الشيخ الدكتور: عبد الله بن محمد الطيّار لـ«الفرقان» العشـر من ذي الحجـة فضائـل وأحكـام
نعم إنها عشر ذي الحجة التي قال فيها الرسول - صلى الله عليه وسلم -: «ما من أيام العمل الصالح فيها أحبُّ إلى الله من هذه الأيام يعني أيام العشر، قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء» وقال - صلى الله عليه وسلم -: «ما من أيام أعظم ولا أحبُّ إلى الله العملُ فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد» فينبغي للمسلم استغلال هذه الأيام بالعمل الصالح من صيام وصدقة وتسبيح وتهليل وتحميد وذكر ودعاء وإحياء سنة التكبير التي كادت أن تموت في المجامع والأسواق. ومن أفضل الأعمال التي يتقرب بها المسلم في هذه الأيام سفك دماء الأضاحي والهدي تقرباً لله تعالى وعملاً بقوله سبحانه: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ} (آل عمران: 92).
وفي هذا الحوار مع شيخنا الكريم الأستاذ الدكتور/ عبد الله بن محمد بن أحمد الطيار نستعرض بعض الأسئلة التي نراها تمس إلى معرفتها الحاجة هذه الأيام:
- أولاً شيخنا الكريم، هل يُشرع التكبير في هذه الأيام العشر؟
- الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فالتكبير على نوعين مطلق ومقيد.
يبدأ من ثبوت دخول هلال ذي الحجة إما بتمام ذي القعدة ثلاثين يوماً أو بإعلان دخول هلال ذي الحجة، ويستمر سائر الوقت من ليل أو نهار وينتهي على الصحيح بنهاية أيام التشريق، وقيل ينتهي بصلاة العيد من يوم النحر.
والمقيد يبدأ من صلاة فجر يوم عرفة لغير الحاج و للحاج من ظهر يوم العيد إلى عصر أخر أيام التشريق؛ لأنه يوم عرفة وليلة العيد مشغول بالتلبية وهي أولى من التكبير.
والمطلق يشرع في كل وقت لكن لا يكبر أدبار الصلوات إلا بعد التسبيح والتهليل ويحرص على المجامع والأسواق وأمكنة اجتماع الناس لكن لا يرفع الصوت بالذكر في العشر ولا في غيرها في المقابر وأثناء حمل الجنازة.
والمقيد بعد الصلاة بعد الاستغفار ثلاثاً وقبل التسبيح والتهليل.
- ما صفة التكبير المطلق والمقيد وصيغته التي يحرص عليها المسلم؟
- صفة التكبير المطلق والمقيد أن يقول الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
وإن قال الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد فحسن.
وإن زاد الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا وصلى الله وسلم على نبينا محمد فلا بأس.
- هل يشرع التكبير للنساء أم أنه خاص بالرجال فقط؟
- التكبير مشروع للرجال والنساء، الصغار والكبار لكن لا ترفع النساء صوتها إذا كانت عند غير محارمها وكذا لا يسوغ التكبير الجماعي؛ إذ لم يثبت عن الصحابة رضوان الله عليهم.
- هل يجوز صيام الأيام التسعة الأول من شهر ذي الحجة التي تختتم بيوم عرفة؟
- مما يشرع في هذه العشر المباركات صيامهن حتى اليوم التاسع؛ فإن لم يتيسر فصيام اليوم التاسع لما ثبت أنه يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده لكن لا يشرع صيامه للحاج؛ لأنه مشغول بالطاعة في عرفة والفطر أقوى له على العبادة، ومما يشرع في هذه العشر الأضاحي.
- متى يمسك من أراد أن يضحي عن الأخذ من شعره وظفره؟
- من أراد أن يضحي فلا يأخذ من شعره ولا ظفره ولا بشرته شيئا من حين دخول العشر حتى ذبح أضحيته بيده أو بيد وكيله، أما من سيضحي عنه الأهل والذرية فلا يمنعون من ذلك مثال. إذا كان الأب سيضحي عن نفسه وأهل بيته من زوجة وأبناء وبنات فالأب هو الذي لا يأخذ من شعره وظفره وبشرته أما الزوجة والأبناء والبنات فلا حرج أن يأخذوا ما اعتادوا أن يأخذوه ما لم يكن محرماً فيمنع في العشر وفي غيرها.
- هل يجوز الاشتراك في أضحية الضأن؟
- لا يسوغ الاشتراك في الأضحية بين اثنين فأكثر فمثلا لو قال شخصان لا نستطيع أن نضحي كل بمفرده وجمعا فلوسهما، واشتريا أضحية واحدة وضحيا بها فلا يجوز ذلك، ومثله لو أن شخصا عنده مجموعة وصايا وجمعها في أضحية واحدة لأشخاص مختلفين فلا يجوز لكن لو كان شخص له روافد عدة مالية وجمعها الوصي في أضحية واحدة أو أكثر لهذا الميت فلا بأس.
- هل يضحي عن الميت أفضل؟
- الأصل في شرعية الأضحية أنها للحيٍ وأُلحق به الميت وأما ما يفعله كثير من الناس من أنهم يضحون للأموات ويتركون أنفسهم فهذا خلاف السنة.
- كثيراً ما يسأل الناس ليلة الثلاثين من ذي القعدة هل يأخذون من شعرهم وأظفارهم؟
- ما لم يثبت دخول الشهر بتمام ذي القعدة أو إعلان ثبوت ذي الحجة فلا حرج في الأخذ من الشعر والظفر.
- إذا نوى المسلم أن يضحي بعد دخول العشر وقد أخذ من شعره وظفره بعد دخولها، فما حكمه؟
- إذا مضى من العشر يومان أو ثلاثة وأخذ المسلم من شعره وظفره ثم طرأ له أن يضحي فليمسك بعد نيته ولا حرج فيما سبق - إن شاء لله -.
- وما حكم من نوى الأضحية قبل دخول العشر لكنه أخذ من شعره وظفره؟
- من أخذ من شعره وظفره وهو ناوٍ أن يضحي فلا يمنعه ذلك من الأضحية ولا يؤثر عليها؛ خلافاً لما يفهمه بعض العامة لكن هذا الشخص يأثم بما حصل منه.
أما لو احتاج المسلم لأخذ شعرة أو ظفر انكسر أوغير ذلك فلا حرج عليه.
- هل يؤثر التوكيل في الأضحية على الأخذ من الشعر والظفر؟
- لا أثر للتوكيل في المنع من أخذ الشعر والظفر.
- هل يفضل لمن سيحج أن يضحي؟
- الأولى لمن سيحج ألا يضحي بل يكتفي بالهدي فإن عزم على الأضحية فلا يأخذ حال الإحرام من شعره لكن بعد أن يتم عمرته فله أن يحلق أو يقصر وكذلك يوم العيد له أن يحلق أو يقصر؛ لأن هذا نسك من مناسك الحج.
- هل يجوز للمرأة أن تذبح أضحيتها بنفسها؟
- نعم، للمرأة أن تذبح أضحيتها بنفسها وما يفهمه بعض العامة من منع المرأة من الذبح فهو غير صحيح.
نسأل الله تعالى أن يجزي شيخنا عنا خير الجزاء، نفع الله به وبعلمه، وإلى لقاء آخر بإذن الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لاتوجد تعليقات