السياسة الشرعية – انتشار دعوة ابن عبد الوهاب في مصر ( 1 )
رغم الإشاعات الكثيرة والمتلاحقة التي صاحبت حملة إبراهيم باشا, وما أحيط بالدعوة من أمور، تسوّغ غزو الدرعية والقضاء على الدولة السعودية, إلا أنه قد تأثر العديد من المفكرين والأدباء في مصر بتلك الدعوة, وحاولوا قدر المستطاع كشف ستار الزيف والكذب الذي صاحب تلك الحملات ومنهم:
1. المؤرخ عبد الرحمن الجبرتي فقد ندد بأعمال إبراهيم باشا ووالده محمد علي في هذا الغزو, وقال عن الإمام عبد الله بن سعود بأنه من الشهداء, لما أُعدم في إسطنبول. بعد سقوط الدولة السعودية الأولى، وصلت الأخبار عن عبد الله بن سعود أنه لما وصل إلى إسطنبول طافوا به البلدة, وقتلوه عند باب همايون, وقتلوا أتباعه أيضًا في نواحٍ متفرقة فذهبوا مع الشهداء.
2. ذكر حافظ وهبة في كتابه: (50 عامًا في جزيرة العرب)، أنه سمع الإمام محمد عبده وهو يثني على دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب, ويلقبه بالمصلح العظيم, ويلقي تبعة وقف دعوته الإصلاحية على الأتراك، وعلى محمد علي الألباني وأبنائه لجهلهم, ومسايرتهم لعلماء عصرهم، ممن ساروا على سنة من سبقهم من مؤيدي البدع والخرافات, ومجافاة حقائق الإسلام.
3. الشيخ محمد حامد الفقي الذي أنشأ فيها جماعة أنصار السنة المحمدية بمصر -مازالت قائمة إلى وقتنا هذا- على مبادئ الدعوة السلفية التصحيحية, فقد كان متأثرًا بهذه الدعوة الإصلاحية، وداعيًا إليها في خطبه ومقالاته.
4. الدكتور محمد عبد الله ماضي في كتابه: (حاضر العالم الإسلامي)، وقد ربط بين أثر الرسالة المحمدية في جزيرة العرب في الجاهليين, بدور الشيخ محمد بن الوهاب، الذي وحد مجتمعًا ابتعد عن الإسلام, وأخذ يدعوهم إلى تصحيح العقيدة, والرجوع إلى مبادئ الإسلام الصحيحة, حتى تغير هذا المجتمع, وصلحت أعماله.
5. أيضا أثنى الأستاذ الكبير عباس محمود العقاد على الدعوة في كتابه: (الإسلام في القرن العشرين).
6. الأستاذ أحمد حسين العلم المصري الشهير, الذي حج في عام 1367هـ, ثم أصدر بعد عودته من الحج كتابًا جيدًا عن أثر الدعوة الإصلاحية, ودعا للاهتمام بمنهجها لإصلاح المجتمع الإسلامي, وسمى كتابه: (مشاهداتي في جزيرة العرب).
7. الأستاذ محمد ضياء الريس أستاذ التاريخ الإسلامي بدار العلوم بجامعة القاهرة, فقد نشر مقالاً إضافيًا بعنوان: (الحركة الوهابية) في مجلة الإرشاد الكويتية عام 1373هـ.
فضلاً عن الأصوات الداعية للإصلاح والتجديد في مصر، ممن ذهبوا إلى المملكة العربية السعودية، من العمالة الوافدة من كبار الشيوخ، والدكاترة، والعلماء، والمدرسين، والمهندسين، وأصحاب الحرف، وغيرهم؛ حيث نقلوا الأثر الطيب لدعوة ابن عبدالوهاب, وما شاهدوه بأم أعينهم من صلاح الدعوة, وابتعادها عن الغلو والتشدد، كما زعم البعض، وروجوا تلك الإشاعات في بلادهم, فرجعوا إلى بلادهم مغمورين بصفاء الدعوة ونقائها, وقاموا بنشرها بين أقاربهم وذويهم.
والله الموفق والمستعان.
لاتوجد تعليقات