رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: محمد الراشد 24 ديسمبر، 2013 0 تعليق

السياسة الشرعية – شعارات تجلب الجمهور

     تفنن صانعو الفتن في استحداث أمور من شأنها تهييج الرأي العام، ومنها رفع الشعارات البراقة، التي تجلب الجمهور وتُزيد في جلب العامة، فمنهم من يرفع شعار الخبز وذلك في بعض البلدان الفقيرة نسبيًا، ومنهم من يرفع شعار الحرية والكرامة، وآخرون قد يرفعون شعار الدين، بل والمتاجرة به في سبيل إشعال روح الفتن.

وتختلف تلك الشعارات في كل زمان ومكان بحسب ما يميل إليه جمهور الناس، حتى يستطيعوا جمع أكبر قدر ممكن من العامة وبذلك يُكثرون سوادهم.

     ليس ما نقوله بالشيء الجديد علينا، بل كان أول ظهور لهم إبان حكم أمير المؤمنين علي رضي الله عنه حيث رفعوا شعار: لا حكم إلا لله..! وتشعر بذلك أن أبا سبطي رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحكم بغير ما أنزله الله عز وجل على رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ، فقد كان علي رضي الله عنه (يخطب يومًا إذ قام إليه رجل من الخوارج فقال: يا علي أشركت في دين الله الرجال ولا حكم إلا لله فتنادوا من كل جانب: لاحكم إلا لله، لا حكم إلا لله، فجعل علي رضي الله عنه يقول: هذه كلمة حق يراد بها باطل، ثم قال: إن لكم علينا أن لا نمنعكم فيئًا ما دامت أيديكم معنا وأن لا نمنعكم مساجد الله وأن لا نبدأكم بالقتال حتى تبدؤنا..) (البداية والنهاية).

     وهذا ما نراه اليوم، يظهرون بشعارات براقة توافق هوى الناس، فيقولون: الكرامة، الحرية، العدالة، الدستور.. ونحو ذلك من العبارات التي يحبها أهل الدنيا، وتتنافس عليها النفوس الضعيفة، وهكذا تتكرر المواقف فلا يزالون يخطبون في الناس بالخطب الرنانة، وينادون بالشعارات التي يميل إليها عوام الناس، ويتواعدون في أماكن سرية معينة لإظهار الخروج على ولي الأمر، والنهي عن طاعته قديمًا وحديثًا.

     وأصبح في كل بلد عربي إسلامي ميدان شهير أو مكان يلقب بميدان الثورة، فتجد ميدان التحرير، وساحة الإرادة، وميدان تقسيم، وميدان اللؤلؤة، وظهور حركات شبابية سياسية يدعون أنفسهم بالثوار الجدد وحماة الثورة، وكلها أمور دخيلة مستحدثة وفدت علينا من أهل البدع والفتن لكي يفتنونا عن ديننا، ويمزقوننا إربًا إربًا حتى يسهل عليهم أكلنا وهضمنا.

     أخيرًا أقول: إني لست ضد المطالبة بالحقوق الشرعية ككرامة الإنسان وأمنه وحفظ ماله وعرضه، ولكن بأي وسيلة يمكننا تحقيق هذه الأهداف النبيلة المشروعة ؟! هذا  ما يجب أن نفكر فيه بشروط أن تكون تلك الوسيلة على ضوء الكتاب والسنة وعلى فهم سلف الأمة.

والله الموفق والمستعان.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك