رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الشيخ عبدالرزاق بن عبدالمحسن البدر 27 يونيو، 2021 0 تعليق

الشيخ البدر: من أسباب ثبات عقيدة السلف تمسكهم بالكتاب والسنة

 

ما زال الحديث مستمرًا عن محاضرة الشيخ عبدالرزاق عبدالمحسن البدر، عن أهمية العقيدةِ الإسلاميةِ الصافيةِ النقيَّةِ المتلقَّاة من الكتابِ والسُّنَّة، ومكانتها العالية الرفيعة في الدين؛ حيث أكد الشيخ أن منزلة العقيدة في الإسلام منزلة الأساس من البُنيان، والقلب من الجسد، والأصل من الشجر، قال الله -تعالى-: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ} (إبراهيم:24).

الأمر الأول: الاعتصام بالكتاب والسنة

وقد أفاض الشيخ فيه في المرة السابقة؛ حيث بين أن الاعتصام بالكتاب والسنة من أهم الأسباب التي أدت إلى ثبات عقيدة السلف.

الأمر الثاني: المعتقَد الحق

     إنَّ الكتابَ والسُّنَّةَ مشتملان على المعتقَد الحقِّ؛ إذ لا نقصَ فيهما بأيِّ وجه من الوجوه، المعتقَدَ الحق بَيِّنٌ تَمامَ البيانِ، وواضح كامل الإيضاح في كتاب الله وسُنَّة نبيِّه - صلى الله عليه وسلم -، كما قال الله -تعالى-: {اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} أي: عقيدةً وعبادةً وسلوكاً {وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً} (المائدة:3)؛ فالكتاب والسُّنة بُيِّن فيهما كلُّ ما يحتاج إليه الناسُ مِمَّا يتعلَّق بالاعتقاد، وما يتعلَّق بالعبادة، وما يتعلَّق بالمعاملة والأخلاق والسلوك، بل كما في الحديث الصحيح عن النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أنَّه قال: «إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي إِلَّا كَانَ حَقًّا عَلَيْهِ أَنْ يَدُلَّ أُمَّتَهُ عَلَى خَيْرِ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ وَيُنْذِرَهُمْ شَرَّ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ»؛ فلمَّا آمن أهل السُّنَّة إيماناً كاملاً، واقتنعوا اقتناعاً تامًّا بأنَّ دينَهم اعتقاداً وعبادةً وسلوكاً بُيِّن في القرآن والسُّنَّة غايةَ البيان، التزموا تَمامَ الالتزام، وعوَّلوا كامل التعويل على ما جاء في كتاب الله وسُنَّة نبيِّه - صلى الله عليه وسلم -، ولم يحتاجوا أن يرجعوا في هذا الباب إلى غير ما جاء في كتاب الله وسُنَّة نبيِّه -صلوات الله وسلامه عليه-، فثَبَتوا تمام الثبات على كتاب الله وسُنَّة نبيِّه - صلى الله عليه وسلم -، وتحقَّقت لهم بذلك السلامةُ التامَّةُ الكاملة.

بيان جَمِيع الدِّينِ أُصُوله وَفُرُوعه

     قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: «إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَيَّنَ جَمِيعَ الدِّينِ أُصُولَهُ وَفُرُوعَهُ، بَاطِنَهُ وَظَاهِرَهُ، عِلْمَهُ وَعَمَلَهُ؛ فَإِنَّ هَذَا الْأَصْلَ هُوَ أَصْلُ أُصُولِ الْعِلْمِ وَالْإِيمَانِ، وَكُلُّ مَنْ كَانَ أَعْظَمَ اعْتِصَامًا بِهَذَا الْأَصْلِ كَانَ أَوْلَى بِالْحَقِّ عِلْمًا وَعَمَلًا «، ويقصد بهذا الأصل: التعويل التَّامُّ والاعتماد الكامل على كتاب الله وسُنَّة نبيِّه - صلى الله عليه وسلم -؛ لأنَّهما قد بُيِّن فيهما الدِّينُ كلُّه عقيدةً وعبادةً وسلوكاً، والدقائق اليسيرة المتعلِّقة بالآداب، كأدب قضاء الحاجة، وأدب الطهارة، وأدب المعاملة ونحو ذلك، بُيِّنت هذه الأمور في الكتاب والسنة غاية البيان؛ فهل من الممكن أن يُبَيَّن في الكتاب والسنة هذه الآداب الدقيقة ويُترك الاعتقاد دون أن يُبيَّن؟! هذا مُحالٌ، كما قال الإمام مالك بن أنس (إمام دار الهجرة) -رحمه الله-: «مُحالٌ أن يكون النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بيَّن لأمته كلَّ شيءٍ حتى الخِراءةَ ولا يكون بيَّن لهم التوحيد «؛ ولهذا القرآن والسُّنة مشتملان على الخير كلِّه والهدى كلِّه والرشاد جميعه في العقيدة والعبادة والأخلاق، ولهذا حظُّ الإنسان من السلامة والاستقامة بحسب حظِّه من الاعتماد على كتاب الله وسنَّة نبيِّه - صلى الله عليه وسلم .

الأمر الثالث: الرجوع إلى الكتاب والسنة عند الاختلاف

الأمر الثالث من أسباب ثبات العقيدة في نفوس أهلها: أنَّ أهلَ السُّنَّة -بناءً على ما سبق- استقرَّ في نفوسهم أنَّهم في حال وقوع أيِّ نزاعٍ أو خلافٍ أو نحوِ ذلك لا يُعوِّلون على شيء ولا يرجعون إلى شيء إلاَّ إلى كتاب الله وسُنَّة نبيِّه - صلى الله عليه وسلم -، وهم يعلمون علم اليقين أنَّ النزاعَ والخلاف ونحو ذلك لا يحل ويرفعُ الإشكال فيه إلاَّ بالاعتمادِ على كتاب الله وسُنَّة نبيِّه - صلى الله عليه وسلم -، كما قال الله -تعالى-: {فإن تَنَازَعْتُمْ في شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إلى اللهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً}(النساء:59)، وما مِن شكٍّ أنَّ مَن كان هذا شأنُه - معوِّلاً في الأمور التي قد يقع فيها خلافٌ بين الناس على كتاب ربِّه وسُنَّة نبيِّه - صلى الله عليه وسلم  - فإنَّ حليفه الثبات والسلامة وعدم الاضطراب والتذبذب، فهم دائماً يُعوِّلون في أمور النزاع وفيما يختلف فيه الناسُ على كتاب الله وسُنَّة نبيِّه - صلى الله عليه وسلم -، ومِن المعلوم والمتقرَّر أنَّ كلَّ نزاعٍ يقع أو خلافٍ يوجد لا حلَّ له بين الناس إلاَّ بالاعتماد على كتاب الله وسُنَّة نبيِّه - صلى الله عليه وسلم -؛ لأنَّ الآراءَ متباينةٌ، والعقولَ مختلفةٌ، ووجهات النظر متباعدةٌ، فلا مجالَ لحلِّ النزاع ورفع الخلاف إلاَّ إذا عاد الجميعُ عودةً صادقةً ورجعوا رجوعاً حميداً إلى كتاب الله وسُنَّة نبيِّه - صلى الله عليه وسلم -؛ فهذا سببٌ عظيمٌ من أسباب ثبات أهل الحقِّ على الحقِّ.

الأمر الرابع: سلامة فطرتِهم

     والفطرة نعمةٌ من الله -عز وجل- ومِنَّةٌ منه -تبارك وتعالى- على عباده، وهو -جلَّ وعلا- تفضَّل على عباده ومَنَّ عليهم بأن خلقهم جميعَهم على الفطرة، كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ»، فخلَقهم على الفطرة، وأهل السُّنَّة بقيت فطرتُهم سالِمةً لم تتغيَّر، حفظَها اللهُ لهم من التغيُّر والتبدُّل والانحراف، وبقية الناس تلوَّثت فطرُهم، ولَحِقَها الانحراف بين مُقلٍّ ومستكثر، وفي الحديث القدسي يقول الله -تعالى-: «خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ وَإِنَّهُمْ أَتَتْهُمْ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ»، وفي القرآن الكريم يقول الله -تعالى-: {وَإنَّهَمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ}(الزخرف:37)، فالشيطان وجندُه صرفوا الناسَ وحرَفوهم عن فطَرهم؛ ولهذا فإنَّ من أسباب الثبات أن يبقى الإنسانُ ثابتاً على الفطرة السليمة {فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ} فسلِمَت لهم الفطرة وهذه نعمة عظيمة ومنَّة كبيرة حازها هؤلاء، وسلامةُ الفطرة مرتبطةٌ بسلامةِ المصدر؛ فإذا كان صاحبُ الفطرة السليمة مستنداً ومعتمداً على كتاب ربِّه وسُنَّة نبيِّه - صلى الله عليه وسلم - فإنَّ فطرتَه لا تتبدَّل، وإن سَلَّمَ فطرتَه للأهواء المردِية والشبهات المفسِدة والآراء المنحرفة والتكلُّفات البعيدة ونحو ذلك تنحرف فطرته.

الأمر الخامس: صحَّة عقولهم

     أهل السُّنَّة والجماعة أحسنُ الناس عقولاً وأسلمُهم رأياً وفِكراً ومنهجاً، فعقولهم راجحة ليس فيها غلوٌّ أو جفاء كما هو الشأن في غيرهم من أهل البدع والأهواء، فأهل السُّنَّة ليس عندهم في العقول غلوٌّ كما ترونه واضحاً في أرباب الكلام والمتفلسفة ومَن لَفَّ لفَّهم وسار على منهجهم، تجده يُنحِّي الكتاب والسُّنَّة جانباً ويعتمد تَمام الاعتماد على عقله وفِكرِه ورأيِه، فما رآه صحيحاً بعقله اعتمده، وما رآه بخلاف ذلك تركه وإن كان قاله الله أو قاله رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ لأنَّ المعوَّلَ عندهم والعِبرةَ على ما توصَّلت إليه عقولُهم وآراؤهم، ومن المعلوم أنَّ عقولَ الناسِ ليست على عقل رجل واحد، ولهذا لَمَّا كان الاعتمادُ على العقل عند فئة من الناس كان ذلك سبباً لكثرة الانحراف وكثرة الآراء والمذاهب؛ لأنَّ العقولَ مختلفةٌ، كما قال بعضُ السَّلف: «لو كانت الأهواء هوىً واحداً لقيل إنَّه الحقُّ، ولكنَّها أهواء «، كذلك نقول: لو كانت العقولُ عقلاً واحداً لقيل إنَّه الحقُّ، ولكنَّها عقولٌ مختلفةٌ. وهؤلاء يُقدِّمون عقلَهم على ما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - ويجعلون العُمدةَ العقلَ؛ فعليه يُعوِّلون، وقد ألزمهم أحدُ السَّلف قديماً بأن قال: مِن لازمِ قول هؤلاء أن يقول أحدُهم أشهد أنَّ عقلي رسولُ الله، بدلاً من أن يقول أشهد أنَّ محمداً رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -؛ لأنَّ المعوَّل والمعتدَّ عليه عنده عقله؛ فهذا جانب منحرفٌ في العقل، وهو جانب الغلوِّ في العقل ورفْعُه فوق مكانته.

جانب الجفاء

     وهناك جانبٌ آخر في العقل وهو جانب الجفاء، وهذا يكثر في ضُلاَّل المتصوِّفة وجُهَّالهم الذين يُنحُّون عقولَهم جانباً ثم يَدخلون باسم التصوُّف إلى أمورٍ يُسمُّون بعضها بالجذب أو الشطح أو الجنون أو نحو ذلك؛ فيقعون في أنواعٍ قبيحة من الانحرافات لا يقبلُها عقلٌ ولا يرتضيها فكرٌ، ويأنَف منها كلُّ إنسان، يقعون فيها بسبب تنْحيتهم الكاملة للعقل، بينما أهل السُّنَّة - كما قدَّمت - عقولهم راجحة صحيحة، لا يتجاوزون بالعقل حدَّه ولا يُنحُّونه ويُلغونه، بل يضعون العقلَ في حدوده وأُطُرِه المحدَّدة، وكما أنَّ سمعَ الإنسانِ له حدٌّ معيَّن لا يمكن أن يتجاوزه، وكذلك بصرَه وسائرَ حواسِّه فكذلك العقل، العقلُ له حدٌّ معيَّن، فمَن حاول أن يُقحِمَ عقلَه في غير حدوده ومجاله يضِلُّ كما ضلَّ أقوامٌ كثيرون؛ ولهذا صحَّت عقول أهل السُّنَّة والجماعة وسلِمت من الانحراف؛ لأنَّهم أعمَلوها في حدودها المعيَّنة ولم يُهملوها {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ الَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأولِي الأَلْبَابِ}(آل عمران:190) فهم أولو الألباب الصحيحة والعقول الراجحة؛ لأنهم وَضعوا عقولَهم في حدِّها المحدود ومجالها المعيَّن دون غلوٍّ أو جفاء، أو إفراطٍ أو تفريط، أو زيادة أو نقصان، فهذا أمرٌ عظيم كان من أسباب ثبات هؤلاء على الحقِّ.

الأمر السادس: اطمأنت نفوسهم بهذه العقيدة

      الأمر السادس من أسباب ثبات عقيدتهم في نفوسهم وسلامتها: أنَّ نفوسَ أهل السنَّة اطمأنَّت بهذه العقيدة غايةَ الطمأنينة، فيشعر كلُّ واحد منهم براحةٍ في قلبه، وطمأنينةٍ في نفسه، وأُنسٍ وسعادةٍ، بل وفرحٍ ولذَّةٍ بهذا المعتقَد الحقِّ الذي أنعم الله -تبارك وتعالى- عليه به، وهذا أمرٌ لا يَجِده أيُّ صاحب هوى، وهيهات أن يَجده، والله -تبارك وتعالى- يقول: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ القُلُوبُ} (الرعد:28)؛ ففي نفوسهم طمأنينة تامَّة وراحة عظيمة بهذا المعتقَد الحق الذي تلقَّوه من كتاب ربِّهم وسُنَّة نبيِّهم - صلى الله عليه وسلم -، وفي هذا يقول ابن القيّـم - رحمه الله - في كتابه الصواعق المرسلة: «سكونُ القلب إلى شيء ووثُوقه به، وهذا لا يكون إلاَّ مع اليقين، بل هو اليقينُ بعينه؛ ولهذا تَجد قلوبَ أصحاب الأدلة السمعية - يعني أهل السُّنَّة - مطمئنَّةً بالإيمان بالله وأسمائه وصفاته وأفعاله وملائكته واليوم الآخر، لا يضطربون في ذلك ولا يتنازعون فيه ولا يعرض لهم الشك عند الموت ولا يشهدون على أنفسهم ويشهدون على غيرهم بالحيرة والوقوف والشك «.

أَعْظَمُ النَّاسِ صَبْرًا

     ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: «وَأَمَّا أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْحَدِيثِ فَمَا يُعْلَمُ أَحَدٌ مِنْ عُلَمَائِهِمْ وَلَا صَالِحِ عَامَّتِهِمْ رَجَعَ قَطُّ عَنْ قَوْلِهِ وَاعْتِقَادِهِ، بَلْ هُمْ أَعْظَمُ النَّاسِ صَبْرًا عَلَى ذَلِكَ وَإِنْ اُمْتُحِنُوا بِأَنْوَاعِ الْمِحَنِ وَفُتِنُوا بِأَنْوَاعِ الْفِتَنِ، وَهَذِهِ حَالُ الْأَنْبِيَاءِ وَأَتْبَاعِهِمْ مِنْ الْمُتَقَدِّمِينَ «.

نفوسُهم مطمئنَّة بالحقِّ

     ويقول عبد الحق الإشبيلي -رحمه الله-: «واعلم أنَّ سوءَ الخاتمة - أعاذنا الله تعالى منها - لا تكون لِمَن استقام ظاهرُه وصلُح باطنُه، ما سُمع بهذا، ولا عُلِم به ولله الحمد، وإنَّما تكون لِمَن له فسادٌ في العَقَد، أو إصرارٌ على الكبائر، وإقدامٌ على العظائم «؛ فهذا من الأسباب العظيمة التي أدَّت إلى ثبات أهل الحقِّ، مطمئنَّةً بالحقِّ نفوسُهم، ساكنةً به قلوبُهم، مرتاحةً تَمام الارتياح، فلماذا عنه يَعدلون؟ ولماذا لغيرِه يَطلبون؟ وهم به مطمئنُّون غاية الاطمئنان، مرتاحون غاية الارتياح.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك