رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: محمد الراشد 21 يناير، 2013 0 تعليق

السياسة الشرعية- تطبيق الشريعة الإسلامية (3)

 

تحدثنا في المقال السابق عن المعوقات النفسية والفكرية التي تحول دون تطبيق الشريعة الإسلامية, وإليك الآن -أخي المسلم- القسم الثاني:

     معوقات مادية وواقعية: يظن الكثير منا أنه بعد استقلال الدول الإسلامية عن الاحتلال الأجنبي أننا نلنا حريتنا كاملة, والأمر على العكس تماماً فما زال الاحتلال موجوداً ومتغلغلاً في بلداننا الإسلامية متمثلاً في تحكم الدول الغربية الكبرى في النظم السياسية للبلاد الإسلامية؛ بهدف التحكم في القرارات السيادية والسياسية لكي تتماشى مع سياسات تلك الدول وتوجهاتها بما لا يتعارض مع مصالحها في المنطقة, وبالطبع تطبيق الشريعة الإسلامية ضد أهدافها ومصالحها.

     ولتلك الدول الكبرى طرائق عدة لكي تبعدنا عن ديننا وشريعتنا وتجعلنا في حاجة لها باستمرار، منها على سبيل المثال لا الحصر: منح القروض للدول الفقيرة والمساعدات المشروطة, إنشاء البنوك الربوية, تقديم منح عينية كالآلات والمعدات الحربية دون قطع غيار, إثارة الفتن والاضطرابات الداخلية والطائفية والحزبية، بما يسمى الربيع العربي كأقرب مثال في عصرنا.

     وهناك تحكم من نوع آخر وهو تحكم تلك الدول الغربية في مصادر ثروات البلاد الإسلامية ومواردها الطبيعية, والسيطرة على أسواق المال والذهب وغيرهما, مما يفرض علينا أن نسير وفق قوانينهم وتشريعاتهم الوضعية التي تتعارض قطعًا مع شريعتنا الغراء. وفي الحقيقة هذا احتلال ناعم مباشر, فإذا لم تتمكن الدول الإسلامية من قراراتها السياسية السيادية وطموحاتها الاقتصادية فلن تستطيع أن تشرع قوانين تتماشى مع الشريعة الإسلامية.

     ومن المعوقات الواقعية لتطبيق الشريعة: أمية المناهج الدراسية الدينية, فلابد أن نربي أولادنا منذ نعومة أظفارهم وتعويدهم على تطبيق شرع الله, حتى إذا كبروا لم يصبح الأمر شاقاً عليهم, فتطوير المناهج التعليمية وتحديث الجوانب الدينية صار أمرًا ملحًا تقتضيه الحاجة الآن.

     وتَرتب على أمية المناهج التعليمية تخلف المسلمين في العلوم التطبيقية, فالأمية ليست قاصرة على الجانب الديني فقط، بل اتسعت لتشمل العلوم التطبيقية والعلمية والصناعية, حتى جعل الغرب يطلقون على الأمة الإسلامية بالبلاد الأمية أو المتخلفة أو دول العالم الثالث؛ مما جعلنا نهرول وراء الأفكار الغربية في الفكر والاقتصاد والعلوم مبتعدين عن ديننا وشريعتنا السماوية؛ حتى نلحق بركب التقدم والنمو، كما يزعم البعض.

     وإذا نظرنا إلى أهم معوقات تطبيق الشريعة فسنجدها الدعوة الخاطئة إلى تطبيق أحكام الشريعة التي يمارسها بعض الدعاة في دعوتهم للناس إلى تطبيق شرع الله, حيث يقصر بعض الدعاة قضية تطبيق الشريعة عند عرضها على جانب العقوبات وإقامة الحدود فقط؛ فإنهم -الدعاة- تقتصر دعوتهم على تطبيقها بشكل سطحي دون بيان حكمتها ومحامدها وأهميتها بالنسبة للفرد والمجتمع ككل؛ لذلك فإن الشريعة تمثل منهجًا شاملاً متكاملاً لحياة الأفراد ونظم الدولة في كل جوانبها وشؤونها الداخلية والخارجية.

والله الموفق والمستعان. 

Abuqutiba@hotmail.com

Abuqutibaa@

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك