رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: وائل رمضان 31 يوليو، 2012 0 تعليق

الشيخ المغراوي: الدولة الإيرانية تنفق أموالاً طائلة لنشر مذهبها في كل مكان حوار: وائل رمضان

الدعوة السلفية في المغرب لها حضور قوي في القديم والحديث، قام عليها علماء ورجال عظام أمثال العلامة محمد بالعربي العلوي رحمه الله، والمحدث الكبير أبو شعيب الدكالي، والعلامة تقي الدين الهلالي وغيرهم من الأعلام الذين شهد لهم العالم كله بالعلم النافع والعمل الصالح، وكان ممن حمل هم الدعوة من تلامذة هؤلاء الأعلام وأخذ الراية لمواصلة المسيرة فضيلة الشيخ محمد بن عبد الرحمن المغراوي - حفظه الله - الذي اتخذ بيته منطلقًا لهذه الدعوة المباركة، فلقيت القبول عند الناس، وهذا الأمر شجع الشيخ وجعله يؤسس جمعية الدعوة للقرآن والسنة برفقة ثلة من المخلصين سنة 1396 هـ/1976م و أخذت في فتح مقرّاتها (دور القرآن) الدار تلو الدار حتى زادت على العشرة في مدينة مراكش وحدها وكانت لها اليد الطولى في الإشراف والحض على تأسيس أكثر من ستين داراً في مختلف مدن المغرب وقراه، ولقد تعرضت هذه الدور منذ سنوات لقرار تعسفي أدى إلى إغلاقها، غادر على أثره الشيخ المغراوي المغرب وأقام فترة في المملكة العربية السعودية، ثم عاد مؤخرًا ليستكمل مسيرة الدعوة المباركة التي افتقدته كثيرًا طوال هذه الفترة، وقد التقينا به أثناء زيارته إلى الكويت  مؤخرًا، وكان لـ«الفرقان» معه هذا اللقاء:

- بداية شيخنا بارك الله فيكم، ما واقع الدعوة السلفية في الـمغرب ولاسيما بعد انقطاعك فترة من الزمن عنها؟

- الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله  صلى الله عليه وسلم ، وبعد: فلا شكَّ أنَّ الدعوة السلفية في المغرب تعرضت لمحنة كبيرة في السابق؛ حيث تآمر عليها بعض المتآمرين، تآمروا عليها تآمرًا واضحًا، حيث تعرضوا لقضية لا علاقة لها بالدعوة في الأصل، وهي سؤال كان قد جاءني من خارج المغرب على الإنترنت، وهو: هل يجوز لغير الحائض أن تتزوج أم لا؟ فأجبته بنصوص القرآن بقول الله تعالى: {واللائي يئسن من المحيض من نسائكم فعدتهن ثلاثة أشهر، واللائي لم يحضن}، وذكرت له قصة عائشة لمَّا خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبع وبنى بها في تسع، وقلت له: إن القضية ليست قضية سن، فالسن الصغيرة لا يلتفت إليها أحد، ثم ذكرت أن الموضوع هذا يرجع إلى القاضي الذي يعقد الأنكحة، ويرجع كذلك إلى أبي الزوجة، هذه الأمور كلها توضع في الحسبان، فقد يمكن أن تكون البنت وهي في سن صغيرة تصلح للزواج حسب استعدادها الجسدي وغيره من العوامل.

        وتم تسجيل هذا الجواب على موقعنا الإلكتروني، وبعد مضي خمس سنوات على السؤال قام بعض دعاة الفتنة فأخذوه من الموقع ونشروه في الجرائد المغربية تحت عنوان: «المغراوي يقول بزواج الصغيرة والقاصر وزواج بنت التسع»، وقامت على أثر ذلك ضجة إعلامية في المغرب، ونقلتها كل الجرائد، وقامت الحكومة بوضع يدها على دور القرآن وأغلقتها، على أساس أنني لست مفتيًا رسميًا يخول له الإفتاء، وأنا لما أجبت على الأخ السائل لم أجب بصفتي مفتيًا رسميًا، فالقصد أن هذه الحادثة كانت ذريعة لإغلاق دور القرآن، كما أن بعض المحامين رفعوا علي دعوى قضائية يطالبون فيها بمحاكمتي، وفي هذه الأثناء حل شهر رمضان فسافرت إلى مكة وآثرت البقاء في مكة.

- هل معنى ذلك أن خروجكم لم يكن اضطراريًا؟

- لا لم يكن كذلك، ولم يبلغني أحد بشيء لا سلبًا ولا إيجابًا، أو أن هناك جهات معينة تريد مساءلتي، كل ما في الأمر أنني كنت جالسا في الحرم، ولما حدثت هذه التغيرات في العالم العربي، وكان الملك محمد السادس قد أجرى بعض الإصلاحات في الدستور، بناءً عليه رجعت إلى المغرب و شاركت في العملية السياسية من خلال التصويت على الدستور الجديد بقوة.

-  هل اتخذت الدولة إجراءات تعسفية ضد القائمين على الدعوة السلفية في هذه الأثناء؟

- لا لم يحدث شيء من هذا، بل تركت الحكومة الشباب السلفي على ما هم عليه من النشاط الدعوي سواء في البيوت أم في غيرها، ولم يكن هناك متابعات أو مضايقات أمنية، ولم يتعرض أي من الشباب للإيذاء.

- يقول العلماء: إن كل محنة وراءها منحة، فهل عادت هذه المحنة بمنح على الدعوة السلفية في المغرب؟

- بفضل الله نحن استفدنا كثيرًا من هذه المحنة؛ حيث أسهمت في انتشار الدعوة على مستوى واسع في المغرب، فقد تعاطف الكثيرون معنا سواء من الهيئات أم من الأشخاص، وحصلت منن كثيرة وخيرات كثيرة وانقلبت المحنة إلى منحة.

        وبعد رجوعي بفضل الله تم إعادة فتح أكثر المراكز التي أغلقت من قبل، وتأسست جمعيات كثيرة بأسماء مختلفة، وفتح لنا مركز كبير في مراكش، وبرغم أن بعض المراكز ما زالت لم تفتح، لكن على أمل أن تفتح إن شاء الله، والحمد لله الدعوة تمر الآن بأحسن أحوالها فقد خرجت إلى عموم الناس في الأماكن العامة والرياضية التي ما كان يستطيع الشباب السلفي في السابق الوصول إليها، وتم ترخيص جريدة رسمية اسمها «السبيل» لها نشاط واسع، المهم أن واقع الدعوة السلفية واقع إيجابي ومتميز بفضل الله.

- بعضهم  وصف رجوعكم إلى الـمغرب في هذه الفترة بالذات على أنه صفقة مع النظام الـمغربي؟

- مع الأسف الشديد الإعلام يروج دائمًا لمثل هذه القضايا، وأنا أقول دائمًا: إن الجرائد لا يوجد فيها شيء صادق سوى التاريخ، وأنا لا أدري كيف تعقد الصفقات؟ هل تكون من خلال الأموال أم المصالح أم ماذا؟ لست أدري كيف تعقد الصفقات؟ نحن نقول الحق، وندعو للكتاب والسنة بفهم سلف الأمة، وليس لنا مصلحة مع أحد من النظام ولا لأحد من النظام مصلحة معنا، فكيف يكون هناك صفقات كما يدَّعون؟!

- بعضهم يقول: إنها مصالح سياسية، بمعنى أن الدولة أرادت أن تُحدث نوعا من التوازن بين التيارات الإسلامية ولاسيما بعد صعود حزب العدالة والتنمية؟

- بالعكس نحن ساعدنا العدالة والتنمية في الانتخابات، وكان لنا دور كبير ولاسيما في مراكش المدينة التي نسكن فيها حيث تميزت بأكبر عدد من المقاعد في البرلمان بسبب تعاون السلفيين مع العدالة والتنمية.

- انطلاقًا من هذا الأمر ما دمتم تطرقتم إليه، ما علاقتكم بالتوجهات الإسلامية الأخرى في الـمغرب كحزب العدالة والتنمية، والشبيبة، و جماعة العدل والإحسان، وغيرها من التيارات والوجهات الإسلامية؟

- الشبيبة هي العدالة والتنمية، أما بالنسبة للتيارات الأخرى فليست لنا بهم أي علاقة دينية أو دعوية، لكن بالنسبة للإخوة في العدالة فنحن أقرب إليهم من غيرهم، ولم يسبق وجود أي نوع من التراشق أو المشاحنات والخصومات الشخصية بيننا، بل على العكس فإنه لما أغلقت دور القرآن دافعوا عن هذه المراكز، وقدم الأستاذ مصطفى الرميد وزير العدل الحالي استجوابا لوزير الداخلية السابق بهذا الخصوص، وكان له دور إيجابي وكبير في الدفاع عن المراكز ودور القرآن التي أغلقت، وقد زارنا هذا الرجل في تلك الحلقات وأعجب جدًا بها وقال وقتها: لو خُيِّرت بين أن أجلس على كرسي الوزارة، وبين أن أجلس في تلك الحلقات، لاخترت الجلوس في هذه الحلقات، وجميع الإخوة في السابق واللاحق إما تلامذة لي أو زملاء ولم يسبق بيننا وبينهم أي صدام، ولم أعرف عليهم أي مخالفة عقدية أو إشكالية كبيرة.

        فضلاً أن الواقع الذي نعيشه اليوم في العالم الإسلامي يحتم علينا دعم أي توجه إسلامي قام في مقابل التوجهات التي تكون معادية للإسلام أو مخالفة له، ونحن أصدرنا بيانًا في هذا الشأن أننا يدعم الأصلح والأفضل، دون اعتبار لانتمائه الفكري.

- هل يمكن أن تعطونا فكرة عن مدى انتشار الفكر التكفيري في بلاد المغرب العربي ولاسيما أنه ارتبط بظهور ما يسمى بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي، وهل تأثر هذا الفكر بوفاة زعيم التنظيم أسامة بن لادن؟

- لا أظن أن هذا الفكر متأصل في المغرب باستثناء الحادثة التي حدثت في الدار البيضاء في 16 مايو 2005، التي على أثرها أخذ الكثير إلى السجون وحكم على بعض الناس بأحكام كبيرة منها ثلاثون عامًا، وقد أخذ عدد كبير من الشباب سمعنا أنه وصل إلى ثمانية آلاف، والحقيقة أن هذا الموضوع كان فيه مبالغة كبيرة من الدولة من حيث إلقاء القبض على كثير من الناس الذين اتهموا في هذه القضية، وبعد خروج هؤلاء الشباب تراجع كثير منهم عن هذا الفكر، وكما قلت لك فإن هذا الفكر ليس متأصلا في المغرب، ولكن نظرًا لانتشار وسائل الاتصال الحديثة ووسائل الإعلام ربما يقع تأثر بهذا الفكر.

        وأنا أرى أن الحكومات لها دور كبير في انتشار هذا الفكر، وفي إنشائه، وفي تقويته، فحينما تقوم هذه الحكومات بالتضييق على الدعاة وطلبة العلم يكون هناك ردة فعل، فمثلاً جمال عبد الناصر زرع التكفير في مصر، كذلك بن علي فعل الشيء نفسه في تونس، والقذافي كذلك، وغيرهم كثيرون، وكما نرى أن دول الخليج أقل الدول التي ينتشر فيها هذا الفكر نظرًا لمساحة الحرية المتاحة للدعاة ووجود مؤسسات رسمية تدعم العمل الإسلامي، كما في الكويت مثلاً.

- هل هذا هو السبب الوحيد لانتشار هذا الفكر أم هناك أسباب أخرى؟

- التضييق على العمل الإسلامي هو أكبر الأسباب فإن 80% من انتشار التكفير من التضييق، فمثلاً رجل يأتي ليفتح مدرسة قرآنية تمنعه، تقول له بلسان الحال: لا أريد القرآن، تقول له سأعلم بطريقة حفص؟ يقول: نحن لا نريد حفص، حينما تتكلم عن الزوايا والأضرحة يمنعونك، يقولون إلا الزوايا والأضرحة، حينما يؤخذ الشباب في الثالثة والرابعة فجرًا من بيوتهم دون جريرة ودون أي شيء، وتوضع القيود في يد الشاب ورجله، ويتم تعصيب عينيه، ويلقى بالسجن، هذه التجاوزات وغيرها يكون لها ردة فعل.

- ما السبيل لمنع انتشار هذا الفكر؟

-  إعطاء مساحة كبيرة من الحرية للتيارات الإسلامية ولاسيما أصحاب المنهج السلفي الحق، أصحاب الاعتقاد الصحيح، الذي لا يدعو إلى الخرافات ولا إلى الدجل، ولا يريد انتشار الشركيات بكافة صورها وأشكالها، وتقوية هذا الفكر وإعطاء الفرصة له، وإفساح المجال له، فالإشكال الكبير هو في التضييق ولاسيما حين يتعلق هذا التضييق بكتاب الله عز وجل، افسحوا المجال لحلقات القرآن ومراكز القرآن، فالتضييق من أهم أسباب الانحراف وأسباب الثورات وأسباب التكفير، وأسباب الخروج، فليس كل الناس يستطيع الصبر والتحمل، فغالب الشباب لديهم طيش ولديهم ردة فعل، كما حدث في الجزائر.

- كيف ترون الوجود الصفوي في بلاد المغرب العربي ولاسيما أن الوجود الصوفي يعد كبيرا إلى حد ما هناك؟

- الدولة الإيرانية تنفق أموالا طائلة لنشر هذا الفكر في كل مكان في أوروبا وأفريقيا من خلال سفاراتها؛ حيث إن أغلب الملحقين الثقافيين في تلك السفارات دعاة، وتقوم بإغداق هذه الأموال على الفقراء والمساكين، كما تبث الكثير من النشرات والكتب، ولما أحس ملك المغرب بهذه المحاولات أغلق السفارة الإيرانية وقام بطرد السفير الإيراني، إلا أن هناك حركة صفوية وجمعيات تتحرك في هذا الاتجاه وهناك جمعية تسمى جمعية الغدير يرأسها أستاذ جامعي.

- هل لديكم إحصائيات بأعدادهم؟

- ليس لدينا إحصائيات مؤكدة عن ذلك ولكنهم يتركزون في مراكش، وقد بلغني من أحد الإخوة أن عددهم وصل 50.000 وأغلبهم من شمال المغرب.

- وماذا عن علاقتهم بالحركة الصوفية هناك؟

-  فيما يتعلق بالحركة الصوفية في المغرب فإنهم يمجدون التوجهات الإيرانية في كتاباتهم، وهناك توافق كبير بين الصوفية وبينهم، أقصد بالذات جماعة العدل والإحسان هداهم الله، فهؤلاء من أكبر من يخدم المد الصفوي في المغرب ويمهد له الطريق، وهذا واضح جدًا من الدفاع المستميت عنهم وتحبيبهم لقلوب المغاربة لكن لن يفلحوا فنحن لهم بالمرصاد، ونقول لهم: إن لم تكونوا على قول أئمة أهل السنة وعلمائهم في هؤلاء فأنتم على ضلال ولن تفلحوا إذًا أبدًا.

- كيف ترون الحركة العلمية في الـمغرب في الفترة الحالية بعد التغيرات الأخيرة؟

-  الحمد لله يوجد الآن حركة علمية كبيرة في المغرب من خلال انتشار الدروس العلمية، وحلقات التحفيظ، ودروس العقيدة والحديث والفقه، ووجود عدد كبير من طلبة العلم الذين يقومون على هذه النشاطات وينتشرون في أرجاء المغرب.

- كيف ترون الثورات العربية وهل تعطيكم مؤشرًا لتغييرات كبرى قادمة في وطننا العربي؟

- أنا  أقول: لا تتفاءلوا كثيرًا، ولا تتشاءموا كثيرًا، فالقضية تحتاج إلى وقت حتى نرى كيف ستسير الأمور، أما بالنسبة للإسلام والصحوة الإسلامية، فهي كانت قادمة بفضل الله سواء بالثورات أم بغيرها؛ لأن كل الأنظمة الأخرى أثبتت فشلها، وهذه الثورات إنما جاءت قدرًا وانتقاما من الله من هؤلاء الظلمة الذين عاثوا في الأرض فسادًا وحاربوا الإسلام ليل نهار، فبعضهم أجبر المسلمين على الإفطار في رمضان، وبعضهم بالغ في فتح بيوت الدعارة في الشوارع، كما بالغوا في حرب السُنَّة بالليل والنهار، فالقصد أن ما حدث ليس بفضل أحد إلا الله، وإلا فإن دولة مثل مصر القوية بأجهزة استخباراتها وجهازها الأمني، ومع ذلك في فترة وجيزة سقط نظام حسني مبارك؛ لذلك يجب ألا نربط بين قدوم الإسلام وبين هذه الثورات فالصحوة الإسلامية آتية آتية.

- فيما يتعلق بتأثير  هذه الثورات على القضايا العربية المصيرية كقضية فلسطين هل يمكن أن تدفع بالاتجاه الصحيح لحل هذه القضايا المزمنة؟

-  أقول لك بصدق إن العالم العربي خصوصًا والعالم الإسلامي عمومًا يعيشون حالة من الضعف في جميع المجالات والإمكانات ويعيشون تحت رحمة الغرب حتى في إستراتيجياتهم، كما يجب أن نعلم أن الخلاف مع اليهود ليس معهم فقط وإنما مع عالَم كبير، فالدولة اليهودية - إن صح التعبير- لا يمكن أن تقارن بأي دولة عربية سواء من حيث المساحة أم عدد السكان أم الإمكانات، فليس هناك وجه للمقارنة، وللأسف فإن الشعارات المرفوعة الآن أغلبها شعارات ديمقراطية، وما يسمى بالدولة المدنية؛ فالقصد كما يقولون في المثل: «العقل لا يكون طماعًا» بمعنى يجب أن ننظر إلى إمكاناتنا الحالية، ونكون واقعيين في الحديث عن هذه القضايا، ونتعامل بالسياسة الممكنة، ولابد الآن أن نلتفت للشعوب ونركز على إعطائها حقوقها التي كانت محرومة منها بداية، فالاقتصاد العربي في جميع الدول يعاني ضعفًا شديدًا، كذلك الناحية السياسية وغيرها من المجالات، وأنا أرى أن الأمور لن تتغير بالسرعة التي يطمح إليها الكثيرون.

- كثيرون يتهمون أبناء الدعوة السلفية بأنهم سلبيون تجاه هذه القضايا؟

- الدعوة السلفية ليست لها وجود تنظيمي قوي ولا يوجد عمل منظم نستطيع أن نقول عليه تنظيم سوى مدرسة الإسكندرية في مصر، وكذلك السودان، كما أن السلفيين ليس لهم امتداد دولي كما هو عند الإخوان مثلاً، وربما يقتصر دور السلفيين على الدور التوجيهي والعقدي، ولاسيما أن الذي زرع اليهود في منطقتنا عرف كيف يزرع هذا المسمار الخبيث بدقة، ولن تستطيع أي فئة منفردة مواجهة إسرائيل وأرى أن هذا من الصعوبة بمكان.

لا أرى ذلك من المصلحة

- سمعنا بعض القوى الإسلامية التي قامت بها الثورات تنادي بالمواجهة مع اليهود وتحرير بيت المقدس، فهل تصعيد هذا الخطاب الآن فيه مصلحة شرعية؟ وكيف نحيي الولاء للقضية الفلسطينية خصوصًا والقضايا العربية المشتركة عمومًا، ولاسيما أن أغلب الأنظمة البائدة أفقدت المواطن العربي الولاء والانتماء لهذه الأمة؟

- الإنسان إذا أراد أن يتكلم في قضية من القضايا لابد أن ينظر إلى واقعه، فالآن أي شخص في بلد يحيط به واقع يخصه، فإذا كان لا يستطيع تغيير هذا الواقع فكيف يتطلع إلى تغيير ما سواه؟! ولقد استطاع الأعداء شغلنا بالإشكالات الموجودة بالداخل.

وأما فيما يتعلق ببيت المقدس فأنا على يقين أنها ستحرر بإذن الله وهذا اعتقادنا، فموعود الله الذي ذكره في القرآن الكريم لا يمكن أن يتخلف.

- ماذا عن سورية هل ترون أن هناك تخاذلا عربيا تجاه هذه القضية؟

- النظام السوري نظام ظالم منذ قديم الزمن، وأرى أن جميع الأنظمة ضد هذا النظام.

-  ولكننا لم نر أي خطوات إيجابية لصالح هذه القضية؟

- هناك أمور لا يمكن أن تفصح عنها، ولكن كثيرا من البلدان مواقفهم واضحة تجاه هذه القضية، وبعض البلدان مواقفها غير واضحة، ولكن هذه هي السياسة. 

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك