رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: وائل رمضان 17 سبتمبر، 2024 0 تعليق

الشريعة .. ومشكلا تنا الاجتماعية

تعد المشكلات الاجتماعية من أهم المباحث في مجال علم الاجتماع؛ فهي تمثل حالا معقدة، بها العديد من العوامل المؤثرة، مثل: عوامل دينية وسياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية، وترجع أهميتها إلى أنها تمسّ حياة الناس مباشرة، وتؤثر في علاقاتهم، وكذلك في طرائق استجابتهم للأوضاع المحيطة بهم، فنجد أن المشكلات الاجتماعية تختلف من مجتمع لمجتمع، ومن زمن إلى آخر، وكذلك تختلف باختلاف المصالح الاقتصادية، ولقد وضع الإسلام قواعدَ وأسساً سليمة، فيها حلول وعلاج لمختلف الآفات والمشكلات الاجتماعية التي كانت موجودة قبل الإسلام وبقيت ممتدة بعده، فهو دين شامل لجميع القضايا والمسائل التي تتعلق بجوانب حياة الفرد والمجتمع، فقام بوضع حلول وعلاج للآفات الاجتماعية.

 

أولاً: تعريف المشكلات الاجتماعية

       المشكلات الاجتماعية هي تلك الصعوبات ومظاهر الانحراف في السلوك الاجتماعي، التي يتعرض لها الفرد فتقلل من فاعليته وكفايته الاجتماعية، وتحد من قدراته على بناء علاقات اجتماعية ناجحة مع الآخرين، وعلى تحقيق القبول الاجتماعي المرغوب، والمشكلة الاجتماعية هي حال تؤثر على عدد من الناس، ويتم هذا التأثير بأساليب يُنظر إليها على أنها مرفوضة وغير مرغوب فيها، كما أنهم يشعرون برغبة شديدة للقيام بفعل اجتماعي جمعي مضاد لهذه الأساليب.

ثانيًا: خصائص المشكلات الاجتماعية

  • المشكلة الاجتماعية تعد انحرافا عن المستويات الاجتماعية المتفق عليها داخل المجتمع.
  • المشكلة الاجتماعية هي سلوك أو حدث تجتمع غالبية الناس (في مجتمع ما) على أنه يمثل مشكلة.
  •  المشكلة الاجتماعية تتمايز من مكان إلى آخر ومن زمان إلى غيره ومن ظروف إلى ظروف.
  •  المشكلة الاجتماعية تعكس المصالح والمواقف والاهتمامات، أي أن كل فرد وكل جماعة وكل مجتمع يعبر عن الشيء باعتباره مشكلا أو غير مشكل من وجهة نظر ذاتية بحتة.
  • المشكلات الاجتماعية متداخلة ومتشابكة ومستمرة، ولا يمكن إيجاد حلول جذرية لها، أو متفق عليها بسهولة، فهي تظهر في المجتمعات الإنسانية كافة.
  • المشكلات الاجتماعية لا تظهر فجأة أو عفوية، بل تتكون تدريجيا على مراحل مترابطة.
  •  المشكلات الاجتماعية مرتبطة بالقيم الاجتماعية في أغلب الأحيان، وتمثل الآداب العامة والأخلاق الاجتماعية نواتها.

ثالثًا: تصنيف المشكلات الاجتماعية

  •  مشكلات حياتية (أساسية): تؤثر على أفراد المجتمع تأثيرا كبيرًا مثل مشكلات: (الإسكان، الغذاء، التعليم، الصحة، الرعاية الاجتماعية)، ومثل هذه المشكلات إذا لم يتم مواجهتها تؤثر على بناء المجتمع ووظائفه ويترتب عليها مشكلات أخرى مثل ارتفاع معدلات الجريمة والأمية وانتشار الأمراض وهكذا.
  •  مشكلات اقتصادية: تشمل انخفاض متوسط دخل الفرد، وانخفاض الإنتاجية لدى أفراد المجتمع، وضعف المؤسسات الاقتصادية عن القيام بوظائفها الإنتاجية، والاعتماد على الاستهلاك أكثر من الإنتاج، وضعف المدخرات الخاصة بالمواطنين، وعدم ميل المواطنين إلى إنشاء مشروعات اقتصادية.
  •  مشكلات اجتماعية: من هذه المشكلات الاجتماعية ما تعانيه الأسرة من تفكك في العلاقات الاجتماعية أو إصابة أحد أفراد الأسرة بمشكلة كبيرة، مثل إدمان المخدرات ومشكلات النزاعات الأسرية والطلاق، إلخ.
  • مشكلات مجتمعية: تشمل المشكلات المجتمعية مشكلات انحراف الأحداث والبطالة والإرهاب، ومثل هذه المشكلات لها تأثير على القطاعات الأخرى بالمجتمع، ويندرج تحت هذا النوع من المشكلات المشكلات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والصحية والأمنية والتعليمية.

رابعًا: نظرة على الواقع

لعلنا اليوم لا نحتاج إلى كثير جهدٍ ولا إلى عميق تفكيرٍ، لنتأمل واقعنا ونعدد مثل هذه المشكلات، أو لنضرب الأمثلة عليها، أو لنرى آثارها الوخيمة وأضرارها العظيمة التي تفجرت في مجتمعاتٍ إسلاميةٍ كثيرة.

(1) واقع الأسرة

ففي واقع الأسرة نجد إهمالا كثيرا من الآباء لمسؤولياتهم، وغياب كثير من الأمهات عن ممارسة دورها الحقيقي، لقد أصبحت شكوى ظاهرة ونمطا واضحا، فكم من الأبناء تاه! وكم من الفتيات ضِعن لعدم وجود أبٍ مربٍّ، أو أمٍّ راعية! تفلّتت الأسرة عندما غاب عنها قائدها وربانها، فهو المسؤول، وهو القائد، وكم رأينا أيضًا أنواعا أخرى مقابلة! عقوق الأبناء وضياع البنات ناتجٌ من أثر ذلك.

(2) واقع المجتمع

       والمتأمل في واقع المجتمع اليوم يرى أنَّ مجتمعاتنا لم تعد هي تلك المجتمعات التي تنعم بالصفاء والسلام، ولم تعد الأسر هي تلك الأسر التي تظلّلها المحبة والوئام، لم تعد تلك العلاقة التي تمتد من الأبناء إلى الآباء بالاحترام، ومن الآباء إلى الأبناء بالرعاية والإكرام، لم نعد نرى نمط الشباب الذي كان يخوض ميادين العلم ليكون مبرزًا متفوقًا، ويخوض ميادين الحياة الإنسانية ليكون متقدمًا سابقًا، لقد صرنا اليوم نشكو من طفولةٍ ليس لها همٌّ إلا اللهو واللعب، ومن شبابٍ ليس له هدفٌ ولا غاية، وليس له منهج ولا رسالة: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} (الروم:41).

خامسًا: شمولية الدين الإسلامي

        لابد أن نعلم بدايةً أن ديننا الإسلامي لم يترك مجالاً من المجالات التي فيها نفع العباد في المعاش والمعاد إلا بينه ودعا الناس إليه؛ ولهذا فإن حلول قضايانا الاجتماعية موجودة في شريعتنا الغراء؛ لأن شريعة الله لم تترك مجالاً إلا أوضحته غاية الإيضاح، وما مات المصطفى - صلى الله عليه وسلم - إلا وقد بين الخير كله لهذه الأمة وحذرها من الشر كله، بل ما مات - صلى الله عليه وسلم - وطائر يقلب جناحيه في السماء إلا وقد ذكر لأمته منه علمًا، فشريعة الإسلام فيها العلاج الناجع، وفيها الحل الناجح لكل قضية من القضايا وكل بلية من البلايا التي ابتليت بها هذه الأمة، والمتأمل في نظرة الإسلام إلى الحياة الدنيا يرى أنه ربى أتباعه على أن وجودهم في هذه الحياة إنما هو ابتلاء وامتحان، فالحياة لا تسلم من مشكلات، قال -تعالى-: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ}، قال السعدي -رحمه الله-: يحتمل أن المراد بذلك ما يكابده ويقاسيه من الشدائد في الدنيا، وفي البرزخ، ويوم يقوم الأشهاد، وأنه ينبغي له أن يسعى في عمل يريحه من هذه الشدائد، ويوجب له الفرح والسرور الدائم، وإن لم يفعل، فإنه لا يزال يكابد العذاب الشديد أبد الآباد.

سادسًا: أسباب المشكلات الاجتماعية

هناك أسباب عديدة لمشكلاتنا الاجتماعية نذكر منها ما يلي:

(1) ضعف الوازع الديني والولاء للعقيدة

       نحن أمة شرفها الله بهذا الدين، فيجب أن تكون منطلقاتنا في كل قضايانا العقدية والفكرية والاجتماعية من منطلق عقدي شرعي، فكل مشكلة من المشكلات إنما تحدث في الأمة؛ نتيجة تقصيرهم في عقيدتهم، فهناك رباط وثيق بين القضايا الاجتماعية والقضايا العقدية، ولذلك فإن مشكلاتنا الاجتماعية لم تكن لتحدث إلا لتفريطنا في القضايا العقدية.

(2) ضعف العلم الشرعي

       من أسباب تفشي المشكلات الاجتماعية في المجتمع: ضعف العلم الشرعي، فلو وجد العلم الشرعي (العلم بكتاب الله، والعلم بسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - في كل قضية من القضايا، وعمل الناس بذلك ما وجدت مشكلة، فلو عرف الناس أمور دينهم وأمور شريعتهم في قضايا العبادات والعقائد والأخلاق والسلوك، والقضايا الاجتماعية وتحلوا جميعًا بالعلم، لهان شيء كبير من المشكلات التي نعاني منها، ولكن قضية الجهل وتقصير العلماء وطلاب العلم في هذا المجال وعرض هذه القضايا وتنبيه الناس إليها جعل هذا الأمر يتفاقم.

(3) تحكيم العادات والأعراف على الشرع

       من أسباب المشكلات الاجتماعية استحكام ما يسمى بالعادات والأعراف والتقاليد المخالفة للإسلام، فنحن أمة لا نأخذ ديننا إلا من كتاب ربنا وسنة نبينا  صلى الله عليه وسلم -، وإن كان في شريعتنا ما يعرف بالعرف فإن العرف له ضوابط وشروط، فلا يؤخذ بالعرف إذا خالف الشرع بإجماع العلماء، فإذا كانت الأعراف والعادات والتقاليد حسنة لا تتنافى مع الإسلام فهي على العين والرأس، أما إذا كانت تخالف الإسلام فهي مرفوضة، ويجب أن يضرب بها الناس عرض الحائط.

(4) تقصير أهل العلم في حل المشكلات

       من أسباب وجود المشكلات في المجتمعات الإسلامية: تقصير أرباب الإصلاح والدعوة في عرض هذه القضايا؛ حيث إن هذه القضايا تلامس شريحة كبيرة من المجتمع لا تحصى، يعانون من قضايا اجتماعية، لماذا لا تولى هذه القضايا حلولاً وعلاجاً؟ ولا نريد علاجًا بالخطب الرنانة والكلمات الطنانة فقط فهذه لا تكفي في العلاج، وإنما نريد أهل الإيمان الذين يؤثرون دينهم على أهواء نفوسهم.

 ظاهرة التغريب في المجتمع

        أيضًا من أهم الأسباب موجات التغريب والغزو الفكري والأخلاقي المركز على المجتمعات الإسلامية، التي أدت دورًا كبيرًا في التأثير على أبناء المسلمين وعلى فتياتهم وأسرهم، ولا سيما أننا نعيش اليوم في عصر الإعلام المفتوح؛ لذلك يجب علينا أن نستغل الوسائل الإعلامية لعلاج القضايا الاجتماعية والمشكلات الأسرية، ويجب أن تركز على التربية وعلى تقويم الناس على نهج الله -عز وجل- وشريعة محمد - صلى الله عليه وسلم -، وتقوم بأداء ما ائتمنت عليه بأن تكون قنوات إصلاح وتوجيه وتربية لأجيال المسلمين وأسرهم.

(5) الإهمال في جانب التربية

من الأسباب أيضًا: إهمال التربية من قبل الآباء للبيوت، فتجد الآباء منشغلين بدنياهم وتجاراتهم مع جلسائهم، ويهملون الزوجة والأولاد، أين القوامة وأين التربية؟ إننا نريد من بيوتات المسلمين بيوتًا تملؤها الطاعة، سليمة من المحرمات والمنكرات، وقنوات توجيه وإصلاح، يخرج منها أجيال يعيدون أمجاد سلفنا الصالح ورعيلنا الفاتح المجاهدين في سبيل الله، أما أن يخرج أبناؤنا صرعى مسكرات ومخدرات وملهيات وفواحش ومغريات والعياذ بالله! فهذه -والله- من عدم القيام بالأمانة، وعدم الخوف من الله، والتفريط فيما اؤتمنا عليه «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته»، فالأسرة يجب أن تقوم بدورها، ولما أُهملت الأسرة -التي هي نواة المجتمع- حصلت المشكلات في المجتمعات الإسلامية عمومًا.

سابعًا: المنهج النبوي في علاج المشكلات

        إنَّ أول لبنة في علاج المشكلات الاجتماعية هي علاج النفوس وأطرها على شرع الله -عزوجل-، وتحليها بالعلم والعمل الصالح، وسلامة الصدور لأهل الإسلام، ومعرفة مكانة أهل العلم والاستفادة منهم؛ لذلك نستعرض بعض وسائل المنهج النبوي والأسس التي قام عليها في علاج القضايا الاجتماعية، ومن هذه الأسس ما يلي: 1- الاهتمام بالعلم والعلم الذي ندب إليه الرسول - صلى الله عليه وسلم - وحث على النهل منه هو كل علم يجعل الإنسان جديرًا بأن يستخلف في الأرض، وينهض برسالة الله، ويدرك إدراكًا حقيقيًّا أن الخالق -سبحانه-، قد سخر له هذا الكون لحكمة ساميَّة تعبر تعبيرًا ناطقًا حيًّا عن جلاله -سبحانه- وجماله وأفضاله، وتدفع الإنسان إلى النشاط والسعي لإعمار الأرض لا لخرابها، ولإثراء الحياة لا لإفقارها، يقول -تعالى-: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ}(الأنعام:165). 2- العمل لقد ربى النبي - صلى الله عليه وسلم - أصحابه على تزكية أرواحهم وبناء شخصياتهم، وتحمل مسؤولياتهم الدينية والدنيوية، وأرشدهم إلى الطريق التي تساعدهم على تحقيق ذلك، ولم يكتف - صلى الله عليه وسلم - بالحث على العبادات الظاهرة، بل ربى أصحابه -كذلك- على مكارم الأخلاق بأساليب متنوعة، وكان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يعرض الأخلاق مع العبادة والعقائد في وقت واحد؛ لأن العلاقة بين الأخلاق والعقيدة واضحة في كتاب الله -تعالى.

3- العدل العدل قضية عظمى، عليها قام الملك، وخلق إسلامي رفيع حث عليه الله -سبحانه وتعالى- في الكتاب العزيز، وفي سنة النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم -، قال -تعالى-: {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ}(النحل:90)، ونهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الظلم في أكثر من حديث منها قوله - صلى الله عليه وسلم -: «الظلم ظلمات يوم القيامة»، وفيما يرويه نبينا - صلى الله عليه وسلم - عن رب العزة أنه قال: «يا عبادي إني حرَّمتُ الظلمَ على نفسي وجعلتُه بينكم محرَّمًا فلا تَظالَمُوا»، ومن مظاهر تمام العدل بين الناس، إعطاء كل ذي حق حقه، ووضع الشيء المناسب والشخص المناسب في المكان المناسب. 4- الرحمة واستعمال الرفق الرحمة من الأخلاق التي مدحها الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - في الكتاب والسنة، وهي من الأخلاق التي يترتب عليها كثير من الخير في الحياة الدنيا بمجالاتها المختلفة، كما يترتب عليها كثير من الثواب في الآخرة، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا أهل الأرض يرحمُكم مَن في السماء»، وورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أحاديث كثيرة تحث المسلمين على التخلق بالرحمة فيما بينهم ومع جميع الخلق، وقد حذر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمته، بأن ترك هذه الصفة الحميدة قد يستوجب غضب الله يوم القيامة؛ حيث قال: «لا يرحم الله من لا يرحم الناس»، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «لا تُنـزع الرحمة إلا من شقي». 5- مراعاة الحال راعى النبي - صلى الله عليه وسلم - أحوال الناس في تطبيق الأحكام الشرعية والأمور السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وكان تعامله مع الفرد مخالفًا لتعامله مع الجماعة، فلم يكن التعامل متماثلاً مع الجميع، ومن أكثر دلائل مراعاته - صلى الله عليه وسلم - للأحوال ما ورد في عدم هدمه الكعبة، وإعادة بنائها على أساس إبراهيم، فإن قريشًا لما بنتها اقتصرت بها، يقول - صلى الله عليه وسلم - للسيدة عائشة -رضي الله عنها-: «يا عائشة لولا أن قومك حديثو عهد بشرك، لهدمت الكعبة، فألزقتها بالأرض، وجعلت لها بابين».

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك