الشيخ ابن عثيمين: من السنّة أن يُكثر الإنسان الصيام في شهر شعبان
قال فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله- في خطبته (بيان أن الأخلاق السامية من الآداب الإسلامية) الحث على الإكثار من الصيام في شعبان، وأنه من هدي سيد الأنام: «أيها المسلمون، فإننا في شهر شعبان وسنتكلم حوله في نقاط ست لنبيّن فيها ما يجب علينا بيانه، ونسأل الله -تعالى- أن يرزقنا وإياكم علمًا نافعًا وعملاً صالِحًا».
(1) صيام شهر شعبان
- سئل الشيخ رحمه الله، هل يتميّز شعبان بصيام دون غيره من الشهور ؟
الجواب: نعم، فلقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - «يُكثر من الصيام فيه حتى كان يصومه إلا قليلاً». وعلى هذا من السنّة أن يُكثر الإنسان الصيام في شهر شعبان اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم .
(2) صيام يوم النصف من شعبان
صيام يوم النصف بخصوصه وردت فيه أحاديث ضعيفة لا تصح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا يُعمل بها؛ لأن كل شيء لم يثبت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإنه لا يجوز للإنسان أن يتعبّد به لله؛ وعلى هذا فلا يصام يوم النصف من شعبان بخصوصه؛ لأن ذلك لم يرد عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما لم يرد فإنه بدعة.
(3) فضل ليلة النصف من شعبان
فضل ليلة النصف من شعبان وردت فيه أحاديث ضعيفة لا تصح عن النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ وعلى هذا فليلة النصف من شعبان كليلة النصف من رجب أو من ربيع أو من جمادى أو من غيرهنّ من الشهور، لا تمتاز هذه الليلة - أعني: ليلة النصف من شعبان - بشيء بل هي كغيرها من الليالي؛ لأن الأحاديث الواردة في ذلك ضعيفة.
(4) تخصيصها بقيام بدعة
تخصيصها بقيام بدعة لأنه لم يرد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يخصّص تلك الليلة بقيام بل هي كغيرها من الليالي. إن كان الإنسان قد اعتاد أن يقوم الليل فلْيقم تلك الليلة أسْوةً بغيرها من الليالي، وإن كان ليس من عادته أن يقوم الليل فإنه لا يخصّص ليلة النصف من شعبان بقيام؛ لأن ذلك لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وأبعد من ذلك أن بعض الناس يخصّها بقيام ركعات معدودة لم ترد عن النبي - صلى الله عليه وسلم . إذنْ: لا نخصص ليلتها بقيام.
(5) هل هي ليلة القدر
الجواب:لا، ليست ليلة القدر؛ ليلة القدر في رمضان، قال الله -تعالى-: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ} أي القرآن {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} (القدر: 1-3)، وقال الله -تعالى-: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ} (البقرة: 185)، وعلى هذا فتكون ليلة القدر في رمضان؛ لأنها الليلة التي أنزل الله فيها القرآن والقرآن نزل في شهر رمضان فيتعيّن أن تكون ليلة القدر في رمضان لا في غيره من الشهور ومن ذلك ليلة النصف من شعبان فإنها ليست ليلة القدر ولا يقدّر فيها شيء مِمّا يكون من تلك السنة بل هي كغيرها من الليالي.
(6) صنع الطعام
إن بعض الناس يصنع طعامًا في يوم النصف من شعبان يوزّعه على الفقراء ويقول: هذا عشاء الأم، هذا عشاء الأب أو هذا عشاء الوالدَيْن وهذا أيضًا بدعة؛ لأنه لم يرد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا عن الصحابة -رضي الله عنهم.
لاتوجد تعليقات