رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: محمد الراشد 20 نوفمبر، 2012 0 تعليق

السياسة الشرعية – الأحزاب السياسية

 

     حث الإسلام على التوحد ونبذ الفرقة, قال تعالى: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ} (آل عمران: 103), هذا هو الإسلام الواضح الصريح، أما أن تفترق الأمة ويظهر ما يسمى بالأحزاب السياسية فهذا غير جائز؛ لأن تعدد الجماعات والأحزاب في الإسلام يؤدى إلى تعدد مناهجها في الدين والدعوة وبالتالي يؤدي إلى الخلاف والتنازع فيما بينها, فلا يجوز أن يتفرق المسلمون في دينهم شيعاً وأحزاباً, فإن هذا التفرق مما نهى الله عنه وذم من أحدثه أو تابع أهله وتوعد فاعله بالعذاب العظيم, قال تعالى: {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}  (آل عمران: 105), وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ} (الأنعام: 159)، أما إن كان ولي أمر المسلمين هو الذي نظمهم ووزع بينهم أعمال الحياة الدينية والدنيوية فهذا مشروع (فتوى الشيخ ابن باز)

     فنحن نرى ما يحدث من تنازع وتكالب على السلطة من الأحزاب المختلفة في بعض البلدان العربية فكل حزب يكيد للآخر, ويسعى جاهداً في تشويهه ورميه بالاتهامات الباطلة, والدخول في مهاترات تضيع معها القضايا الكبرى التي يجب أن توليها هذه الأحزاب الجزء الأكبر من اهتماماتها، كما نلاحظ أيضا ما يسمى بالحزبية الضيقة ؛ بحيث يلتف كل حزب بعباءته السياسية الحزبية دون الالتفات أو مجرد الاستماع للآراء الأخرى التي ربما يكون منها الأصوب وفي صالح الدين والدنيا، ثم يأتي دور التفاهمات والتربيطات السياسية بين بعض الأحزاب, ويظهر هذا جلياً أيام الانتخابات البرلمانية, فكل حزب يريد أن ينال (كيكة) السلطة كاملة فينزل إلى الشارع ببرامج متعددة أكثرها وهمي من نسج الخيال, المهم هو كسب رضا المواطنين وتعاطفهم وبالطبع أصواتهم وذلك هو الأهم, وبعد أن ينالوا مرادهم تتبخر الوعود وتطير الأماني والأمنيات التي قد نسجوها لنا, ونُفاجأ بأن دور الحزب الفائز الذي يلقب بعد ذلك بالحزب الحاكم يقتصر على توطيد أركان حكمه وتثبيتها والتنكيل بالأحزاب الأخرى المناوئة له, لكي تصبح أحزاباً هامشية لا يُرجى منها فائدة بعد ذلك.

     هذه هي الأحزاب, فهل تختارونها يا أهل الكويت بعدما رأينا منهم من تناحر فيما بينهم؟ أم تختارون الشريعة الإسلامية منهاجاً نستقي منها مبادئنا واتجاهاتنا, فأيهما نختار؟

والله الموفق والمستعان. 

Abuqutiba@hotmail.com

Abuqutibaa@

 

 

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك