رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: محمد الراشد 5 نوفمبر، 2012 0 تعليق

السياسة الشرعية – الأحــد الأســود

 

     تابعت بشغف ما حدث في ثورات الربيع العربي في بعض البلدان العربية, فذهبت بخيالي بعيدًا, وقلت لنفسي: هل من الممكن أن يحدث مثل هذا في بلد مثل الكويت؟! ولكني استيقظت يوم الأحد 21/10/2012 على أخبار مفجعة, مظاهرات من هنا وهناك تخرج من مناطق عدة متفرقة في العاصمة, أبراج الكويت وساحة الإرادة ومنطقة البورصة، وهناك تعامل رجال الأمن بحزم تجاه هؤلاء المتظاهرين حفاظا على الأمن العام وحفاظا على المارة وحركة المرور التي بالفعل قد أصابها حالة من الشلل التام بعدما حدثت حالة من الهرج والمرج من قبل المتظاهرين, وحدث ما لا يحمد عقباه, وما قد حذرنا منه مرارًا وتكرارًا, فقد تدافع المتظاهرون على رجال الأمن وبدورهم تعامل معهم رجال الأمن, فسالت دماء طاهرة من هنا وهناك واستقبل المستشفى الأميري عشرات المصابين من رجال الأمن والمتظاهرين.

     هذا ما حدث يوم الأحد, اليوم الذي لن ينساه تاريخ الكويت, اليوم الذي بكت فيه العيون على شبابها, فلم يحدث مثل هذا طيلة تاريخ دولة الكويت. وهنا يتبادر إلى الذهن تساؤلات عدة مهمة منها:

     لماذا يحدث هذا في بلد غني بالنفط؟! هل تأخر ذات مرة راتب أحد هؤلاء المتظاهرين؟ّ! هل أحس أحدهم يومًا بالجوع أو العطش أو البرد ولم يجد ما يؤويه؟! هل دفع أحدهم فلسًا واحدًا عندما دخل أحد المستوصفات أو المستشفيات العامة؟!

     إذاً فلم تحدث كل تلك المظاهرات وكل أحداث الشغب تلك من قبل بعض المواطنين المغرر بهم, وقد عمّنا الله سبحانه وتعالى بالخير الوفير والرزق المبارك فيه؟! كل تلك النعم قد أنعمها الله علينا يا أهل الكويت الشرفاء, لماذا لا نحمد الله ونحافظ عليها ونسأل الله أن يديمها علينا أبدًا ما حيينا؟! وإلا فسنندم بعد ما لا يفيد الندم, وسنتحسر على تلك العيشة الرغداء.

     هبوا من سباتكم وأفيقوا قبل فوات الأوان ولا تقعوا فريسة سهلة لبعض الآراء الهدامة والمزايدات الرخيصة من فئة تجهل ما تفعله, تأملوا ما يحدث حولنا من فتن وقلاقل ودسائس تحاك لنا, انظروا إلى الدماء الطاهرة التي سالت في ذلك اليوم المشين من تاريخ دولة الكويت, فهل ترضون بذلك؟! هل ترضون أن تحدث مثل هذه الأمور في أيام مباركة كالعشر الأوائل من ذي الحجة التي نتقرب فيها إلى الله عز وجل بفعل الطاعات ونبذ المنكرات؟!

نسأل الله أن يهدي شباب هذه الأمة لما فيه الخير والصلاح والتقوى.

والله الموفق والمستعان. 

Abuqutiba@hotmail.com

Abuqutibaa@

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك