رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم أحمد الناشي 2 مايو، 2011 0 تعليق

الشيخ إبراهيم الأنصاري في حوار خاص لـ«الفرقان»: الحاقدون كانوا يخططون لضرب أهل السنة في البحرين ثم ينتقلون بالأحداث إلى الكويت لتعم الفوضى في دول الخليج

 

أكد الشيخ إبراهيم الأنصاري إمام وخطيب مسجد مريم العتيقي بالأندلس بدولة الكويت أن الذي يجب أن يقود الناس هم العلماء وليس العامة؛ لأن العلم نور ويجب على الناس أن يكونوا تابعين لعلمائهم.

وقال في حوار خاص لـ«الفرقان»: إن  المجتمع مكوّن من أفراد، وإذا توجهت الدعوة للفرد صلح المجتمع؛ لأن المجتمع عبارة عن أفراد وأسر، فلن تعود المجتمعات إلى هيبتها إلا إذا أسسنا فيها الدعوة الصحيحة والنهج السليم؛ لأن العقيدة الصحيحة والمنهج السليم يضمران كل خير في الدنيا والآخرة، فضلا عن أنهما يجمعان المسلمين ويوحدان كلمتهم.

وأوضح أن الذين يعادون أهل السنة على وجه العموم يعادونهم لعقيدتهم ومنهجهم الصحيح الذي نشأوا عليه، فهم يبغضون كل سني يدعو إلى كتاب الله، مشيرا إلى أن هؤلاء يحقدون على المملكة العربية؛ لأنهم يعلمون جيدا أن قلوب جميع المسلمين في العالم تتوجه إلى المملكة، وبالتالي فقد أصابهم نوع من الحقد والحسد الذي حمل هؤلاء على السعي للتخريب وضرب الأمن في تلك البلاد، وبلاد المسلمين الذين يتبعون المنهج الإسلامي الصحيح والعقيدة الصحيحة. وحث العلماء على أن يوضحوا فضل هذه الدعوة لنشر العقيدة الصحيحة بين المسلمين، ويسد الطريق أمام الدعوات الباطلة الأخرى، وأن يحثوا الناس ويبعثوا فيهم إجلال الحكام واحترامهم.

وبين أن الأحداث التي مرت بها البحرين كانت تحركها العقائد التي أعلنها أصحابها ضد أهل السنة والجماعة، مؤكدا أن القضية ليست قضية مطالب ولا غير ذلك، وإنما كانت لضرب أهل السنة والجماعة في البحرين ثم انتقال الأحداث بعد ذلك إلى الكويت، ثم تعم هذه الأحداث دول الخليج. وهذا نص الحوار:

- تعج الساحة العربية بالهرج والمرج هذه الأيام، بما يسمى مظاهرات سلمية ضد الحكام، فمن الذي يجب أن يقود الناس في هذه المرحلة؟

- ينبغي أن نعلم جيدا أن الذي يجب أن يقود الناس هم العلماء وليس العامة؛ لأن العلم نور ويجب على الناس أن يكونوا تابعين لعلمائهم وولاة أمرهم والسمع والطاعة وهذا هو المخرج، وهذا هو الذي قاله النبي[ في حديث عبادة رضي الله عنه: ‏«بايعنا ‏ ‏رسول الله[‏ ‏على السمع والطاعة في العسر واليسر‏ ‏والمنشط‏ ‏والمكره وعلى  ‏أثرة ‏‏علينا وعلى ألا ننازع الأمر أهله وعلى أن نقول بالحق أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم»، فلا يجوز أن يتقدم العامة على ولاة الأمر وهم العلماء والحكام، بل يجب عليهم أن يصدروا عن هؤلاء؛ لأن الله جل وعلا يقول: {لو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه} وأولو الأمر هم العلماء أو الحكام، وفي حديث أبي نجيح العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: وعظَنا رسول الله[ موعظةً وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون، فقلنا: يا رسول الله كأنها موعظة مودّع، فأوصِنا، قال: «أوصيكم بتقوى الله عزّ وجلّ، والسمع والطاعة وإن تأمّر عليكم عبد؛ فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار». (رواه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن صحيح) فيجب السمع والطاعة لولي الأمر.

- كيف يمكن إصلاح المجتمعات العربية والإسلامية لتعود إلى هيبتها ومكانتها؟

- المجتمع مكوّن من أفراد، وإذا توجهت الدعوة للفرد صلح المجتمع؛ لأن المجتمع أفراد وأسر، فلن تعود المجتمعات إلى هيبتها إلا إذا أسسنا فيه الدعوة الصحيحة والنهج الصحيح السليم؛ لأن العقيدة الصحيحة والمنهج السليم يضمنان كل خير في الدنيا والآخرة، فضلا عن أنهما يجمعان المسلمين ويوحدان كلمتهم.

- هل تعتقد أن هناك مؤامرة على المملكة العربية السعودية بحكم أنها قبلة المسلمين الأولى؟

- لاشك أن هؤلاء الذين يعادون أهل السنة على وجه العموم يعادونهم لعقيدتهم ومنهجهم الصحيح الذي نشؤوا عليه، فهم يبغضون كل سني يدعو إلى كتاب الله؛ ولذا تتوجه جهودهم إلى المملكة؛ لأنهم يعلمون جيدا أن قلوب الناس متوجهة إلى المملكة، وجميع المسلمين في العالم يتوجهون إلى المملكة، وبالتالي قد أصابهم نوع من الحقد والحسد الذي حمل هؤلاء على السعي للتخريب وضرب الأمن في تلك البلاد، وبلاد المسلمين الذين يتبعون المنهج الإسلامي الصحيح والعقيدة الصحيحة.

     وأنا أرى ضرورة توضيح خطر هذا المعتقد لعامة المسلمين؛ لأن الكثير من المسلمين يدخل بينهم التشيع لجهلهم بأمور الدين، وهناك من يتصدى ويقف في وجه العلماء ونشر العلم كأنه معين لهذه العقيدة، وهو بذلك يكون سببا في نشر التشيع.

- ما الواجب الآن على طلاب العلم والعلماء والمشايخ في صد هذه الهجمة عن المملكة العربية السعودية التي هي قبلة المسلمين الأولى؟

- الدعوة إلى الكتاب والسنة وإلى ما كان عليه سلف هذه الأمة؛ فإن المملكة ولله الحمد قائمة على هذه الدعوة وهذا المنهج والعقيدة الصحيحة القائمة على الكتاب والسنة، بل إن كتب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله لم تنشر إلا بجهود هؤلاء الحكام في المملكة، فعلى العلماء والمشايخ وطلاب العلم أن يوضحوا فضل هذه الدعوة لنشر العقيدة الصحيحة بين المسلمين، ويسدوا الطريق أمام الدعوات الباطلة الأخرى، وأن يحثوا الناس ويبعثوا فيهم إجلال الحكام واحترامهم فإن إكرامهم من دين الله عز وجل، ومنهج السلف يؤكد على احترامهم والدعاء لهم وتكريمهم وإعزازهم؛ لأن في إعزازهم إعزاز للدين.

- هل يجوز أن نهاجم الحكام على وسائل الإعلام مثلما نرى هذه الأيام؟

- الحديث يقول: «من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية ولكن يأخذ بيده فيخلو به، فإن قبل منه فذاك وإلا كان قد أدى الذي عليه»، فلا يجوز أن يهان الحكام في وسائل الإعلام ، ومع ذلك نحن لا نقول نسكت عن الأخطاء، بل تجب النصيحة ويجب أن نذكر ونرشد ولكن بحكمة، وأن يعرف الإنسان كيف يتصرف في إيصال هذه الدعوة إلى هؤلاء الحكام والدعاء لهم بالخير؛ فإن دعاء الناس لهم فيه خير عظيم غاب عن الكثير من الناس للأسف الشديد، لكن المظاهرات والاعتصامات تتسبب في إثارة الفتن وإيقاع البغضاء بين الحاكم والرعية، وبالتالي تبدأ عملية نقض البيعة ثم بعد ذلك يكون سفك الدماء والقتل إلى غير ذلك من الأمور التي ليست في صالح البلاد والعباد.

- كيف ترى الأحداث التي مرت بها البحرين؟

- من المعروف أن الأحداث التي مرت بها البحرين كانت تحركها العقائد التي أعلنها أصحابها ضد أهل السنة والجماعة، والقضية هنا ليست قضية مطالب ولا غير ذلك، وإنما كانت لضرب أهل السنة والجماعة في البحرين ثم انتقال الأحداث بعد ذلك إلى الكويت، ثم تعم هذه الأحداث دول الخليج  برمتها، فقضية البحرين ليس قضية حقوق يطالب بها هؤلاء، ولكن جعلت الحقوق ستارا يتخفون خلفها لتحقيق مآربهم وتحقيق ما يقوله علماؤهم من إباحة دم أهل السنة والجماعة؛ لأن هؤلاء يقولون: من يتربى على عمر وأبي بكر وغيره فهو ناصبي، والناصبي عندهم حلال الدم، فإذا كان هؤلاء نشأوا على ذلك فكيف يتصرفون لو نجح مخططهم في البحرين؟!

- كيف يمكن لدول الخليج مجتمعه التصدي لأي محاولة من هذا النوع مثل التي حدثت في البحرين؟

- التصدي يكون: بالحوار الذي يكون وفق كتاب الله وسنة نبيه عليه السلام، فمن كان منهم طالبا للحق فليستمع، ومن لم يكن منهم طابا للحق ومكابرا معاندا فإن الله جعل له حلا آخر كما قال تعالى: {لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس}.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك