رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: محمد الراشد 10 نوفمبر، 2013 0 تعليق

السياسة الشرعية – افتراءات الخصوم على محمد بن عبد الوهاب- شبهة عدم كفر هذه الأمة

     شبهة جديدة أراد خصوم الدعوة نشرها بين الناس, وهي نفي وقوع الشرك في هذه الأمة المحمدية، وعدم دخول الشرك على المسلمين؛ لأنها أمة معصومة من ذلك، ومن أوائل الداعين لتلك الفرية ابن عفالج؛ حيث يتحدث عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب في رسالته لابن معمر قائلاً: «وتنقيصه للأمة المعصومة من الضلالة المحفوظة من الغواية، فيكتم محاسنهم الجميلة ويرميهم بالشرك الأعظم، ويجعل عبادتهم كلها لله عنده هباءً منثوراً...» ثم يكمل في جوابه على ابن معمر قائلاً: «وقد ثبت بالأدلة والبراهين القاطعة عصمة الأمة، ومن نفى العصمة عنهم إلى الكفر أقرب».

     ثم يأتي سليمان بن عبد الوهاب- أخو الشيخ - بأدلة وبراهين تؤكد تلك الشبهة في كتابه: (الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية) قائلاً: «ومما يدل على بطلان مذهبكم ما روى مسلم في (صحيحه) عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم»، وروى الحاكم وصححه عن ابن مسعود قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم : «إن الشيطان قد يئس أن تعبد الأصنام بأرض العرب، ولكن رضي منهم بما دون ذلك بالمحقرات وهي الموبقات».

     ويسوق غيرهم الأدلة والبراهين من الذكر الحكيم مؤكدًا عصمة الأمة المحمدية من الشرك ويسترشد بقوله تعالى:{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}(آل عمران:110)، وقال تعالى: { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً} (البقرة:143).

     هذا وقد قدّم الشيخ الإمام الأدلة والبراهين على زيف هذه الشبهة مسترشدًا بما رواه أحمد وأبو داود قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث: «وإنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين، وإذا وقع عليهم السيف لم يرفع إلى يوم القيامة، ولا تقوم الساعة حتى يلحق حي من أمتي بالمشركين، وحتى تعبد فئام من أمتي الأوثان، وإنه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون كلهم يزعم أنه نبي وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي ..» إلى أخر الحديث. الشاهد في الحديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم أقر بأن فئة من أمته سوف يشركون بالله على عكس ما يفترونه عباد القبور من عصمة أمة محمد صلى الله عليه وسلم وعدم وقوعها في الشرك، دليل أخر على زيف هذه الشبهة أن أكثر العرب ارتدوا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ، فرجع كثير منهم إلى عبادة الأوثان، ومنهم من صدّق مسيلمة الكذاب في ادعائه النبوة وناصره ضد المسلمين. كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن أمته تفعل كما تفعل الأمم السابقة: اليهود والنصارى. فأين العصمة من كل هذا؟!

     ومع أن المصطفى صلى الله عليه وسلم قد أخبر بوقوع الشرك في أمته، وبالفعل رأيناه ونراه صراحةً، إلا أن الباب ما زال مفتوحًا للنصرة والنجاة، فإن الله قد تكفل لهذه الأمة بحفظ دينها، وحفظ فئة من المسلمين لا تزال على الصراط المستقيم، فقال صلى الله عليه وسلم : «لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة، لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله» رواه مسلم.

والله الموفق والمستعان.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك