رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: محمد الراشد 8 يوليو، 2013 0 تعليق

السياسة الشرعية – رد الإمام على المناوئين

     اشتدت معارضة المناوئين والمعارضين لدعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب من حكام نجد وعلمائها, حتى ضاق بها الشيخ محمد، فكان لابد من الرد على هؤلاء وعلى ما يفترون عليه كذبًا وبهتانًا, ففي رسالته لابن عيد أحد مطاوعة ثرمداء يقول الشيخ محمد بعبارة مؤثرة: «فلما أظهرت تصديق الرسول فيما جاء به سبّوني غاية المسَبّة, وزعموا أني أُكفر أهل الإسلام, وأستحل أموالهم». ويصف الشيخ عداوة المناوئين والخصوم في رسالته لعالم بغداد الشيح عبدالرحمن السويدي, فيقول رحمه الله: «ولَبَّسوا على العوام أن هذا خلاف ما عليه أكثر الناس, وكبرت الفتنة, وأجلبوا علينا بخيل الشيطان وَرَجِلِه, منها إشاعة البهتان بما يستحي العاقل أن يحكيه فضلاً عن أن يفتريه، ومنها ما ذكرتم أني أكفر جميع الناس إلا من اتبعني، وأزعم أن أنكحتهم غير صحيحة. ويا عجباً كيف يدخل هذا في عقل عاقل ؟! هل يقول هذا مسلم أو كافر أو عارف أو مجنون ؟!»

     ويهاجم الشيخ الإمام بعض خصومه الألداء كسليمان بن سحيم، ويصفه بما يناسب حاله وواقعه، فقال رحمه الله: (لكن البهيم ( سليمان بن سحيم) لا يفهم معنى العبادة)، ثم يقول: «فيا سبحان الله ما من عقولهم تفهم أن هذا الرجل من البقر، التي لا تميز بين التين والعنب».

     ويرد الإمام محمد على هؤلاء الخصوم أيضًا في رسالته لعبد الرحمن بن ربيعة مطوع ثادق، يوضح فيها بعضًا من أفاعيل المعارضين في صد الناس عن الدعوة, فيقول: «فهذه خطوط المويس، وابن إسماعيل، وأحمد بن يحيى عندنا في إنكار هذا الدين والبراء منه، وهم الآن مجتهدون في صد الناس عنه، فإن استقمت على التوحيد وتبينت فيه، ودعوت الناس إليه، وجاهرت بعداوة هؤلاء خصوصاً ابن يحيى؛ لأنه من أنجسهم وأعظمهم كفراً، وصبرت على الأذى في ذلك, فأنت أخونا وحبيبنا».

     ومع كل هذا من العداء الواضح, وشدة الخصومة الضارية واستمرارها، إلا أن الشيخ محمد كان حريصًا على هداية أولئك الخصوم, فحاول مرارًا وتكرارًا أن يُظهر اللين واللطف معهم على أمل استقامتهم ودخولهم في الدعوة, ويظهر هذا في رسالته لشيخه عبد الله بن محمد بن عبد اللطيف أحد علماء الإحساء, فيقول: «فإني أحبك وقد دعوت لك في صلاتي، وأتمنى من قبل هذه المكاتيب أن يهديك الله لدينه القيم، وما أحسنك لو تكون في آخر هذا الزمان فاروقاً لدين الله». ومع ذلك فإن هذا الشيخ المخاطَب قد كتب رسالة في الرد على الشيخ محمد سماها (سيف الجهاد لمدعي الاجتهاد).

     ويخاطب الشيخُ محمد عبدَ الوهاب بن عبد الله بن عيسى فيقول له: «فإن كان إني أدعو لك في سجودي, وأنت وأبوك أجل الناس إليّ, وأحبهم عندي..» والله الموفق والمستعان.  

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك