رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: محمد الراشد 26 أغسطس، 2013 0 تعليق

السياسة الشرعية – افتراءات الخصوم على محمد بن عبد الوهاب (5) انتقاص الرسول صلى الله عليه وسلم

     لما وصلت تلك الفرية شيخنا الجليل, وإمام الدعوة السلفية التصحيحية محمد بن عبد الوهاب كان جوابه عما افتراه عليه سليمان بن سحيم بما يلي: سبحانك هذا بهتان عظيم, ولكنه من قبل بهت النبي محمدًا صلى الله عليه وسلم أنه يسب عيسى ابن مريم, ويسب الصالحين, تشابهت قلوبهم, وبهتوه أنه يزعم أن الملائكة, وعيسى, وعزير في النار, فأنزل الله في ذلك {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَىٰ أُولَٰئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ} (الأنبياء101).

     ويكمل الشيخ رحمه الله في تكذيب هذا الافتراء: «وما ذكره المشركون على أني أنهى عن الصلاة على النبي, أو أني أقول لو أن لي أمرًا هدمت قبة النبي صلى الله عليه وسلم .. فكل هذا كذب وبهتان, افتراه عليّ الشياطين الذين يريدون أن يأكلوا أموال الناس بالباطل, مثل أولاد شمسان وأولاد إدريس»، هذه بعض أسماء رجال كان بعض النجديين يغلون فيهم.

     وفي رسالة بعثها الشيخ إلى عبد الرحمن السويدي أحد علماء العراق, يرد فيها على افتراءات ابن سحيم: «يا عجبًا, كيف يدل هذا في عقل عاقل؟ هل يقول هذا مسلم أو كافر أو عارف أو مجنون؟ وكذلك قولهم: إنه يقول: لو أقدر أهدم قبة النبي صلى الله عليه وسلم لهدمتها أي من البهتان وأما (دلائل الخيرات) فله سبب, وذلك أني أشرت إلى من قبل نصيحتي من إخواني, أن لا يصير قلبه أَجَلّ من كتاب الله, ويظن أن القراءة فيه أجلّ من قراءة القرآن, وأما إحراقه والنهي عن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بأي لفظ كان, فهذا من البهتان».

     وكذلك رد الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب على تلك الافتراءات قائلاً: «فلا وجه لذلك فجميع هذه الخرافات وأشباهها لما استفهمنا عنها من ذكر أولاً كان جوابنا في كل مسالة من ذلك, سبحانك هذا بهتان عظيم, فمن روى عنا شيئًا من ذلك أو نسبه إلينا فقد كذب علينا وافترى. ومن شاهد حالنا, وحضر مجالسنا وتحقق معنا, علم قطعًا أن جميع ذلك وضعه وافتراه علينا أعداء الدين, وإخوان الشياطين؛ تنفيرًا للناس عن الإذعان بإخلاص التوحيد لله تعالى بالعبادة, وترك أنواع الشرك».

     إن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم  يحظى بمرتبة من أعلى مراتب الخلق أجمعين, فهو سيد الشفعاء, وأول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة, وهو حي في قبره حياة برزخية أفضل من حياة الشهداء, وأنه صلى الله عليه وسلم يسمع سلام المُسلّم عليه, وكذلك فإن زيارة مسجده وقبره مسنونة, دون التبرك به والابتعاد عن الأعمال الشركية التي نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم ذاته, والصلاة فيه بألف صلاةٍ. هذا ما يعتقده الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأتباعه من السلف الصالح, ونحن نسير على نهجهم أجمعين متبعين غير مبتدعين, ندافع عن ديننا ومعتقداتنا وسلفنا الصالح بكل ما أوتينا من قوة, ونظل على ذلك ماحيينا.

والله الموفق والمستعان.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك