رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: محمد الراشد 17 ديسمبر، 2013 0 تعليق

السياسة الشرعية – وسائل الإصلاح الشرعية (17)


     
إن وسائل الإصلاح الشرعية كثيرة بحيث يصعب حصرها في هذه السطور؛ إذ لكل مكان وزمان الوسيلة التي تناسبه، وإن الأمة الإسلامية لن تعدم فقه علمائها من إيجاد الوسائل والحلول الشرعية ومنها:

1- الحث على التمسك بالكتاب والسنة، قال صلى الله عليه وسلم : «تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما: كتاب الله وسنتي، ولن يتفرقا حتى يردا عليَّ الحوض» أخرجه الحاكم وحسنه الألباني. ولذلك فلتكن كل تشريعاتنا وقوانيننا منبعها الكتاب والسنة، وبذلك ينصلح حال الأمة؛ لأن الحكم سيكون لله ولرسوله. قال الشيخ ابن باز رحمه الله ـ: «فكل أنواع الفتن لا سبيل للتخلص منها والنجاة منها إلا بالتفقه في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومعرفة منهج سلف الأمة من الصحابة رضي الله عنهم ومن سلك سبيلهم من أئمة الإسلام ودعاة الهدى».

2- التعرف على حجم الفساد في المجتمع: لابد من تحديد حجم الفساد المستشري في الأمة، وتحديد أسبابه وبذوره التي احتضنها المجتمع، ومن ثم اقتلاعه من جذوره، وليس جذور المجتمع نفسه كما يريد الغرب أن يفعل بنا.

3- الدعاء والتضرع إلى الله لمن وقع منه الفساد كالحكام والوزراء وغيرهم وليس الدعاء عليه، فإن من أعظم طرق الإصلاح النافعة هي الدعاء. قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ } (البقرة:186)، فالنصح للولاة المسلمين يكون بالدعاء لهم لا عليهم كما يفعل بعضهم، وهي طريقة أهل السنة والجماعة.

4- الالتفاف حول العلماء وإنزالهم منازلهم، فلا ريب أن العلماء المعتبَرين هم قلب الأمة النابض، فهم ورثة الأنبياء كما أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم ، لذلك وجب علينا الانصياع لهم؛ لأن شرائح المجتمع سوف تسمع منهم إذا أمروهم بالابتعاد عن الفتن، أما إذا أهينوا فسقطت مكانتهم بين الناس، فلن يوجد من يرد العامة عن جموحهم، وينصحهم لما فيه خير لهم.

5- لزوم جماعة المسلمين، ولاسيما في وقت الفتن لما يترتب علي ذلك من سلامة للفرد وللأمة من هذه الفتن المضلة، والمراد بجماعة المسلمين منهج الصحابة والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

6- الكلمة الهادفة: إن الكلمة الهادفة إذا خرجت من قلب صادق ناصح، فإن الله تعالى يبارك في أثرها، سواء بخطبة أم كلمة بعد صلاة، أم غيرها، لذلك يجب على كل إنسان أن يختار كلماته وألفاظه وأن يعد لها؛ فقد تكون مفتاحًا لقلب مغلق.

     إن وسائل الإصلاح الشرعية لا تقف عند هذا الحد، بل إن ديننا الحنيف يزخر بالمزيد والمزيد، المهم أن تدخل حيز التنفيذ ونبتعد عن التقليد الأعمى لكل ما هو غربي.

والله الموفق والمستعان.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك