل قد يؤذي أو يؤذَى نتيجة الزحام وتدافع الناس، وليس هذا من البر في شيء.

- حدثنا عن ذكرياتك  مع الشيخ ابن عثيمين رحمة الله في شهر رمضان؟

- مما أذكره من ذكريات في هذا الشهر مما يتصل بشيخنا العلامة ابن عثيمين رحمه الله أنه كان يعتبر شهر رمضان شهرا فارقا يختلف عن باقي الشهور لا من حيث الصيام والقيام فقط، والذي أذكره من سمات هذا الشهر عند شيخنا رحمه الله أن الشيخ كان لا يترك بابا من أبواب البر والخير التي ندب إليها في هذا الشهر إلا ويضرب فيه بنصيب، فتجده رحمه الله مع الصائمين والقارئين للقرآن والإحسان بكافة صورة: الإحسان المادي بالصدقات  وقضاء الحوائج، والإحسان المعنوي بكل صوره، وما يتعلق بالشفاعات وسماعه حاجات ومشكلات الناس ومحاولة حلها، إضافة إلى جانب مهم من جوانب الإحسان المعنوي وهو تعليم الناس ونفعهم  من خلال الدروس حيث يحرص الشيخ على توضيح معاني الله عز وجل وشرح سنته النبي [  وهديه عليه السلام والإجابة على أسئلة الناس سواء كان هذا في المسجد الحرام أو في مسجده قبل أن يذهب إلى مكة او من خلال إجابته عن أسئلة السائلين أو من خلال وسائل الإعلام الختلفة .

وكان شيخنا صاحب تلاوة لكتاب الله تعالى, فكان رحمه الله حريصاً على تعاهد القرآن؛ عملاً بوصية النبي [ فيما رواه البخاري ومسلم من حديث أبي موسى الأشعري ] قال: قال رسول الله [: «تعاهدوا القرآن؛ فوالذي نفسي بيده لهو اشد تفلتاً من الإبل في عقلها»، فكان رحمه الله عاملاً بهذه الوصية.

وكان يختم القرآن في الشهر مرتين في غير رمضان، أما في رمضان فكان يختمه كل ثلاثة أيام، ثم لما كثرت أشغاله كان يختمه رحمه الله في كل عشرة أيام.

كما أنه أولى جمعيات تحفيظ القرآن عناية خاصة، وعنايته طالت جميع ما يصله علمه من جمعيات، سواءٌ بالتأييد والمشاركة في حفلاتهم أو بالدعم المادي.

إن شيخنا رحمه الله لم يأل جهداً في نفع الناس بوجه من الوجوه، وحوائج الناس كانت إليه تترى، ومع ذلك كانت تقابل قضاء ومبادرة إلى قضاء حوائج الناس؛ عملاً بقول النبي [ فيما رواه البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: «من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته». فما أن تأتي الشيخ رحمه الله في حاجة يتبين له فيها المصلحة خاصة كانت أو عامة إلا وجدته يبادر إلى قضائها.

- هل المصارف الإسلامية وصلت لمرحلة النضج أم أنه لا يزال هناك بعض القصور؟

- المصارف الإسلامية هي في مرحلة البناء وتحتاج إلى دوام مراجعة وتحتاج إلى تكرار نظر في أصولها ومنتجاتها وتطبيقاتها ولذلك فإن المصرفية الإسلامية لم تصل إلى النضج بعد والمسائل تحتاج إلى بعض الوقت، ولكن اخشي أن يبنى هذا العمل الضروري والمهم  على أساس الاجتهادات الشخصية؛ لأنه لا يمكن أن نحصر المصرفية الإسلامية في اجتهاد عالم او متخصص بل لابد أن يعرف أن المصرفية الإسلامية أوسع من أن تكون محصورة في شخص أو أشخاص أو حتى في هيئة شرعية في بنك، فالمصرفية الإسلامية عمل تحتاجه ألامة يشارك فيه كل من بذل جهدا في تقريب هذا العلم للناس وتأصيله والإجابه عما يمكن أن يكون من مستجد والنأي بهذا  المسلك على أن يكون صوريا حيليا؛ فإن جزءا من المنتجات المصرفية التي توصف بأنها إسلامية قد تورطت في أبواب الحيل على صورة قد تفقد هذا المشروع روحه التي تميز بها عن سائر الاقتصادات العالمية.

- ما الكلمة التي يمكن أن توجهها للشعوب العربية والحكام في ظل الثورات  التي عمت بعض البلاد العربية؟

- الظلم ظلمات يوم القيامة، هذه القضية تحتاج إلى تاصيل ونحن بحاجة في مثل هذه القضايا إلى التأصيل.

وأدعو الشعوب العربية والحكام إلى تقوى الله عز وجل؛ فتقوى الله هي المخرج من هذه الأزمات، فالحكام الذي ضاقوا بشعوبهم وضاقوا بمطالباتهم عليهم أن يتقوا الله تعالى وأن يعلموا أن هذه الولاية التي ولاهم الله تعالى بها ليست مكسبا وإنما هي مسؤولية وتكليف، وإذا لم يحسنوا استعمالها فهي حسرة على أصحابها؛  فمن ولي أمر عشرة جاء يوم القيامة ويداه مغلولتان لا يفكهما إلا عدله، فكيف من يتولى أمر الملايين والمقدرات الكثيرة في بلاد المسلمين؟! فيجب أن يتقوا الله تعالى وأن يعلموا أنهم عن هذه الدنيا راحلون،  والله  تعالى يؤتي الملك لمن يشاء وينزع الملك ممن يشاء، فيجب أن يتقوا الله .

والشعوب عليها أن تتقي الله جل وعلا وأن تعلم أن مخرجها من الظلم هو بالامتثال لحدود الشريعة وتعظيم حدود الله عز وجل وسلوك المسالك الشرعية واتخاذ الطرق المباحة للتغيير وألا يقعوا في حبائل المغرضين المتربصين وأن يصبروا على الظلم.

فهذه الأمة موعودة بالنصر والتمكين والخير؛ فاذا تخلف هذا في فترة أو في زمن فلا يعني أنه سيتخلف للأبد.

- وماذا تقول لشعب مصر؟

- إن مصر جزء عزيز من الأمتين الإسلامية والعربية، ويجب أن ينتبه الجميع إلى أن مصر قلب العروبه، ويجب على الشعب المصري المحافظه على بلادهم وألا يسمحوا بآي تدخل؛ لأن هناك من يتربص بهذا الوطن .

وندعو الله أن يحفظ مصر وشعبها من كل مكروه وأن يحفظ بلاد المسلمين جميعها.

- الجفاف قد أصاب القرن الأفريقي وأصبح هناك ملايين من المسلمين يعيشون بلا طعام وبلا دواء وبلا غذاء ويتعرضون للموت،  فما الواجب على المسلمين كافة في مثل هذه الظروف؟

- الجفاف الذي أصاب القرن الأفريقي وما ينقل من معاناة، أمر مخيف ويتطلب التداعي من كل القادرين على سد حاجتهم في الضروريات، ومن أحسن فإنما يحسن لنفسه، وأدعو إخواني إلى المبادرة بسد حاجة المعوزين في جميع بلاد العالم لاسيما في هذه البقعة لأننا تربطنا بهم صلة الدين.

-  ماذا تقول للمؤسسات الإسلامية ولا سيما أن المؤسسات التنصيرية قد ذهبت هناك للعمل على تنصير المسلمين بحجة الإغاثة؟

- في الواقع إن من أوجه الفزع الذي ينتابني، هي تلك المؤسسات التي تسعى إلى تنصير هؤلاء من خلال تلبية حوائجهم، هذا أمر مخيف  وتجدهم يتجولون بكل حرية وتحت سمع وبصر العالم ومدعومين من الشرق والغرب، في حين أن المسلمين للأسف وعلى الرغم من قلة الجهود المبذولة نجدهم محاصرين وقد يتهمون بدعم الإرهاب؛ وذلك لإخلاء الساحة للمؤسسات التنصيرية التي تسعى إلى التنصير من خلال الغذاء والدواء والطعام والشراب .

واجب على الأمة الإسلامية بحكامها وشعوبها أن يساندوا هذه الشعوب، وأود  أن أوضح أن منظمة العالم الإسلامي مسؤولة والمؤسسات الإسلامية الخيرية مسؤولة وعليها أن تسرع في تقديم الإغاثة لهذه الشعوب في أسرع وقت .

- كيف يشعر الإنسان بالسعادة في ظل مشاغل الحياة والأحداث المتلاحقة في عالمنا العربي؟

- الناس في هذه الدنيا يفسرون السعادة بتفسيرات عديدة، فمنهم من يرى السعادة جمع المال، ومنهم من يرى السعادة جمال المنظر، ومنهم من يرى السعادة جمال المركب، ومنهم من يرى السعادة في الجاه والمنصب، وكل هؤلاء أصابوا شيئاً وأخطأوا أشياء؛ فإن هذه الأمور وإن كانت من أسباب السعادة في هذه الدنيا لكنها ليست هي السعادة الحقيقية التي ينبغي للمؤمن أن يسعى لها وأن يحث الخطى في تحصيلها وإدراكها؛ ولذلك تجد أن كثيرين ممن لم يتمكنوا من هذه الأمور أو من أكثرها يلتذون ويجدون من الانشراح والطمأنينة وسعة الصدر والابتهاج والسرور ما لا يجده من ملك هذه الأشياء جميعاً أو ملك أكثرها، وذلك يبرهن ويبين أن السعادة ليست في هذه الأشياء، وإنما هذه وسائل وآلات ووسائط قد يدرك بها الإنسان بعض مقصوده، لكنها لا تكون مقصوداً وغرضاً على أي حال من الأحوال .

 .. إن أسعد الناس هو رسول الله [ لاشك في هذا، فإن الله جل وعلا قد بين عظيم ما من به على رسوله [ من السعادة والكمال في انشراح الصدر فقال في سورة الشرح من كتابه الكريم: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَك وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ}، وبهذه الأمور الثلاثة كمل الله لرسوله [ أسباب السعادة؛ إذ شرح له صدره، فكان من أشرح الناس صدراً وأوسعهم قلباً وأقرهم عيناً وأكملهم حياة [، ثم إن هذه السعادة لم تكن مقتصرة على انشراح الصدر بل هي سعادة موطئة لسعادة عظيمة في الآخرة، فقال جل وعلا: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَك وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ}، فخفف الله عن رسوله [ الآثام والأوزار فوضعها عنه [ فلم يكن محملاً بما يحمله كثير من الناس من الأوزار التي هي من أعظم أسباب ضيق الصدر، ومن أعظم أسباب قلة السعادة، بل آكد أسباب زوالها؛ فإن السعادات تذهب وتهرب عند مقارفة السيئات، ولذلك ذكر الله جل وعلا بعد شرح الصدر تخفيف الوزر عن رسوله [، وذكر ثالثا ما من به سبحانه وتعالى على رسوله [ فقال سبحانه وتعالى: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} ولا شك أن رفع الذكر من سعادة المرء ولذلك خصه الله جل وعلا بالذكر .

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك