رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: محمد الراشد 16 سبتمبر، 2013 0 تعليق

السياسة الشرعية – افتراءات الخصوم على محمد بن عبد الوهاب (8)- فرية أن الوهابيين خوارج وأن نجد اليمامة قرن الشيطان

     ادعى أعداؤنا -نحن أصحاب الدعوة السلفية- بأننا خوارج، فقد افتروا على الإمام محمد بن عبد الوهاب بأنه من الخوارج, فتنوعت أكاذيبهم ومزاعمهم في هذا الأمر، فمرة يقولون: «سيماهم التحليق» أي علامتهم حلق شعر الرأس؛ حيث إنه -أي الشيخ الإمام- يكفر من لا يحلق شعر رأسه, ومرة أخرى بحجة أن موطنه نجد اليمامة كما جاء في الحديث الشريف أن نجد هي قرن الشيطان, ثم يسوقون الأدلة والبراهين الواهية لإثبات تلك الإدعاءات, فنجد ابن عفالج في رسالته لابن معمر يقول: «وفي فضل أهل الشام واليمن والحرمين وفارس ما يعرفه من له أدنى معرفة بالأحاديث, وأما أنتم يا أهل اليمامة ففي الحديث الصحيح عندكم يطلع قرن الشيطان, وأنتم لا تزالون في شر من كذّابكم إلى يوم القيامة». ويأتي من بعده عبد الله بن علوي الحداد ويزعم أن الشيخ الإمام هو قرن الشيطان, فيقول في كتابه (مصباح الأنام)ص7: ( وقد استنبط العلماء من مفهوم قول النبي صلى الله عليه وسلم : «يطلع منها -أي نجد- قرن الشيطان». من معجزاته؛ لأنه أتى بالياء للاستقبال؛ لأن مسيلمة لعنه الله في حياة النبي صلى الله عليه وسلم طلع, وادعى النبوة, وهلك في خلافة الصديق.., ولم يطلع قرن الشيطان إلا بعد الألف والمائة والخمسين, وهو محمد بن عبد الوهاب رأس هذه البدعة وأسّها». بل ويسعى جاهدًا في إثبات بعض علامات الخوارج على الشيخ وأتباعه ليدّعي وجودها عندهم فيقول كاذبًا: «وأهم من ذلك كله ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم من الأحاديث الكثيرة المبينة لعلامات الخوارج, مما يبين أن ابن عبد الوهاب وأتباعه منهم, ككونهم من نجد, وكونهم من المشرق, ومعلوم أن نجدًا شرقي المدينة, وكون سيماهم التحليق, مع كونهم من المشرق».

     كل تلك الادعاءات والأكاذيب سريعا ما تتلاشى عندما نورد ما سطره بعض أتباع هذه الدعوة السلفية المباركة, وأولهم إمام الدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب؛ حيث قال: «ولا أكفر أحدًا من المسلمين بذنب, ولا أخرجه عن دائرة الإسلام». ثم يفند الشيخ فرية التحليق فيقول: «وأما البحث عن حلق شعر الرأس، وأن بعض البوادي الذين دخلوا في ديننا قاتلوا من لم يحلق رأسه، وقُتِلوا بسبب الحلق خاصة، وأن من لم يحلق رأسه صار مرتداً، والردة لا تكون إلا بإنكار ما علم بالضرورة من دين الإسلام، وأنواع الكفر والردة من الأقوال والأفعال معلومة عند أهل العلم، وليس عدم الحلق منها، بل ولم نقل إن الحلق مسنون فضلاً عن أن يكون واجباً، فضلاً عن أن يكون تركه ردة عن الإسلام. ونحن لم نأمر أحداً من الأمراء بقتال من لم يحلق رأسه، بل نأمرهم بقتال من أشرك بالله، وأبى عن توحيد الله..».

     أما حديث أن نجد قرن الشيطان, فإن الشيخ عبد الرحمن بن حسن أكد أن المدح أو الذم يقع على الحال لا على المحل, ثم قال رحمه الله: «فلو ذم نجد بمسيلمة بعد زواله، وزوال من يصدقه، لذم اليمن بخروج الأسود العنسي ودعواه النبوة …، وما ضرَّ المدينة سكنى اليهود بها، وقد صارت مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ومعقل الإسلام, ما ذمت مكة بتكذيب أهلها لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وشدة عداوتهم له، بل هي أحب أرض الله إليه ..».

والله الموفق والمستعان.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك