رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: محمد الراشد 30 أبريل، 2013 0 تعليق

السياسة الشرعية – رسائل محمد بن عبد الوهاب (2)

     نظرًا لانتشار دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب بين الناس، ظهر بعض الحاقدين على تلك الدعوة، ومنهم: سليمان بن سحيم الذي اتهم الشيخ باتهامات باطلة  عدة، قام محمد بن عبد الوهاب بالرد عليها في رسالته إلى أهل القصيم قائلاً:

     ثم لا يخفى عليكم أنه بلغني أن رسالة سليمان بن سحيم قد وصلت إليكم -أهل القصيم- وأنه قبلها وصدّقها بعض المنتمين للعلم في جهتكم، والله يعلم أن الرجل افترى عليَّ أموراً لم أقلها، ولم يأت أكثرها على بالي. فمنها قوله: إني مبطل كتب المذاهب الأربعة، وإني أقول: إن الناس من ستمائة سنة ليسوا على شيء، وإني أدّعي الاجتهاد، وإني خارج عن التقليد، وإني أقول إن اختلاف العلماء نقمة، وإني أكفر من توسل بالصالحين، وإني أكفر البوصيري لقوله: يا أكرم الخلق، وإني أقول لو أقدر على هدم قبة رسول الله صلى الله عليه وسلم لهدمتها، ولو أقدر على الكعبة لأخذت ميزابها، وجعلت لها ميزابًا من خشب، وإني أحرم زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم ، وإني أنكر زيارة قبر الوالدين وغيرهما، وإني أكفّر من حلف بغير الله، وإني أكفر ابن الفارض وابن عربي، وإني أحرق دلائل الخيرات وروض الرياحين وأسمّيه روض الشياطين.

     جوابي عن هذه المسائل أقول: سبحانك هذا بهتان عظيم. وقبله من بهت محمدًا صلى الله عليه وسلم أنه يسب عيسى بن مريم ويسب الصالحين، فتشابهت قلوبهم بافتراء الكذب وقول الزور. قال تعالى: {إنما يفترى الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون} (النحل:105)، بهتوه صلى الله عليه وسلم بأنه يقول: إن الملائكة وعيسى وعزيرًا في النار، فأنزل الله في ذلك: {إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون} (الأنبياء:101).

     وأما المسائل الأخرى وهي أني أقول: لا يتم إسلام الإنسان حتى يعرف معنى لا إله إلا الله، وأني أعرّف من يأتيني بمعناها، وأني أكفر الناذر إذا أراد بنذره التقرب لغير الله، وأخذ النذر لأجل ذلك، وأن الذبح لغير الله كفر والذبيحة حرام.

     فهذه المسائل حق وأنا قائل بها، ولي عليها دلائل من كلام الله وكلام رسوله، ومن أقوال العلماء المتبعين كالأئمة الأربعة، وإذا سهل الله تعالى بسطّت الجواب عليها في رسالة مستقلة -إن شاء الله-.

ثم اعلموا وتدبروا قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة} (الحجرات:6).

هذا هو نص رسالة الشيخ محمد بن عبد الوهاب إلى أهل القصيم، نسأل الله أن يرد كيد الكائدين، وأن يجعل كيدهم في نحورهم.

والله الموفق والمستعان. 

Abuqutiba@hotmail.com

Abuqutibaa@

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك