رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: محمد الراشد 3 ديسمبر، 2012 0 تعليق

السياسة الشرعية – التـوحيــــد

 

     التوحيد هو اعتقاد أن الله عز وجل واحد في ملكه وخلقه وتدبيره لا شريك له, وأنه هو وحده المستحق للعبادة فلا تصرف لغيره، وأنه لا مثيل له ولا شبيه في صفاته وأسمائه. فالتوحيد أن تقول: لا إله إلا الله، قولاً وعملاً واعتقاداً ويقيناً لا ريب فيه ولا شك.

     ولماذا خلق الله سبحانه وتعالى الإنس والجن؟ خلقنا الله عز وجل وأوجدنا في هذه الدنيا لعبادته وحده لا شريك له, قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (الذاريات:56), ثم ننعم بعده بجنة ربنا التي أعدها لعباده الموحدين، وهذا هو الأصل الأول للتوحيد عبادة الله عز وجل.

- والأصل الثاني: أنه لا تصح العبادة إلا بالتوحيد، وهذا عدل؛ فلا تصح عبادة من صلاة ولا صيام ولا زكاة ولا حج ولا ذبح إلا بأن تكون خالصة لوجه الله تعالى, وهذا هو أصل التوحيد، أي يوحد الله ويفرده بالعبادة دون غيره, فالكافر مهما فعل من الخيرات فلا تقبل منه لأنه ليس موحد الله, قال تعالى: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (الزمر:65).

     إذاً العبادة هي التذلل لله بالطاعة وبالامتثال لأوامره والخضوع والانقياد لشرعه مع الحب له, فكل ما يحب الله عز وجل أن نتقرب إليه فهو عبادة, وقد قسم العلماء العبادات إلى:

- عبادات قلبية: لا يعلم بها إلا الله عز وجل, قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ} (الملك:12), فالخشية عمل قلبي وقد وعد الله من يخشونه بالمغفرة, إذاً هي محبوبة له، وهذا دليل واضح على أن الخشية عبادة.

- عبادات قولية: قال تعالى: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً} (الأحزاب:41) والأمر بالذكر يدل على أنه محبوب لله سبحانه وتعالى؛ لذلك فهو عبادة, كذلك قوله تعالى: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ} (آل عمران:191), وهذا مدح للذاكرين.

- عبادات فعلية: قوله: {وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ} (البقرة:43), أمر الله المسلمين بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة إذاً هي عبادة, وقوله: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} (الكوثر:2), أمره عز وجل بالنحر له دون غيره يدل على أنه محبوب, فهو عبادة.

     لذلك فالعبادة بشتى أنواعها لا بد أن يكون خالصة لوجهً الله تعالى؛ فلا تجوز صرفها لغير الله أبدًا, قال تعالى: {فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ} (الزمر:2), وقال تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} (الفاتحة:5) حيث قدم المفعول على الفاعل وهو دليل على حصر العبادة في الله وحده دون غيره، أي لا نعبد إلا إياك.

والله الموفق والمستعان. 

Abuqutiba@hotmail.com

Abuqutibaa@

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك